عملية عسكرية وأمنية وشيكة لتطهير سيناء وتأخرها بسبب ضمان الحفاظ على حياة الأهالى ■ هروب الإرهابيين إلى القرى الحدودية شمال سيناء والاختباء بمنازل الأهالى تحت تهديد السلاح
عند مواجهة إرهابيين لا يتراجعون عن القتل.. ولا يتورعون عن سفك الدماء.. ترتفع احتمالات الموت.. وتتحول المعركة إلى «ياقاتل يامقتول».. هكذا تحسم المعارك بين قوات الجيش والشرطة من جانب والعناصر الإرهابية فى سيناء من جانب آخر.. فقد أراد الإخوان أثناء حكمهم، أن تصبح سيناء إمارة إسلامية ليس للدولة شأن بها، ولاسيطرة عليها ومازال الإرهابيون فى محاولات مستمرة لتنفيذ ذلك.
وعندما علمت الأجهزة الأمنية بمكان اختباء «فايز أبو شيتة» قبل أسبوعين، وهو الإرهابى الذى قام بخطف الجنود السبعة فى عهد الإخوانى المعزول «محمد مرسى»، داهمت المنزل الذى كان يختبئ فيه وحدث تبادل إطلاق نيران عنيف، ومعركة استمرت عدة ساعات قتل فيها «أبوشيتة» ومساعده وآخرون.. وهو ينتمى إلى قبيلة «أبوشيتة» التى تضم العديد من العناصر الجهادية والتكفيرية أخطرها «فايز» وأخيه «حمادة أبوشيتة».. ومنذ مقتله واشتعلت سيناء بنيران الانتقام لمقتل «أبوشيتة».
وبعد أن أصبح لدى العناصر الإرهابية يقين بأن معاركها مع الأمن تنتهى بمقتل كبيرهم، والقبض على بعضهم، فقد ابتعدوا عن المواجهات بقدر الإمكان، واختاروا طرقا أخرى للانتقام وهى مهاجمة قوات الأمن عن طريق العبوات الناسفة فى الطرق السريعة.
هكذا قال المسئول الأمنى بوزارة الداخلية.. وأضاف: إنهم يستخدمون التفجيرات بالعبوات الناسفة لقتل جنود وضباط الشرطة ويضعون هذه العبوات فى الطرق السريعة التى تمر عليها المدرعات والحافلات التى تقل القوات الأمنية.
ويقول: إنهم أحيانا يكونون على علم مسبق بخط سير إحدى المدرعات أو المركبات، وأحيانا أخرى لا تكون لديهم معلومات بخط السير فيضعونها على الطريق فتنفجر أحيانا فى حافلات الشرطة وأحيانا فى حافلات المواطنين.. ويؤكد أن العمليات الإرهابية ارتفعت بشدة بسبب مقتل «أبوشيتة» من ناحية، ومن ناحية أخرى تنفيذا لتعليمات «التنظيم الدولى للإخوان»، بتصعيد العنف فى سيناء لتخفيف الضغط على مجموعة «الفرافرة» الهاربة، والمحاصرة فى جبال صحراء الوادى الجديد.
ويقول أيضا: إن الأجهزة الأمنية كانت إلى وقت قريب ليس لديها معلومات دقيقة عن أماكن تواجد واختباء العناصر الإرهابية الكبيرة والخطيرة، ولكن الآن توافرت معلومات عن أماكن بعضهم عن طريق مساعدة بعض شيوخ القبائل التى قتل الإرهاب البعض من رجالها ولهم ثأر مع الإرهابيين، وأيضا عن طريق اعترافات العناصر التى سبق وتم القبض عليها، وهو الشىء الذى جعل الإرهابيين يخرجون من «جحورهم» إلى القرى الحدودية فى شمال سيناء مثل «الجورة» وغيرها وهم ينتمون إلى عدة تنظيمات على رأسها «أنصار بيت المقدس»، وهم الآن محاصرون فى هذه القرى وبعضهم يستخدم البيوت التى بها أنفاق للهروب إلى غزة.
كانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض خلال الأسابيع الماضية، على قيادى تكفيرى وهو عنصر إرهابى خطير أثناء محاولته التسلل للدخول إلى مصر، من خلال نفق حدودى كان موجودا بأحد المنازل، وهو الإرهابى «كريم أبو ركبة» وكان من التكفيريين المطلوبين أمنيا، وكان قبل ذلك قد هرب إلى قطاع غزة عن طريق نفق حدودى أيضا بشمال سيناء، وكانت أحد الأجهزة السيادية لديها معلومات عن خط سيره، وعلمت أنه فى طريقه لدخول سيناء مرة أخرى وتم رصده، والقبض عليه فور الخروج من النفق الذى كان موجودا فى منزل بالمنطقة الحدودية.
وتبين من التحقيقات التى أجريت معه، أنه شارك فى مهاجمة كمائن الشرطة واستهداف قسم شرطة الشيخ زويد، وشارك فى عمليات قتل للضباط والجنود قبل ذلك، كما ألقت أجهزة الأمن أيضا القبض على عنصرين جهاديين فى بداية الأسبوع الحالى، كانا بأحد المنازل التى بها نفق، وكانا فى طريقهما إلى قطاع غزة وتم إلقاء القبض عليهما قبل عملية الهروب، واعترفا فى التحقيقات التى تقوم بها الجهات السيادية أنهما كانا فى طريقهما لغزة للهروب من الملاحقة الأمنية، ولنقل أخبار المجاهدين والأوضاع الحالية فى سيناء إلى القيادات هناك، وفى اليوم التالى تم القبض على 10 تكفيريين فى مصنع فى «الشيخ زويد»، بمعاونة أحد شيوخ القبائل، وضبط معهم «6 أطنان» متفجرات.
ويؤكد المصدر الأمنى أن هذه المناطق على وشك عملية أمنية وعسكرية كبيرة، ولكن يوجد حساب لدى القيادة الأمنية والعسكرية خاصة بأهالى هذه المناطق للحفاظ على حياتهم.. حتى لا يقتل أو يصاب أحد عن طريق الخطأ، من المواطنين الذين يعيشون فى هذه المناطق، وذلك هو سبب تأخر هذه العملية حتى الآن، التى من المؤكد أنها ستقوم بتطهير شمال سيناء تماما من الإرهابيين.
بعض الضباط الذين يتواجدون فى شمال سيناء.. يؤكدون أن المنطقة تشهد أجواء ملتهبة منذ عشرة أيام، وأن الوضع هناك سيئ جدا، ويقول أحدهم: إنه لايتم الإعلان عن كل شىء يحدث لأنها قصص مروعة، ويتم الإعلان عن القليل فقط.. ويضيف إن الإرهابيين الفارين من أماكنهم يقومون الآن باحتلال بعض بيوت الأهالى بالقوة، وتحت تهديد السلاح للاختباء فيها من قوات الجيش والشرطة، ويستخدمون المواطنين أحيانا كدروع بشرية عندما تهجم القوات على أحد البيوت للقبض عليهم.. وإذا حدث تبادل إطلاق نيران يكون أهل المنزل أول الضحايا لأن العناصر الإسلامية هناك لديها أسلحة ثقيلة ومتطورة ومن الممكن أن تفجر المنازل.. وهو مايجعل قوات الشرطة تحسب ألف حساب قبل مداهمة المنازل التى تختبئ فيها العناصر الإرهابية حتى لايصاب الأهالى أو يقتلون.. كما أن الأمن لايريد معاداة القبائل السيناوية فكانوا سابقا لايتعاونون نهائيا مع الأمن بسبب اعتقالات ذويهم والملاحقات الأمنية، ولكن الآن فإن الأمن نجح فى عقد اتفاقات معهم بعدم ملاحقتهم أمنيا، والإفراج عمن لم يثبت تورطه فى أعمال العنف وهو ماجعلهم متعاونين بدرجة كبيرة، وإن ظل بعضهم على حالة العداء بسبب اختراق الإسلاميين لهم واستقطاب بعض شبابهم للعمل معهم ومنهم الآن من يشترك فى عملية الانتقام لمقتل «أبوشيتة».. ولمقتل بعض ذويهم الذين قتلوا عن طريق الخطأ فى المعارك بين الشرطة والإسلاميين.. ولذلك فإن بعض القبائل فى شمال سيناء فى حاجة لمجهودات جديدة من الجيش والشرطة لترضيتهم وعقد صفقات واتفاقيات معهم حتى لايشتركوا فى الحرب الدائرة الآن بين الإرهاب والدولة فى سيناء.
وعن أعداد شهداء الشرطة خلال أسبوع واحد تقريبا فى شمال سيناء منذ مقتل أبوشيتة وحتى الآن.. فقد أصبح 18 من قوات الشرطة بين ضباط وجنود وأعداد المصابين 22 مصابًا.. وإن كانت المصادر فى شمال سيناء تشير إلى أرقام أكثر من ذلك بكثير وكلهم قتلوا بالعبوات الناسفة، والتفجيرات التى يزرعها الإرهابيون فى طريق المدرعات وسيارات الشرطة على الطرق السريعة، وأيضا عن طريق القناصة الذين يقتلون الجنود والضباط وهم مرتكزون فى كمائنهم.
ويقول مصدر أمنى إن العناصر الإرهابية المحاصرة الآن فى القرى الحدودية بشمال سيناء يوجد بينها عناصر ليست مصرية فمنهم عناصر «يمنية وليبية وسورية» وقد اشتركوا فى العمليات الأخيرة، ويستخدمون أجهزة «لاسلكى» فى الاتصال ببعضهم وتوجيه عناصرهم فى سيناء، وخارجها كما أنهم يتلقون تعليمات من «غزة»، وعلى اتصال بعناصر تنظيم الإخوان فى «القاهرة» وينقلون لهم أيضا التعليمات، والتوجيهات الخاصة بتكوين التنظيمات الجديدة، والتفجيرات.
وأن الشرطة وبمعاونة قوات الجيش تنجح فى القبض على بعض التكفيريين الذين قاموا بالعمليات الإرهابية الأخيرة فى شمال سيناء على مدى الأسبوع الماضى كما يتم ضبط مخازن للأسلحة.
ويضيف: إن الإخوان الآن يحاولون استقطاب الشعب المصرى بحجة غلاء الأسعار، وأزمات المعيشة خاصة الكهرباء، ويكونون «حركات وتنظيمات» يدعون أنها ليست إخوانية، للتأثير على المصريين وتشجيعا لهم حتى ينضموا إليهم، لدرجة أن عناصر هذه الحركات الجديدة بعضها يهاجم الإخوان، أو على الأقل لايدافع عنهم لخداع الشعب، ولكن جميعهم عناصر إخوانية مرصودة أمنيا ولذلك يظهرون ملثمين فى الفيديوهات التى يبثونها عبر الإنترنت.. والأجهزة الأمنية سوف تقوم بضبطهم فى حالة استخدامهم للعنف أو الدعوة له.. كما أن بينهم عناصر مطلوبة بالفعل وسيتم إلقاء القبض عليها.