العظماء أحمد رجب، خالد السرجاني، أبو العز الحريري، خالدون وإن رحلوا. يستحقون هذه الألقاب بكل قوة وجدارة، وهي: (باحث، مثقف، ثائر، مناضل، حقوقي، إنسان، شجاع، موسوعة). من لم يعرف هؤلاء، لم يعرف المعنى الحقيقى للثورة، أو الثروة، أو النضال، أو الإنسانية. فهم رجال يحيطونك بالعطاء، والحب، والمساعدة، حتى تعبر المحنة إلى بر الأمان. فهم نخبة عظيمة، من النادر أن تمر بحياة أحدهم، ولا تتعلم منه شيئ، أو يمنحك هؤلاء الخالدون شيئا من عطائهم. فهؤلاء الرجال، لا يستطيعون بهدوئهم أن يسيئوا لأحد، لأن النقاء، والبراءة، وجمال الربيع، الذى يظهر خلف إبتساماتهم، تملأ الجو بهجة وأمل. عكفوا على الدفاع عن قيمهم، ومبادئهم، وأفكارهم، وأرائهم، الداعية للوحدة، وتعميق اللحمة الوطنية، والتماسك الإجتماعي، المصري، العربي، وصيانة الموروث الثقافي، والحضاري، لشعوبنا العربية. فسلام عليك يا حريري، أيها المفكر والمناضل والنقابي العريق، المنتمي لأيديولوجية العمال، والطبقات الشعبية المسحوقة الكادحة. أما نضالات، وأخلاق، وخصال، (رجب، والسرجاني)، ومواقفكما الوطنية، والتقدمية الرائعة، هي خير عزاء لأبناء الشعب، الذي سيذكر دائماً وأبداً، أنكما رمزاً للكفاح، والإخلاص، والقيم العظيمة، التي دائما نستقي منها. دعنا نتفق سويا أن لكل نضال في هذه الحياة، قيم، وأخلاقيات، ومبادئ، وأن نضال العظماء، وإستمراريته، مرهون بهذه الأخلاق، والمبادئ، والقيم، لأن أخلاقيات الشعوب، والأمم، وعظمائها الراحلون، والباقون، هى التى تبقيها، وتميزها على غيرها. لذلك فالعظماء الخالدون، يرتكزون على عدد من الأخلاقيات، والمثل العليا، التى بوجودها، يخلد هؤلاء العظماء أبد الدهر. ومن المؤكد أن التاريخ، سيذكر هؤلاء العظماء الثلاثة الراحلون، (أحمد رجب، وخالد السرجاني، وأبو العز الحريري) في صفحاته البيضاء، بحروف من نور. وأما عن مقصدي بالأخلاقيات، والمبادئ، والمثل العليا، هى تلك المقاييس المعنوية، التى يقاس بها العظماء المذكورون، وسلوكياتهم الإنسانية، خلال مراحل كفاحهم، ونشاطاتهم، وفكرهم، وثقافاتهم، ومجهوداتهم النضالية الناصعة. ولعل من أهم هذه المثل، والقيم، التى يجب أن تتوفر وتتواجد في جميع الشرفاء، والمناضلين العظماء، هي: الصدق، الإخلاص، الأمانة، التواضع، الإحترام، العدالة، الثقافة، قبول النقد، التفاني في العمل. وهؤلاء الراحلون الخالدون، بفضل الله، يتمتعون بهذه الصفات الرائعة. أنعى جماهير الشعوب العربية، وأبناء أمتنا المجيدة، وكافة مناصري قضايانا الوطنية، المصرية، المصيرية، العربية، العادلة، أنعي فقداء الأمة، وفقداء الشعب المصري، وفقداء الفكر، أبي، وأخي، وصديقي، وأستاذي، العظيم، الخالد، الراحل، أحمد رجب، وخالد السرجاني، وأبو العز الحريري، حيث تم تشييعهم في جو جنائزي مهيب، إلى مثواهم الأخير، في جنازات شعبية بإمتياز، حضرتها كل أطياف المشهد السياسي، المصري، والعربي، بالإضافة إلى حشود من المواطنين، والمواطنات، الذين يعرفون نضال وتاريخ الراحلين المشرف، والمشرق. هذا الكم الهائل من الحب لمصريتهم، والرغبة في الإنعتاق بالسياسة، ليقاوموا أى سوء يمس مصر، والحلم بمستقبلها دولة عظمى، كما كان يصرح لي بعضهم شخصيا، أثناء لقاءاتنا الرسمية، وغير الرسمية. فكانوا يناضلون بصدق، تحت وطأة ثقيلة، من تنازع أشكال اللوعة، والحسرة، والألم، ضد جميع أشكال الفساد، والرشوة، والمحسوبية. في ذلك الزمان يعز الرجال، ويبقي هؤلاء الرجال، رجالا ليسوا ككل الرجال. فلن نبكيكم أيها الخالدون (فالعظماء خالدون وإن رحلوا). ففي رحاب الله أيتها الأرواح الفاضلة، مطمئنين على مصر بعد أن خرجت من أزماتها. إنهم ثلاثة من رموز وأعمدة النضال الوطني، والطبقي، ونشطاء العمل الصحفي، والسياسي الوحدوي، والجماعي، المنظم في مصر، وذلك بعد مسيرة حياة حافلة بالمواقف الإعلامية، والثورية، والجذرية الصلبة، زاخرة بالبذل والعطاء والتضحيات، تختزل قيماً، وقناعات تقدمية، إستطاعوا بلورتها، من خلال مساهماتهم في الأعمال الوطنية المصرية. هؤلاء الثلاثة نفر، أصحاب تاريخ نضالي يشهد لهم، ومواقف طبقية، تقدمية، منفتحة، ومتحررة، مبنية على إدراك، ومعرفة، ووعي ثقافي عميق. شكلت قدراتهم الثقافية، وقوداً لشباب الثورة، الناهض والصاعد في حمل رايات الحق، والكفاح، بعزم وثبات، وخدمة متطلبات النهوض والتحرر من الضلال. فرضوا الإحترام والتقدير، عبر ممارساتهم الملتزمة، وحضورهم المتواصل المثابر، في معارك الكفاح، والإرتقاء فيه، دفاعاً عن حقوق البسطاء. إننا اليوم ونحن نودع الوالد، أبو العز الحريري، والوالد، أحمد رجب، والوالد، خالد السرجاني، نعاهدهم على مواصلة النضال، من أجل تحقيق كامل أهداف شعبنا، التي آمن بها، وكرس حياته من أجلها، وفي مقدمتها أهداف ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، المجيدتين، التي طالما حلمنا بها، ونادينا لها، وسعينا على تحقيقها، مؤكدين لأرواحهم الطاهرة، أن الأسس التي أرسوها، خلال حياتهم، ومسيرتهم النضالية، والصحفية، والبرلمانية، والسياسية، ستبقى مناراً لكل المناضلين، والسياسيين، والناشطين، والمثقفين، والحقوقيين، والعمال، من أجل الحرية، والعدالة الإجتماعية، والكرامة الإنسانية. إن قلوبنا اليوم تعتصر ألما، وحزنا، برحيل هؤلاء الثلاثة الأفاضل، ولعل عزائنا الوحيد، هو هذا الإرث الكبير، الذي ورثوه لنا، وخطوات نضالهم، وكفاحهم، التي تبقيهم أحياء في قلوبنا، ووجداننا، على مر العصور، والأجيال. وستبقى كلماتهم، وخطاباتهم، ونضالاتهم، وكتاباتهم، صوتا للمقهورين، والمناضلين، وشباب الثورة، والأجيال الجديدة، وسيبقي هؤلاء الأبطال، الأغنية الحقيقية للحرية، التي تنشدها مصريتنا، وعروبتنا، ونحن نواصل مسيرتنا للإصلاح والتنمية، ضد أى إحتلال محلي أو أجنبي، يريد أن يطفي نور مصر، من بيت العروبة والإسلام. المتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي [email protected]