مجدي حسن: استغلال الرمال السوداء في الوقت الحالي سيعمل على تنشيط الكثير من الصناعات المهمة
بهي العيسوي: إنشاء شركة وطنية للرمال السوداء جاء بعد 44 عامًا من التوقف
"الرمال السوداء كنز من كنوز مصر المهدرة على شواطئ البحر المتوسط، وهى مشروع قومى يتحتم تنفيذه الآن أكثر من أى وقت مضى".. بهذه الكلمات قرر محلب إنشاء شركة وطنية جديدة في هذه الأيام لاستغلال الرمال السوداء لما لها من جدوى اقتصادية عالية، وباعتبارها ثروة قومية معدنية نادرة يجب استغلالها، إضافة إلى أنها تستخدم كمادة خام في العديد من الصناعات، بما يساعد في إقامة المزيد من الاستثمارات الصناعية، وتوفير الكثير من فرص عمل، وبما يسهم في تعظيم العائد على الدولة من حسن استغلال تلك الثروات.
وقال حمدي سيف النصر، رئيس مشروع الرمال السوداء، ورئيس هيئة المواد النووية السابق، إن الرمال السوداء هي عبارة عن رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر.
وأوضح سيف النصر، في تصريح ل"الفجر"، أن هذه الرمال يستخرج منها 6 معادن، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن، يمكن أن تقام عليها 40 صناعة، مشيرًا إلى أن الاحتياطى الجيولوجى لرواسب الرمال السوداء المصرية يقدر بنحو مليار ومائة مليون متر مكعب من الرمال الجافة تكفي لتشغيل مصنع لاستخراج المعادن الاقتصادية لمدة 150 عاماً .
فيما أكد الدكتور مجدي حسن، العالم الجيولوجي بكلية العلوم جامعة حلوان، أن استغلال الرمال السوداء في الوقت الحالي سيعمل على تنشيط الكثير من الصناعات المهمة التى تعتمد على المعادن المستخلصة من الرمال السوداء مثل هياكل الطائرات مدنية وعسكرية والصواريخ وكذلك الصناعات الصغيرة مثل البويات والدهانات والبلاستيك والورق والكاوتش وأخيرا الأدوية.
وأشار الدكتور البهي عيسوى، عالم الجيولوجيا، إلى أن هذا المشروع مشروع قومي تأخر تنفيذه طويلا، والحاجة الآن إلى تنفيذه أكثر ضرورة من أي وقت آخر ، لافتاً إلى أن قرار محلب بإنشاء شركة وطنية للرمال السوداء جاء بعد 44 عاماً من التوقف عن استخدام الرمال السوداء في مصر، قائلاً: "الأبحاث التي قدمت في هذا المجال لم تلقى أي أهمية".
وأوضح العالم الجيولوجي، أن هذه الرمال بها التركيزات العالية من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية فى الرمال الشاطئية فى أربع مناطق على ساحل البحر المتوسط حول مصبات فرعى نهر النيل رشيد ودمياط الحاليين أو الفروع السبعة القديمة المطمورة وهى السهل الساحلى على جانبى مصبى فرعى رشيد ودمياط.