الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف ينضم إلى قائمة ضحايا الباحثين عن الحقيقة والتغطية الصحفية من مكان الحدث، إخلاصه في نقل معاناة السوريين لم يشفع له لدى التنظيم الإرهابي للحفاظ على حياته. بعد 14 يوما على إعدام الصحفي الأميركي جيمس فولي، نفذ تنظيم داعش تهديداته بقتل الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف الذي خطف في أغسطس 2013 في سوريا بحسب شريط فيديو نشره المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية "سايت".
وبحسب تقرير نشرته جريدة العرب اللندنية، ظهر أن الرجل الذي يفترض أنه نفذ الإعدام هو نفس الرجل الذي يتحدث بلكنة بريطانية وظهر في تسجيل مصور في 19 من أغسطس عند قتل الصحفي الأميركي جيمس فولي. وقال “وتماما كما إن صواريخكم مستمرة في ضرب أهلنا فإن سكيننا ستستمر في جز أعناق رجالكم”.
وأطلق أيضا شخص مقنع في تسجيل الفيديو تهديدا بشأن رهينة بريطاني وهو رجل قالت الجماعة إن اسمه ديفيد هاينز وحذر الحكومات من “هذا التحالف الشرير لأميركا ضد الدولة الإسلامية”.
بدورها أكدت الولاياتالمتحدة صحة الفيديو على لسان كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، قائلة “الاستخبارات الأميركية حللت الفيديو الذي بث في الآونة الأخيرة ويظهر المواطن الأميركي ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى تأكيد صحته”. كما نددت الدول الغربية والأمم المتحدة بإعدام الصحفي سوتلوف كما سبق أن فعلت عند إعلان إعدام الصحفي جيمس فولي.
وسوتلوف الذي اعتبر مفقودا منذ 12 شهرا بعدما خطف في الرابع من أغسطس 2013 في حلب بشمال سوريا قرب الحدود التركية، كان يغطي الأحداث في العالم الإسلامي منذ أعوام عدة. وبقي خطفه قيد الكتمان حتى ظهوره في شريط الفيديو قبل أيام. وهو من مواليد ميامي (فلوريدا، جنوب شرق) ويحمل شهادة في الصحافة من جامعة سنترال فلوريدا.
كان مولعا بمنطقة الشرق الأوسط وكان يتحدث العربية بشكل جيد، بعد أن تعلمها في اليمن ثم بقي بها ليغطي أحداث “الربيع العربي” في عدة دول من بينها ليبيا ضمن فريق عمل صحيفة نيويورك تايمز الأميركية وكتب أيضا لمجلة تايم وفورين بوليسي وكريستيان ساينس مونيتور. وتقول نيويورك تايمز إنه بالرغم من وجود الكثير من الغربيين في اليمن، فإن سوتلوف كان يفضل الاختلاط بالمجتمعات التقليدية ومصادقة ومصاحبة اليمنيين حتى أن له كثيرا من الصور وهو يرتدي الزي التقليدي اليمني على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع تحول الانتفاضة المطالبة بالحرية إلى حرب أهلية في سوريا، انصب اهتمام سوتلوف فقط على تغطية تطورات الأحداث في عدة مواقع وخاصة في حلب ولم ينافس ذلك الإخلاص سوى تشجيع فريقه المفضل في كرة السلة في مدينته الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن لورين أخت سوتلوف أن آخر رسالة وصلتها منه كانت بعد أن اختطفه التنظيم المتشدد في حلب في أغسطس الماضي، وقال فيها “لم أكن أصلي من قبل لكن أعتقد أن اليوم مناسب لأن أبدأ في ذلك”. ووصفه آخر مشغليه “وورد افير” في حديث إلى قناة ايه بي سي بأنه “صحفي رصين وشريف يهتم بفهم الأمور من وجهة النظر المحلية والتعبير عن رأيه بصراحة، إنه بلا شك شجاع″. والتقى بن توب الصحفي العامل لحسابه الخاص سوتلوف في كيليس في تركيا عند الحدود مع سوريا قبيل خطفه ودار حديث بينهما حول الرجل الذي سيساعدهما في عبور الحدود في آخر زيارة لسوريا. وكتب الصحفي في دايلي بيست، “قال لي سوتلوف إنه تعب من تعرضه للضرب وإطلاق النار واتهامه بالتجسس، قال لي إنه يريد أن يتوقف لفترة ما عن تحقيقاته على الأقل حول النزاعات في الشرق الأوسط وربما يستأنف دراسته في فلوريدا، لكنه بالنهاية كان يريد القيام بآخر رحلة إلى سوريا”. وظن بن توب أن اسم الرجل الذي ساعده على العبور وصل إلى مسامع المقاتلين الإسلاميين جراء خطأ ارتكبه مصور كندي غير حذر كان يحاول بدوره الدخول إلى سوريا لكنه تراجع.
والدة سوتلوف التي ناشدت زعيم “داعش” إطلاق سراح إبنها، قالت قبل قتل ابنها إنها “منذ اختطافه اطلعت كثيرا على تعاليم الإسلام ووجدت أن الإسلام يقول إنه لا يجب أن يحاسب أي شخص بسبب خطايا غيره”.