دانت محكمة اوسلو الاثنين رجلين متهمين بالتعاون مع القاعدة لاعداد هجوم على الصحيفة الدنماركية التي نشرت في العام 2005 رسوم الكاريكاتور المثيرة للجدل للنبي محمد. وهي المرة الاولى التي يصدر فيها القضاء النروجي ادانة بتهمة "التآمر لارتكاب عمل ارهابي".
وحكم على مايكل داود النروجي من اصول اويغورية، العقل المدبر للاعتداء على صحيفة "يلاندز بوستن"، بالسجن سبع سنوات وعلى شريكه الكردي العراقي شوان صادق سعيد بوجاك بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة.
والرجلان اللذان اوقفا في تموز/يوليو 2010 كانا يخططان لتفجير مقار الصحيفة الدنماركية وقتل كورت فسترغارد صاحب الرسم الكاريكاتوري الاكثر جدلا الذي ظهر فيه النبي محمد معتمرا عمامة تشبه قنبلة لها فتيل مشتعل، بحسب القرار الاتهامي.
وطالب المدعي العام بعقوبة السجن خمس سنوات و11 سنة على التوالي لكل من بوجاك وداود.
وقال القضاة الثلاثة في نص حكمهم "لا شك على الاطلاق في ان داود هو من بادر الى التحضير لعمل ارهابي وانه الرجل الرئيسي".
واضاف النص "كما تعتبر المحكمة انه هو من كان سينفذ الهجوم الارهابي حيث انه اوضح انه كان بفكر في وضع المتفجرات بنفسه".
كما اقر القضاة تأكيدات الادعاء بان داود البالغ 40 عاما خطط للهجوم "بالتعاون مع القاعدة".
وافاد جهاز الاستخبارات النروجية الداخلية ان التنظيم الاسلامي درب داود على صنع متفجرات والتعامل معها في معسكر في باكستان بين تشرين الثاني/نوفمبر 2008 وتموز/يوليو 2010.
واثار نشر صحيفة يلاندز بوستن الرسوم الكاريكاتورية تظاهرات عنيفة في العالم الاسلامي.
والاثنين رفضت الصحيفة الادلاء باي تعليق.
واوقف رجل ثالث في الوقت نفسه هو الاوزبكي ديفيد جاكوبسن البالغ 33 عاما وتمت تبرئته من التهم الاكثر خطورة، لكن حكم عليه بالسجن اربعة اشهر لمساعدة الرجلين على الحصول على المواد اللازمة لصنع متفجرات.
ودفع الثلاثة ببراءتهم عند انطلاق المحاكمة وطلب محاموهم تبرئتهم.
واقر داود المتحدر من اقلية مقموعة في الصين بالتخطيط لهجوم لكنه اكد انه يستهدف مصالح صينية في النروج، لا يلاندز بوستن، الامر الذي لم يرد في الاتهام.
واكد انه تصرف لدوافع شخصية بحتة وتلاعب بالمتهمين الاخرين كي يساعداه على تأمين المواد الكيميائية وعلى الاخص الهيدروجين بيروكسايد لصنع عبوة.
وفي النروج لا يمكن اصدار ادانة بتهمة "التآمر لتنفيذ عمل ارهابي" الا لاعمال او مخططات نفذها او خطط لها عدد من الاشخاص.
اما بوجاك فاقر بالتحدث الى داود عن امكانية معاقبة يلاندز بوستن وكورت فسترغارد مؤكدا ان الامر مجرد كلام مبهم لا يخضع للقانون.
وقال القضاة "بوجاك ساعد داود في استعداداته (...) ولا شك على الاطلاق في ضلوعه الكبير" في الخطة، معربين في آن عن تصديقهم قوله بانه لم يكن يريد المشاركة في الهجوم.
اما جاكوبسن الذي اتصل بالشرطة بنفسه في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 وهو الوحيد الذي مثل بارادته، فنفى اي نية بالمشاركة في مخطط هجوم.