وكالات أعربت دولة قطر عن قلقها إزاء تنامي مظاهر التعصب، محذرة من أن ذلك يشكل تهديداً للسلم العالمي والتعايش السلمي، ويولد الكراهية والعنف بين المجتمعات والأفراد، وما يترتَّب على ذلك من آثارٍ خطيرة سواءً على الصعيد الوطني، أو الإقليمي أو الدولي.
ونبهت دولة قطر الى أن مظاهر التمييز والتعصب لا تزال مستشرية حتى يومنا هذا، ويجري استغلالها بصورةٍ بشعة.. مشيرة إلى أن غياب لغة الحوار بين الحضارات والأديان ساهم في تأجيج الصراعات العنيفة، وفي استمرار أعمال العنف والتطرُّف وانتشارهما في أماكن مختلفة من العالم.
جاء ذلك في بيان دولة قطر أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات للأمم المتحدة الذي عقد في نيويورك وتلاه سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية، والذي أعرب عن الشكر لسعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر الممثل السامي لتحالف الحضارات للأمم المتحدة على عقد هذا الاجتماع.
وأكد القحطاني أهمية المنتديات الستة لتحالف الحضارات والتي عقد آخرها في /بالي/ بإندونيسيا، نظراً لما اتَّسمت به من حضور رفيع المستوى ومساهمات وتوصيات قيِّمة لتوحيد الجهود من أجل المضي قُدماً بالأهداف النبيلة لمبادرة تحالف الحضارات.
وقال :"إن دولة قطر انخرطت وبكل التزام منذ اللحظة الأولى في الترويج لمبادرة تحالف الحضارات، واستضافت المنتدى العالمي الرابع للتحالف، ومن منطلق رغبة حقيقية في إرساء دعائم السلام العالمي، وتعزيز واحترام حقوق الإنسان دون تمييز لأية أسباب، ومنها الدين أو المُعتقَد.. فقد أنشأنا مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الذي يسعى لنشر ثقافة الحوار، وقبول الآخر، والتعايش السلمي بين أتباع الديانات".
وأوضح أن دولة قطر تستضيف سنوياً مؤتمر الدوحة الدولي لحوار الأديان، الذي يشارك فيه علماء وممثلون من ديانات مختلفة، ومن أنحاءٍ مختلفةٍ من العالم، كما تم إنشاء /اللجنة القطرية لتحالف الحضارات/ من أجل إبراز مساهمة الحضارة العربية والإسلامية في الحضارات الأخرى، حيث تسعى جاهدةً من خلال الأنشطة والبرامج المختلفة إلى نشر قيم وأهداف تحالف الحضارات.
وأضاف "أن دولة قطر تَفخر باحتضانها لأكثر من مليون شخص ينحدر بعضهم من أوطان ومناطق لها أديان وثقافات مختلفة، ويعيشون في تناغم دون أن يفقد أي منهم هويته وخصوصيته الثقافية، وننظُر إلى ذلك كمصدرٍ للثراء الحقيقي".. مؤكدا أن دولة قطر لم تألو أيضا أي جهدٍ ممكنٍ من أجل زيادة قدرة التحالف على الاضطلاع برسالته على النحو المطلوب، حيث بادرت هذا العام بتقديم مساهمة مالية بمبلغ مليون دولار أمريكي للصندوق الاستئماني للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، كما قدمت منحة بمبلغ مليون وخمسمائة ألف دولار أمريكي لمكتب الممثل السامي لتحالف الحضارات لمقابلة نفقات المكتب لسنة 2013.
وقال "إننا أحوج ما نكون إلى مبادرةٍ كمبادرة تحالف الحضارات التي تضطلع بدورٍ فاعلٍ في الترويج لثقافة السلام واللاعنف من خلال العديد من المبادرات والمشاريع، خاصةً تلك المتعلقة بالشباب، والتعليم، ووسائل الإعلام والهجرة، وذلك في ظل عالمٍ يشهد الكثير من التحديات التي تُهدِّد السلام العالمي والتعايش السلمي، والتي عالمنا العربي ليس بمنأى عنها"، منوها بالدور الهام والمحوري لمختلف شرائح المجتمع، خاصةً الشباب، في نشر وتعزيز ثقافة السلام، وزيادة الوعي بالقيم المُشتركة، ونبذ التعصُّب والتحريض على الكراهية بسبب الدين أو المُعتَقَد.
وأكد القحطاني، في ختام البيان، مجددا التزام دولة قطر بمواصلة العمل للنهوض بثقافة قوامها السلام والتسامح، والاحترام بين الأفراد والمجتمعات لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في تعزيز الوئام بين الأديان والحضارات ونبذ العنف والتطرف العنيف.