ذكر روبرت فيسك في تقريره أن الآباء والأمهات يعانون في صمت في العراق بلا جدوى من انتظار المساعدة. يحتاج هذا الطفل إلى جراحات متعددة خارج العراق لأنه يعاني من مشكلة اختلال وظيفي فهو ليس لديه سمع بالأذن اليسرى. يقول فيسك أن عائلته أخبروه بأن يجب أن يتم سن 6 حتى يتمكن من إزالة الجزء الغضروفي من جدار الصدر ووضعه في أذنه. يجب أن تجرى كل العمليات خارج العراق لتجميل الأذن وإعادة السمع له. كان يجلس سيف علاء البالغ من العمر 5 سنوات مطيعاً على الأريكة بجوارنا خلال حديث والده، فكان يقوم بفعل ما يخبره به والده حيث قام بتحريك رأسه ليظهر لهم قطعة اللحم الغير مترابطة قليلاً والتي تكون أذنه اليسرى حتى يستطيعوا ألتقاط صورة له. ولكن سيف علاء محظوظاً إذا تم مقارنته بغيره من الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية. فهو يستطيع أن يرى، ويتنفس، ويمشي، ويركض، ويلعب، ويسمع لوالده ولأصدقاؤه بالأذن اليمنى فهو طفل صغير يتمتع بشجاعة كبيرة. يقول والده أن سيف لم يتعلم الكثير حتى الآن لأنه لم يذهب إلى المدرسة. وأضاف الأب أنه يساوره القلق من ذهابه إلى المدرسة لأنه طفل ولكنه في بعض الأحيان يأتي إلى والده ويقول له أنه يعلم أنه مشوه الأذن ولكن هذا لا يهم لأنه لا يعاني من مشاكل أخرى. أنه خجول قليلاً ولكنه لا يمانع أن تراه وعندها أشار الأب إليهم بينما كانوا يجلسون بجوار الابن على الأريكة وقال لم يأتي أجانب آخرين لرؤيته. يأمل والد سيف أن يأتي مسئولين من المنظمات الغير حكومية يوماً إلى بيته ويقدموا لابنه تأشيرة أجنبية والعلاج الطبي في الخارج والتعليم. أنه الحلم الذي لن يتحقق مدامت الحكومة العراقية لا تبدي أي أهتمام للأطفال المشوهين في الفلوجة. يقول والد سيف أنه تزوج من ابنة عمته ولكن عائلتهم ليس لها تاريخ مع التشوهات الخلقية. ولكن السبب الحقيقي وراء هذه التشوهات هي الأسلحة الكيميائية التي استخدمها الأمريكان في الفلوجة. وقال بأن هناك حالات أسوأ من ذلك بكثير من الذي يعاني من ابنه فكل العائلات الأخرى تقول نفس الشئ. يقول علاء بأن حالة ابنه تافه مقارنة بالآخرين. تقول جدة سيف بأنهم يلقون باللوم على الأمريكان الأعداء لأنهم هم السبب في مصيبتهم هذه. ولكن في هذه الحالة لماذا تنكر الولاياتالمتحدة أنها استخدمت الفسفور في المناطق المأهولة بالسكان في هذه المدينة في عام 2004 وأن تعترف فقط بالحقيقة عندما أظهر شريط فيديو إطلاق الفسفور بوضوح على الأماكن التي يتركز فيها السكان؟ ولماذا لم يأتي أحد من الخارج لفحص حالة سيف علاء؟ القصة مرة أخرى: الدليل كان واضحاً ولكن لم يهتم أحد إلا أنت أنها نفس القصة القديمة؛ لا نعرف، ولا نرى، ولا نقول شيئاً. عندما مات الأطفال في جنوب العراق بالسرطان بعد حرب الخليج 1991، لم يرغب الأمريكان والبريطانيون أن يعلم شيئاً عن هذا الأمر ولا بالطبع صدام حسين. إذا كان الأطفال قد تسمموا بذخائر اليورانيوم، فسيفقد صدام ماء وجهه، أليس كذلك؟ شارك قرآء صحيفة الأندبندنت بمبلغ 250.000 دولار أمريكي من أجل أدوية الأطفال الذين قابلهم فيسك في العراق والذين كانوا يعانون من أمراض السرطان، وسرطان الدم بعد هذه الحرب. وأضاف أن من قام بمساعدتهم في توزيع الأدوية الذي تبرع بها قراء الأندبندنت هي مارجريت حسن من العناية في جميع أنحاء العالم بعد أن قتلت في وقت لاحق على يد قتلة مجهولين بعد أشهر من اختطافها وبعد "تحرير" العراق مات الأطفال فلا شكر لصدام ولا لسادتنا مصنعي السلاح. يحدث الشئ نفسه الآن في الفلوجة. يتحدث الأطباء عن زيادة هائلة في تشوهات الأجنة. استخدم الأمريكيون الفسفور وقد يكونوا قد استخدموا أيضاً اليورانيوم المخصب في حرب الفلوجة 2004. يعرف كل شخص في الفلوجة عن هذه التشوهات كما رأي الصحفيون أيضاً هؤلاء الأطفال وأخبروا عنهم. ولكن الجكومة العراقية، والأمريكان، والبريطانيون لا يسمعون ولا يرون ولا يقولون شيئاً عن الفلوجة. يقول فيسك أنه حتى عندما عثر على الفتاة الصربية في منطقة البلقان والتي كانت تعاني من النزيف الداخلي، والتقيؤ المستمر.بعد أن أصيبت بشظايا اليورانيوم بعد الغارة الجوية لحلف الناتو بالقرب من سراييفو في عام 1995. وقد رفض حلف شمال الأطلنطي "الناتو" طلب فيسك بأخذ طبيب عسكري ليرى حالتها. وأضاف أنه رأى العديد من الحالات في الصرب في سراييفوا بالقرب من أهداف للحلف وفي البصرة في العراق وفي فيتنام عندما كان يستخدم الفسفور في المناطق المدنية. وكان هذا يعد خرقاً لاتفاقية عام 1980 بشأن الأسلحة التقليدية والذي ربما يكون السبب في عدم رغبة أحد خارج العراق أن يسمع شئ عن اسم الفلوجة.