وكالات اتهم نواب وأكاديميون شيعة في العراق، أمريكا ب "عدم الجدية والصدق"، في محاربتها "تنظيم الدولة الإسلامية) "داعش"، في العراق، ذاهبين إلى أن لها "مآرب" آخرى من هذا التدخل.
واعتبروا التدخل الأمريكي، جاء ل"سرقة" جهود الجيش والمقاومة العراقية، ومحاولة العودة إلى العراق، وتطويق محور المقاومة (في إشارة إلى إيران ودمشق وحزب الله)، مهددين بالانسحاب من جبهات القتال إذا ما تواجدت أمريكا وحلفاؤها في نفس المكان الذي تقاتل فيه الفصائل المسلحة.
وقال فالح حسن جاسم، عضو التحالف الوطني، وهو الائتلاف الأبرز للشيعة وصاحب الأغلبية في البرلمان العراقي، إن "التدخل الأمريكي، جاء لسرقة جهود الجيش العراقي ورجال الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية مع فصائل المقاومة لمحاربة تنظيم داعش".
وأضاف جاسم لوكالة الأناضول، "إذا كانت أمريكا جادة في مساعدة العراق ودعمه عسكريا، عليها أن تدعم الجيش من خلال المعدات والأسلحة والأجهزة، ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي (اتفاقية وقعها البلدان عام 2008 للتعاون الاستراتيجي في المجالات الأمنية والخدمية والاقتصادية) لغرض تحقيق النصر بأسرع وقت ممكن واختصارا للمدة الزمنية".
ومتشككا في نوايا واشنطن من قتال داعش، اعتبر جاسم، أن "أمريكا تتعامل بازدواجية؛ فهي تدعم الإرهاب في سوريا، وتقول في ذات الوقت أنها تريد أن تقاتل داعش، لذلك أمريكا سعت لتهويل هذا التنظيم لغرض العودة للعراق مرة أخرى".
وأضاف جاسم "كل محور موجودة فيه قواتنا، في حال تواجدت أمريكا فيه، سننسحب منه على الفور، لأننا لا نثق بجدية أمريكا في مقاتلة داعش، وخير دليل مدينة آمرلي، الذي استمر حصارها لأكثر من 80 يوما، ولم تتدخل أمريكا لفك الحصار، لذلك نحن لدينا قناعة تامة بعدم الثقة بأمريكا وتحالفها".
النائب علي الشويلي، القيادي في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، قال للأناضول، إن "داعش ليس وليد اليوم، وأمريكا لم تواجهه منذ نشأته، وكل شريف ونزيه يشهد بذلك، لذا نحن نقف بقوة ضد التدخل الأمريكي".
وتابع النائب الصدري، "أمريكا لو كانت جادة وصادقة في مساعدة العراق، لمولته بالسلاح والمعدات العسكرية، لأننا لسنا بحاجة لتدخلها بريا، ولدينا من الإمكانيات البشرية ما يساعدنا على تحقيق النصر وهزيمة داعش" .
فيما يرى عضو التحالف الوطني والقيادي في كتلة بدر، النائب رزاق محيبس، أنه "السياسة التي انتهجتها أمريكا ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، أعطت انطباعا من عدم الثقة لدى جميع الفصائل الشيعية المسلحة بأن أمريكا غير جادة في محاربة داعش كما تزعم".
وتابع محيبس للأناضول، "الرؤية الأمريكية في ازدواجية، حيث أنها تتعاطى مع ما يفعله التنظيم في سوريا بصورة مختلفة عن تعاطيها معه في العراق".
وشدد على أن "رفض الفصائل الشيعية المسلحة للتدخل الأمريكي في العراق بات واضحا، لأنه لا يتسم بالجدية والواقعية، بل جاء لحماية المصالح الأمريكية وتطويق محور المقاومة".
فيما ذهب جواد العطار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمام الصادق، إلى أن هناك توجها داخل التحالف الوطني يرى أن "مشكلة صناعة داعش وتمويلها، ترجع إلى القوى التي تشارك في تحالف أمريكا القائم لمواجهة التنظيم"، وأصحابه يشككون في نية وجدية التحالف في محاربة داعش لذا يعارضونه حتى على مستوى الضربات الجوية.
وتابع في حديث للأناضول، "أغلب الفصائل الشيعية المسلحة، رغم كونها داخل العملية السياسية والحكومة، إلا أن ذلك لم يمنع أن يكون لها رأي آخر، لكن الرأي الأغلب والتوجه العام مع تدخل الأمريكان جويا، ومساعدتها للعراق".
في حين، يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري، أن "الفصائل تنطلق من رفض التدخل الأمريكي والتحالف الدولي في العراق، لأنها تدرك أن المشروع لا يرتبط بالعراق وإنما يستهدف المقاومة، محور طهران ودمشق وحزب الله".
وحول انطلاق هذا الرفض من عدم اشتراك إيران في التحالف الدولي، أضاف الشمري في حديثه للأناضول، "الفصائل العراقية تربطها مع إيران علاقات جيدة، وموقفهم لا يختلف ولن ينفصل عن الموقف الإيراني، لذلك رفضت هذه الفصائل عودة القوات الأمريكية للأراضي العراقية".
ويضم التحالف الوطني (الشيعي) الذي يشغل غالبية مقاعد البرلمان ب 180 مقعدا من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدا، كلا من: ائتلاف دولة القانون (ينتمي له أيضا رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي)، "ائتلاف المواطن"، و"كتلة الأحرار"، و"الإصلاح الوطني"، "حزب الفضيلة الإسلامي" و"كتلة الوفاء للمقاومة" وبعض المستقلين.
ومنذ قرابة الشهر، تشن قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة (الجيش النظامي لإقليم شمال العراق)، وميليشيات ومتطوعين شيعة، مدعومين بضربات جوية أمريكية، هجوما واسعا لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" شمالي وشرقي وغربي البلاد، منذ 10 يونيو/ حزيران الماضي.