رفض الفقيه الدستوري شوقي السيد، التنبؤ بالحكم الذي سيصدر ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدًا أنه لا يمكن لأحد توقع الحكم، الذي سيكون واجب التنفيذ، سواء بالإدانة أو البراءة. ونفى السيد في تصريح صحفية للعرب، أن تؤثر المرافعة السابقة للرئيس مبارك عن نفسه، والتي اعتبر البعض أنها منحته تعاطف قطاع عريض من الشعب المصري، على هيئة القضاة.
وقبل أيام من موعد المحاكمة عبر فريد الديب محامي مبارك عن حالته قائلا: “على الرغم من تقديمه لكافة المستندات، إلا أنه يعيش حالة قلق قاتلة”.
وكانت مرافعة الديب الشهر الماضي قد أثارت ردود أفعال متباينة، حيث اعتبرها البعض إهانة لثورة 25 يناير التي وصفها بالمؤامرة، بينما رأى البعض الآخر أن “الديب” قام بواجبه فى الدفاع عن مبارك، ومرافعته مهنية لأنها مدعمة بالمستندات وشهادة رجال الدولة السابقين وأجهزة الأمن القومى.
واعتبر حسام عيسى أستاذ القانون الدولي، ووزير التعليم العالي السابق ل“العرب”، أن الحكم يعتمد في المقام الأول على اقتناع هيئة المحكمة بالأدلة المقدمة، مشيرًا إلى أن عدة نقاط يعتمد عليها القاضي في حكمه، أولها قوة الدليل، ومدى تقدير تصوره إذا كان الدليل ملفقا أم لا.
وفي حال حصول مبارك على حكم بالإدانة، قال عيسى: “إن المدعين بالحق المدني يحق لهم اللجوء إلى المحكمة المدنية للمطالبة بحقوقهم، أما في حالة الحكم بالبراءة، فإنه يتم الإفراج عن مبارك ما لم يكن محجوزا على ذمة قضايا أخرى، وهذا الأمر تحدده النيابة العامة وليس المحكمة”.
واعتبر أن الحكم بالبراءة بالغ الخطورة، وأن ذلك يعنى ذهاب ثورة 25 يناير هباء، مضيفا أن”هذا سيدفع المعارضين والثوار إلى ترك الحياة السياسية والتنحى جانبا، لشعورهم المرير بضياع مجهود سنين”.
من جانبه أكد عمرو عبدالرازق رئيس محكمة أمن الدولة السابق، ل”العرب” على ثقته في حكم القضاء، لذلك فهو يتوقع إدانة الرئيس المخلوع والحكم عليه بالسجن.
بالمقابل يرى سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا، في تصريحات ل”العرب اللندنية” أن مرافعة فريد الديب الأخيرة غيرت الوضع القانوني تماما، حيث أن سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التخابر دعمت الوضع القانوني لمبارك ورجاله.
ووفقاً لمعطيات قانونية، قال صبري: إنه تأكد عدم قيام رجال الشرطة بقتل المتظاهرين، ولم يكن هناك تحريض من مبارك للعادلي، باستخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين، وهذا يشير إلى أن الحكم على مبارك ومساعديه يذهب في اتجاه البراءة.