قال اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى والاستراتيجى، معقبا على اختتمام فعاليات مشاركة مصر فى الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الزيارة الرئيس السيسي، فاقت المأمول والتوقعات على مستوى عدة محاور سواء كلمة مصر التى القاها الرئيس، أو اللقاءات الثنائية التى عقدها على هامش فعاليات الدورة والتى كانت على أعلى مستوى، أو لقاء القمة بين مصر والولايات المتحدة، وأخيرًا على مستوى اللقاءات الإعلامية والتسجيلات الصحفية، مؤكدًا على أن كل ذلك اعطى زخما لمشاركة مصر، وانعكس ايجابا على مكانتها وساعدت الرئيس على وضع بصمة متميزة فى هذا المحفل الدولى شديد الأهمية . وحول كلمة مصر التى القاها الرئيس السيسى، أوضح بخيت خلال تصريحات خاصة للفجر، أن الرئيس صدر صورة مصر المنفتحة على العالم سياسيًا واقتصاديًا، مؤكدًا على أن الرئيس المصرى حرص على ابراز استراتيجية مصر لمواجهة ملف الإرهاب وفق محددات الموقف المصرى الثابت والمعلن فى سياقات متعددة ووفق المصالح الحيوية المصرية، كما أكد على أن تلك المحددات هى رفض المعايير الانتقائية الأمريكية فى تعاملها مع ملف الإرهاب وعدم اختزاله فى تنظيم داعش على وجه التحديد، وتبنى الحل السياسى للأزمتين السورية العراقية وسلامتهما الاقليمية ووحدة أراضيهما ورفض تقسيم العراق هذا بخلاف موقف مصر الثابت إزاء القضية الفلسطينة التى تعد على رأس الملفات الحيوية للخارجية المصرى وتبنى مبدأ اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونية 1967 وعاصمتها القدسالشرقية .
وحول اللقاء التاريخى الذى جمع بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى واوباما، أكد بخيت أن الادارة الأمريكية تدرك جيدا الرؤية المصرية كما تعلم جيدا مدى ثبات الموقف المصرى تجاه ما اعلنته مصر من اطروحا، ولكن اوباما يريد اختبار الرئيس السيسى عن قرب ودراسة شخصيته وسماته واسلوبه فى التعامل مع الملفات ، مؤكدا على الرغم من المسافة الكبيرة بين محددات الموقف المصري والأمريكي وتضارب الاطروحات الا أن العلاقات الدولية لا تقاس بهذه الطريقة وهناك الكثير من الملفات على طاولة التفاوض عالقة بين الجانبين ستكون مادة خصبة للعلاقات الثنائية.
واختتم بخيت، حديثه قائلاً: استطاعت مصر بنجاح عبر هذا المحفل الدولى شديد الأهمية أن تعلن استراتيجة واضحة تجاه المجتمع الدولى عبر محورين الأول اقتصادى تنموى قائم على الانفتاح السياسى على العالم والثانى رؤية واضحة لمجابهة الإرهاب وفق محددات الموقف المصرى وفى اطار القيم المصرية المعبرة عن مصالحها الحيوية من جانب والدور الكبير الذى تستطيع أن تلعبه بحكم مكانتها الاقليمية من جانب ثانى .