يوافق اليوم الأحد الذكرى ال14 لإندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) والتي أندلعت في 28 سبتمبر 2000ميلادية ،وتوقفت فعليا في 8 فبراير 2005م ، بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون.
وقد تفجرت إنتفاضة الأقصى" الثانية" عقب اقتحام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أريئيل شارون المسجد الأقصى المبارك واستفزاز مشاعر المسلمين تحت حراسة شرطية مدججة بالسلاح.
وقبيل اقتحام شارون للمسجد الأقصى، عانى الفلسطينيون من انسداد الأفق السياسي بعد رفض "إسرائيل" تنفيذ بنود الحل النهائي بحسب اتفاقية أوسلو، وانتهاجها سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربيةالمحتلة والقدس، وتجاهلها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
ميزان القوى
واستخدم الشعب الفلسطيني في بادئ الأمر الحجارة لمواجهة جيش الاحتلال، لكن فصائل المقاومة ما لبثت إلا أن طورت من نفسها وإمكاناتها واتخذت شكلًا أكثر تنظيمًا، فاستخدمت عمليات الطعن ومن ثم العمليات الاستشهادية داخل العمق الإسرائيلي، وتطور الأمر فيما بعد لعمليات اشتباكات مسلحة وإطلاق صواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
من ناحية الفلسطينيين:كان يوجد 35,000 جندي من الأجهزة الأمنية وأسلحتهم بنادق كلاشنكوف و 45 مصفحة من نوع (بي أر دي ام-2) وأما مسلحين المقاومة أسلحتهم بنادق كلاشنكوف وأم-16 وبعض الألغام محلية الصنع.
في حين حشد الإسرائيليون لهذه المعركة 60.000 جندي من الجيش الإسرائيلي و 1000 دبابة و 450طائرة مقاتلة من طراز اف-16 وفانتوم واف-15 ايغل و50 مروحية هجومية من طراز أباتشي.
وبحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية فإن 1069 إسرائيليًا (334 جنديًا و735 مستوطنًا) قتلوا خلال سنوات الانتفاضة، وجرح نحو 4500 آخرين، وأعطبت أكثر من 50 دبابة إسرائيلية.
كما تسببت في العديد من الخسائر للإسرائيليين منها انعدام الأمن في الشارع الإسرائيلي بسبب العمليات الاستشهادية،ضرب السياحة في إسرائيل واغتيال وزير السياحة الإسرائيلي (زئيفي) على يد أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكذلك مقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلي (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين تحطيم مقولة الجيش الذي لايقهر في معركة مخيم جنين الذي قتل فيها 58 جندي إسرائيلي وجرح 142بالإضافة إلى ضرب اقتصاد المستوطنات الإسرائيلية.
خسة إسرائيلية
واستخدم الكيان الإسرائيلي خلال الانتفاضة سياسة الاغتيالات المباشرة، فقتل مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين، وخلفه في رئاسة الحركة عبد العزيز الرنتيسي، والكثير من قيادات الحركة السياسيين، إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى. كما نجم عنها تدمير البنية التحتية الفلسطينية و تدمير مؤسسات السلطة الفلسطينية وكذلك تدمير ممتلكات المواطنين بالإضافة إلى استشهاد عدد كبير من أبناء فلسطين.
كما اغتالت "إسرائيل" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسم بحسب ما أكدت تقارير وتحقيقات صحفية استندت على تحاليل مخبرية لبعض مقتنيات الرئيس الراحل، وشكلت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات ذلك، لكن نتائجها لم تظهر حتى اليوم.
دعم عربي
و قد شهدت عواصم عربية دولية مظاهرات حاشدة لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة البطش الإسرائيلي، لكن القرار الرسمي العربي لم يرتق للمستوى المطلوب شعبيًا واقتصر على كلمات الدعم والمساندة دون حراك جدي على الأرض.
وعلى الصعيد الدولي، قدّمت بعض الدول احتجاجات رسمية على الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام غير المتوازن للقوة ضد الشعب الفلسطيني، وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة ل"إسرائيل".
ماذا بعد
وبعد 14 عامًا على انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية، لا تكاد الظروف التي دعت الشعب الفلسطيني لتفجير انتفاضته تختلف كثيرًا، فالأفق السياسي مسدود بعد التعنت الإسرائيلي في مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى استمرار تدنيس المسجد الأقصى و"تغول" الاستيطان في مدن الضفة والقدس، واستمرار حصار قطاع غزة لما يزيد عن سبع سنوات.