لماذا فعل منير هكذا مع شاندو؟! السؤال سيطر علىِّ بمجرد الاستماع لأغنية «الرمان» التى قرر منير بأنانية مفرطة الاستيلاء عليها، والتعامل مع صاحب الأغنية الأصلى «شاندو» على أنه مجرد «فوكل» يردد خلفه كوبليه واحد منها، مدعياً أن ما حدث جاء فى إطار الديو الغنائى حسب وجهة نظره، ولو أننى بعيد عن فكرة صناعة الأغنية، وكيفية التحضير لها، لكان مر علىِّ ما فعله منير مع شاندو مرور الكرام، لكننى للأسف تورطت فى معرفة كواليس التحضير للأغنية، وهى الشهادة التى سأقصها عليكم، ليكون الحكم لكم فيما فعله من تصرف، يستحيل أن يخرج من شخص فى حجم نجومية وتاريخ محمد منير. الحكاية بدأت عندما قرر شاندو البحث عن مجموعة أغان جديدة، لعلها تكون بداية جديدة له كمطرب، بعد ابتعاده عن السوق الغنائى بسبب الظروف الإنتاجية الصعبة التى تمر بها معظم شركات إنتاج الكاسيت، وبالفعل استمع شاندو لكلمات أغنية الرمان، والتى كتبها الشاعر عادل سلامة، ولحنها احمد محيى، وظل شاندو يعمل على الأغنية لأكثر من عامين، لأنها كانت أشبه بالقشة الأخيرة التى يتعلق بها، محاولاً من خلالها العودة لحفلات اللايف ليستطيع تحقيق أى مكاسب مادية تعينه على مواصلة مشواره بالحياة كمطرب وقبله كإنسان له احتياجات مثلنا جميعاً، فى هذا الوقت استمع تامر حسنى للأغنية، وعرض على شاندو غناءها معه فى شكل ديو غنائى، ولأن تامر حسنى كان يرغب فى مساعدة شاندو، قال له إنه سيتحمل تكاليف تصوير الأغنية وتسجيلها، لأنه مقتنع بموهبة شاندو، وفى الوقت نفسه استمع منير للأغنية، بعد أن نشأت علاقة صداقة بينه وبين شاندو، وشعر شاندو أنه وجد الأخ الأكبر والمثل الأعلى،ليوجهه ويساعده على الاستمرار فى مشواره الغنائى، وقتها اتصل بى شاندو وأخبرنى أنه يريد أن يستشيرنى فى موضوع، وتقابلنا، وقال لى : انا انتهيت من أغنية اسمها الرمان، وغناها لى، وأبديت إعجابى بلحنها وكلماتها، ووقتها قال لى شاندو: إنه حائر بين غناء الأغنية مع تامر حسنى أو منير أو غنائها بمفرده، لكن مسألة غنائها بمفرده كانت صعبة لأن ظروفه المادية تقف أمام تنفيذه هذا الحلم، وأيضا لأنه كان يحتاج لنجم معه يدخل به لقلوب الناس مرة أخرى، فأجبته بدون تردد، طبعاً تغنيها مع منير، ده الكينج، واقنعته بأن غناءه مع منير سيكون انطلاقة جديدة له، ابتسم شاندو لى كعادته وقال لى : ريحت قلبى، أنا كنت منحازاً لمنير من البداية. وبالفعل استقر شاندو على أن يقدم الأغنية مع منير، لكن يبدو أنه بمرور الوقت وبعد انتهائه من أغانى ألبومه «يا أهل العرب والطرب» استشعر الحرج، بعد أن جاءت ملاحظات جميع من استمع الى اغانيه، بأن أغنية الرمان، هى الأقوى بين أغانى الألبوم، فقرر منير أن يساوم شاندو، ويرسل له بعض أصدقائه ويعرض عليه أن يأخذ شاندو بضعة آلاف من الجنيهات، ويترك الأغنية لمنير، لكن شاندو رفض، ليخبرهم أن الأغنية بالنسبة له مسألة حياة أو موت، فما كان من منير إلا أن أخبره بأنه سيغنيها معه.. حينها ذهب شاندو بالفعل وأعطى الأغنية للشركة دون أن يحصل على قرش واحد.. بعد ذلك يأتى منير ويغنى الأغنية منفرداً ليضع صوت شاندو فى كوبليه واحد لمدة أربع ثوانٍ، وعندما حاول شاندو أن يرفض، قال له منير «يكفيك شرف التجربة» ولا أعلم ما هى التجربة التى يقصدها منير، فهو يعلم ظروف شاندو جيداً، ويعلم أنه حتى ولو شاركه الغناء فى نصف أغانى البومه، فلن تتأثر نجوميته بشئ، بل ستتضاعف، لأننا وقتها سنشعر بأن منير يحاول الوقوف بجوار شخص تعانده الدنيا وظروف السوق الصعبة، لكن منير قرر الاستسلام لأنانيته، ولم ينتبه إلى أن تصرفه هذا يسقطه من نظر البعض، الذى كان ينظر له بأنه لا شبيه له، فى الغناء والعطاء وإنكار الذات. اعرف أن منير سيغضب منى، ومن الممكن أن تكون قطيعة بينى وبينه للأبد، لكننى تعلمت فى هذه المهنة أن أقول ما أقتنع به، وما أعظم أن تكون كلمتك فى وجه نجم جائر، أما شاندو فأنا على يقين بأن الله سيعوضه خيراً من الرمان، فيكفيه أنه صنع أغنية لم يستطع منير نفسه إخفاء إعجابه بها وقرر ذبحه من أجل غنائها بمفرده !! وتبقى الكرة فى ملعب منير ليحاول تصحيح ما فعله بشاندو . كلمات الأغنيه : - رمان خلاص انفرط حبك ولا همنى انت اتمديت فى الغلط ولا قولتيش لمنى ذنبك بقى على جنبك روح لتجينى لا تضمنى اوعى بلاش تجرى يا رمان ولا تيجى على حجرى يا رمان