رأت مجلة "تايم" الأمريكية أن على قادة قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" سرعة اتخاذ قرار هذا الأسبوع بشأن كيفية الرد عسكريا على عمليات التوغل في أوكرانيا دون الدخول في مواجهة خطيرة مع موسكو. وذكرت مجلة "تايم" الأمريكية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - أن القمة، التي ستجمع قادة "ناتو" في ويلز هذا الأسبوع، دائما ما كانت تشكل فرصة حاسمة للتحالف لإعادة تعريف دوره في هذا العالم المتغير.
وقالت المجلة الأمريكية أنه عقب عام من انسحاب قوات الناتو من افغانستان فإن التوغلات العسكرية الروسية في أوكرانيا والتوغلات عبر الحدود الأوربية أرجعت إلى المنظمة شعورا جديدا بوجود الهدف، مثل الحالة التي شهدت أوجها في الحرب الباردة. وها هم دبلوماسيوه يتعهدون بحماية الدول الأعضاء ودعم السيادة الأوكرانية.
ومضت المجلة.. قائلة بعيدا عن كل هذا، يواجه قادة الحلف معضلة هذا الأسبوع: هل عليهم احترام اتفاقات ما بعد الحرب الباردة التي تجاهلتها موسكو على ما يبدو، أو شق طريق قتالي جديد ووضع الموارد العسكرية على اعتاب روسيا؟ وإذا كان الحل الأخير هو المثل فإلى أي حد ستصل العدائية؟".
وتشير الصحيفة إلى أن الجواب يكمن في انشاء قوات للرد السريع، والتي تم الإعلان عنها يوم الإثنين الماضي، قوات مستعدة للانتشار خلال أيام في حالة أي اعتداء عسكري على أي من الأعضاء ال 28 في الحلف. وهذه الوحدة العسكرية التي ستضم آلاف المقاتلين سوف تكون في حالة تأهب قصوى في جميع الأوقات، إضافة إلى محطات الدعم اللوجستي الموجودة في دول أوربا الشرقية.
وقال الأمين العام للحلف اندرس فوج راسموسن - في تصريح له في بروكسل قبيل انعقاد القمة -"لا يمكننا أن نكون ساذجين. نحن نواجه واقعا يقول إن روسيا تعتبرنا خصما لها، ونحن سنتكيف مع هذا الوضع".
ويري المحللون أن تشكيل هذه القوات يعتبر أقوى استعراض للعضلات للتحالف ردا على استعادة نشاط الطموحات العسكرية الروسية.
ونقلت المجلة عن إيان كيدي، المحلل في مركز الأبحاث العسكري "أي أتش أس جاينز" الأمريكي، "أنه رغم أنهم لن ينشروا القوات خارج الدول الأعضاء إلا أن هذا الرد سيبعث برسالة ثقة لشركاء الناتو في الدول الاسكندنافية وبولندا ودول البلطيق".
إلا أنه عقب يوم واحد من نشر تفاصيل تشكيل قوات الرد السريع، جاء رد روسيا بمراجعة العقيدة العسكرية الخاصة بها. حيث قال ميخائيل بوبوف، مستشار أمني بالكرملين، إن "حقيقة أن البنية التحتية العسكرية للدول الأعضاء في الناتو تقترب من حدودنا، وتمثل أمامنا باعتبارها واحدة من التهديدات الخارجية للاتحاد الروسي".
وقالت تايم: وهكذا على الناتو الآن أن يحقق موازنة صعبة ففي الوقت الذي يطالب فيه بعض الدول التي تقع على خط المواجهة برد فعل أقوي تجاه العداء الروسي فإن الحلف مخطئ نحو توجهه للتوصل إلى حل وسط. وقد تري بعض الدول الأعضاء أن تشكيل قوات الرد السريع لن يكون ردا كافيا فلقد طلبت بولندا تمركز 10 آلاف جندي من قوات الناتو على أراضيها، ولكن وجود قواعد جديدة ثابته لحلف الناتو قد يتعارض مع القانون التأسيسي بين الناتو-روسيا لعام 1997 والذي وُضع لطمأنة روسيا حول تثبيت الحدود بعد الحرب الباردة.
ونوهت مجلة إلى أن هناك قضية أخرى حساسة وهى: هل سيدعو الناتو إلى ضم أعضاء جدد وماذا سيكون صداها في روسيا. حيث ترجح الصحيفة أن الأزمة الأوكرانية التي بدأت العام الماضي نتجت عن تخوف روسيا الحقيقي من أن ابرام أوكرانيا معاهدة سياسية مع الاتحاد الأوربي سيفضي إلى انضمامها إلى حلف الناتو في نهاية المطاف.