مسلم: الأجهزة الامنية تعانى من نقاط ضعف يجب التخلص منها حفاظا على أرواح رجالها البدينى: ما حدث اليوم عمل إرهابى المستهدف فيه أولا وأخيرا هو أمن البلاد
يستمر مسلسل أغتيالات الشهود فى قضية "الهروب الكبير" أو الهروب من سجن وادى النطرون المتهم فيهما الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعناصر من حماس وحزب الله ، فى مأساة درامية تدعوا للحزن وتدفع للمطالبة بإعادة النظر فى المنظومة الأمنية وبرامج حماية الشهود، فعندما تعجز الداخلية عن تأمين رجالها فما مصير الشهود العاديين فى قضايا الفساد الكبرى.
وللمرة الثانية يدفع احد أبطال الشرطة حياته ثمناً لشهادته ضد النظام السابق وكشفه لحقيقته التى يسعى لإخفائها بكافة الطرق الممكنة حتى وان كانت القتل.
المقدم محمد مبروك
حيث كانت الضحية الأولى المقدم محمد مبروك ضابط الامن الوطنى الذى أعد التقرير وأدلى بشهادته فى 4 جلسات أمام أجهزة التحقيق، ولم تمر عدة أيام حتى تم اغتياله أمام منزله ، أثناء توجهه لعمله بمقر جهاز «الأمن الوطنى» بمدينة نصر.
و كشفت وقائع التحقيقات فى قضيتى «التخابر» و«الهروب من سجن وادى النطرون» عن مفاجأة فى جريمة اغتيال المقدم محمد مبروك ، حيث شهدت التحقيقات التى تابعها قاضى التحقيق عن قيام أحد المتهمين فى القضية بإبلاغ عناصر جماعة الإخوان من داخل السجن باسم «الضابط محمد مبروك» وأنه هو الذى أعد تقرير التحريات الأمنية فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، حيث خضع «أحمد عبدالعاطى» مساعد «محمد مرسى» فى الرئاسة لجلسات تحقيق فى القضية، عقب تسلم أجهزة التحقيق تقرير «مبروك» الأمنى، والاستماع لأقواله فى 4 جلسات متتالية حول تقرير التحريات وملابسات الهروب ، أثناء التحقيق مع «عبدالعاطى» نفى المتهم علمه أو قيامه بالاتصال بعناصر من حماس وحزب الله لتهريب قيادات «الإخوان» من السجن ابان ثورة يناير 2011 وعندما أصر على الإنكار فى التحقيقات، تمت مواجهته بتقرير «الأمن الوطنى» الذى أعده مبروك، واطلع المتهم على التقرير، فالتقط اسم «مبروك» أعلى الصفحة الأولى للتقرير، وفى اليوم التالى تمكن «المتهم» من تسريب رسالة من داخل السجن لعناصر الجماعة ثم وقع حادث الإغتيال.
وتضمنت شهادة مبروك كشف كامل للمؤامرة الإخوانية الأمريكية ولم تكتف شهادة المقدم بكشف تفاصيل المؤامرة بعد ثورة 25 يناير فحسب، وإنما امتدت لكشف العلاقة بين قيادات الجماعة مع عناصر المخابرات الأمريكية حتى قبل إندلاع الثورة من أجل تنفيذ مخطط الولاياتالمتحدة بإحداث تغييرات جذرية فى نظم الحكم بالمنطقة العربية بإحداث موجات متتالية من «الفوضى الخلاقة»، وهو المشروع الذى أطلق عليه «الشرق الأوسط الكبير».
كما تسجل التحريات والمعلومات التى أدلى بها «مبروك» - بشكل دقيق وموثق - تحركات عناصر حماس وحزب الله داخل مصر، بداية من الدخول للبلاد عبر أنفاق غزة مروراً بعمليات المواجهة مع قوات الشرطة، وحتى الانفصال إلى 3 مجموعات توجهت لتنفيذ مخطط اقتحام سجون وادى النطرون والمرج وأبوزعبل.
محمد أبو سريع ..شهيد الواجب
اما الشهيد الثانى فقد ودعته المحروسة صباحاليوم حيث لقى مصرعه متأثرا بجراحه نتيجة انفجارعبوة ناسفة أمام مبنى وزارة الخارجية . هو المقدم محمد محمود ابو سريع وهو الشاهد الرئيسى فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون إبان احداث الاقتحام حيث قدم الأدلة الفنية لرئيس محكمة الإسماعيلية .
وقال فى شهادته عن قضية اقتحام سجن وادى النطرون وتهريب المساجين بمحكمة إستئناف الإسماعيلية إن الاقتحام كان مدبرا ومنظما وليس فعلا عشوائيا .
وقال اللواء عبد اللطيف البدينى مساعد وزير الداخلية السابق : "لا أعتقد أن الحادث استهدف المقدم محمد أبو سريع فحوادث التفجير فى أغلب الامر تكون عشوائية ، ما حدث اليوم عمل إرهابى المستهدف فيه أولا وأخيرا هو أمن البلاد ، موضحاً انه لا تشابه بين الواقعتين فالشهيد محمد مبروك قتل مع سبق الاصرار والترصد" . وتابع البدينى فى تصريحات خاصة للفجر : "على الدولة وأجهزة الأمن توخى الحذر أكثر من ذلك وسرعة البحث عن المتورطين والمحرضين حتى ينالوا العقوبة التى يستحقونها".
ومن جانبه أكد اللواء طلعت مسلم الخبير الامنى والعسكرى : ان ما حدث لا يخلو من شبهة التعمد ولكن بنيه مختلفة وهى الإنتقام من المقدم الذى أدلى بشهادته بالفعل ، قائلا :"الامر يبدو إنتقامى أكثر منه تصفيه لشاهد أساسى فى قضية هامة وخطيرة كقضية الهروب الكبير ، ولكن الأجهزة الامنية تعانى من نقط ضعف يجب التخلص منها حفاظا على أرواح رجال هذه الاجهزة ، وحتى يقوم هؤلاء الرجال بمهمتهم المنوطين بها وهى حماية المواطنين " .