أكد حزب الجيل الديمقراطى، أن اللعبة الأمريكية الآن في المنطقة هي إعادة إنتاج مشروع الشرق الأوسط الكبير على نمط المحافظين الجدد، هذا التيار الذى بدأ يزحف على السلطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية من جديد، وفى هذا الإطار عادت أمريكا لإنتاج سياستها القديمة والتى أطلقت فيها أن العراق هدف تكتيكى والسعودية هدف استراتيجى ومصر هي الجائزة الكبرى، وهو نفس ما قالته كونداليزا رايس فى 2002.
وعبر الحزب عن رفضه لما أسماه بمخطط الرئيس الأمريكي أوباما بهدف التدخل فى الشرق الأوسط والعدوان على سوريا والمقاومة العراقية الباسلة التى تمثلها العشائر السنية.
وأشاد الحزب، فى بيان أصدره اليوم، بخطاب وزير الخارجية المصري سامح شكري والذى أكد فيه أنه ليس منطقيًا حشد الموارد لهزيمة تنظيم داعش، بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهى تخوض ضد العدو المشترك نفسه على أراضيها.
وقال حزب الجيل، إن التاريخ يعيد نفسه وأمريكا تخدع العرب والعالم كما خدعته إبان اعتدائها وغزوها للبوابة الشرقية لأمتنا العربية والعراق الشقيق وتدمير حضارته وكل مظاهر المدنية على أرضه.
وتابع، أننا الآن نشاهد الصنيعة الأمريكية "داعش" وهى تلعب دوراً مكملاً لاستراتيجية التفكيك في المنطقة.. وقد أكدنا في حزب الجيل الديمقراطى فى بياناتنا السابقة أن أمريكا تريد إبقاء الوضع لأطول فترة ممكنة.. وها هى تعلن على لسان رئيسها أوباما أن العملية العسكرية التى حددتها ستستغرق 36 شهراً كاملة، وهذا يوضح أن الهدف الأمريكى ليس إحداث حرب مع داعش وإنما مع العشائر السنية فى العراق فتصبح حرب إهلاك السنة فى الخليج".
وأضاف البيان، أن أمريكا تريد تكتيكياً فى النهاية جلوس داعش على طاولة التفاوض بشكل رسمي، فيترسخ وجودها كحالة أمر واقع فى المنطقة، ويتم الاعتراف دبلوماسيًا بالتقسيم الجديد للشرق الأوسط.. وأمريكا تتجه الآن لتعويض خسائرها فى المنطقة بالعودة العسكرية بقاعدة ثابتة فى العراق ورفع التواجد العسكرى الأمريكى في العراق والسعودية والكويت، وفى الوقت نفسه تستغل طهران هذا الوضع وتعيد الصحوات الشيعية ليبدأ الصراع المسلح بشكل مباشر على أساس صراع سنى شيعى.
وأوضح البيان، أن الضربات الجوية التي قامت بها أمريكا في العراق لم توجه لداعش وإنما وجهت للعشائر السنية والمقاومة العراقية الموجودة الآن التى تتبنى مفهوم تحرير العراق بكل أطيافه.. والولاياتالمتحدةالأمريكية تريد من وراء هذه العملية العسكرية تفكيك هذه المقاومة وصولاً إلى السيطرة الفعلية لتنظيم داعش، فهذا التنظيم هو الراعى الأمريكى الرسمى لعملية تفكيك العراقوسوريا.