تحتضن الشواطئ المصرية بمساحات شاسعة كنزا اسمه "الرمال السوداء"،المتوافرة على سواحل مصر المطلة على البحر المتوسط من رشيد إلى رفح بطول 400 كيلو متر، وتنتشر بفعل التيارات البحرية والأمواج فى تلك المناطق إلى جانب تواجدها فى الكثبان الرملية. وترجع أهميتها الاقتصادية لاحتوائها على نسبة كبيرة من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية التى يمكن أن تعود على مصر بملايين الدولارات سنويا، وبعد قرار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بتشكيل لجنة وطنية جديدة لاستغلال الرمال السوداء في مشروعات لصالح مصر، تحدثت "البديل" إلى مختصين في الشأن الجيولوجي للوقوف على أهمية المشروع. قال حمدي سيف النصر، رئيس مشروع الرمال السوداء ورئيس هيئة المواد النووية السابق، إن الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر. وأضاف "سيف النصر" أن هذه الرمال يستخرج منها 6 معادن، وكلها يغلب عليها اللون الداكن، ويمكن أن تقام عليها 40 صناعة، مشيرًا إلى أن الاحتياطى الجيولوجى لرواسب الرمال السوداء المصرية يقدر بنحو مليار ومائة مليون متر مكعب من الرمال الجافة تكفى لتشغيل مصنع لاستخراج المعادن الاقتصادية لمدة 150عاماً. من جانبه، قال الدكتور البهى عيسوى، عالم الجيولوجيا، إن هذا المشروع القومى تأخر تنفيذه طويلا، والحاجة الآن إلى تنفيذه أكثر ضرورة من أي وقت آخر، مؤكدا أن قرار "محلب" بإنشاء شركة وطنية للرمال السوداء، جاء بعد 44 عامًا من التوقف عن استخدامها في مصر. وأوضح العالم الجيوليوجي أن الرمال السوداء بها التركيزات العالية من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية فى الرمال الشاطئية بأربع مناطق على ساحل البحر المتوسط حول مصبات فرعى نهر النيل رشيد ودمياط الحاليين أو الفروع السبعة القديمة المطمورة وهى السهل الساحلى على جانبى مصبى فرعى رشيد ودمياط. وفى نفس السياق، قال الدكتور هشام صادق، أستاذ الجيولوجيا بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن مشروع الرمال السوداء في الوقت الحالي، سيكون بداية لنهضة اقتصادية حقيقة في مصر، موضحا أن الشركة التى قرر "محلب" العمل على إنشائها تتواجد في كفر الشيخ، وبالتالي سيتم الاستفادة من الرمال السوداء الموجودة في هذا المحيط، مؤكدا أن مشروعي الرمال السوداء وقناة السويس، سيكونان بداية لنهضة الاقتصاد المصري.