سلم وزير الداخلية التركي السابق محمد اغار نفسه الاربعاء الى السلطات لقضاء عقوبة السجن خمس سنوات بسبب تورطه في فضيحة سياسية مافياوية كبيرة هزت تركيا قبل خمس عشرة سنة وعرفت بقضية سوسورلوك. وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان اغار توجه الى سجن ايدين-ينيبازار (غرب) حيث سيحبس بعد ان صدرت بحقه مذكرة توقيف اثر تثبيت محكمة التمييز ادانته. وفي ايلول/سبتمبر 2011 حكمت احدى محاكم انقرة على اغار الذي كان سابقا قائدا للشرطة التركية ووزيرا للداخلية ورئيسا سابقا لحزب الطريق القويم (يميني) اثر اجراء قضائي طويل بالسجن لخمس سنوات بتهمة "ترؤس منظمة اجرامية". وفي 1996 اضطر اغار عندما كان وزيرا للداخلية للاستقالة "لاسباب صحية" كما اعلن رسميا في حين وجد توقيعه على جواز سفر ورخصة حمل سلاح رسمية سلمت الى قاتل من القوميين المتطرفين يدعى عبدالله جاتلي متورط في الاعتداء على البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وقد اندلعت الفضيحة في تشرين الثاني/نوفمببر 1996 بعد حادث سير وقع قرب بلدة سوسورلوك (غرب) وقتل عبدالله جاتلي الذي كان مطلوبا بتهمة قتل منذ سبعينات القرن الماضي وشرطي رفيع المستوى يدعى حسين كوجاداغ كما اصيب نائب من حزب الطريق القويم يدعى سادات بوجاك في ذلك الحادث. وكشف وجود هؤلاء الرجال الثلاثة معا علاقات مشبوهة بين الشرطة والمافيا وبعض السياسيين. واكد تقرير رسمي نشر في 1998 وجود علاقات بين اجهزة الاستخبارات التركية وجماعات من المافيا يسمح لها خصوصا بارتكاب عمليات قتل باسم الدولة ولاسيما مناصرين لمتمردي حزب العمال الكردستاني. وقال اغار لدى دخوله الى السجن بحسب وكالة الاناضول "ان مستقبل تركيا هو ان يعيش سكانها ال75 مليونا في سلام واخاء. لم يكن لدينا مطلقا اي هدف اخر".