"غزة" ساعات بلا عنوان...

وكالات
بعد مرور ستة وأربعين يوماً من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، عدة سيناريوهات طرحت لنزع فتيل الحرب ووقف اطلاق النار لم يكتب لها النجاح حتى اللحظة، والخيارات بحسب ما يرى المحللون باتت أقل أمام جميع الاطراف ولا توقع عن قرب العودة للمفاوضات، في وقت طغت فيه الضبابية مؤخراً على المسار السياسي في هذه المعركة، فوصف بأنه "بلا عنوان".

ورغم سخونة الميدان التي ستقود إما إلى اتفاق سريع بهدنة أو التوجه لمعركة ميدانية واسعة، قال مسؤول إسرائيلي وصف بالكبير للقناة العاشرة الاسرائيلية إن الإدارة الأمريكية رفعت كل القيود على تصدير السلاح إلى إسرائيل.

وأضافت القناة العاشرة أن الولايات المتحدة الامريكية تعد حالياً مسودة قرار لتقديمه إلى مجلس الأمن لوقف القتال في غزة.

الدول العظمى تطرح مبادرة جديدة

وفي تطور لافت قدمت كلاً من الدول العظمى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مقترحاً تم بلورته في مجلس الأمن لإصدار قرار بإنهاء الحرب على قطاع غزة.

ووفقاً لما نشرته صحيفة (هآرتس) العبرية فإنه وبموجب القرار المتوقع الإعلان عنه قريباً والذي يتضمن المبادئ التالية: إعادة سيطرة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع بإشراف دولي، واستئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية على قاعدة حدود عام 1967م.

وفيما يتعلق بالمسار التفاوضي "المتجمد" بالقاهرة، أكدت مصادر فلسطينية ل معا أن الوفد الفلسطيني لم يحل ومستعد لأي جديد في سبيل وقف اطلاق النار مقابل تحقيق المطالب الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن الوفد يقوم رسميا على الأقل بمشاورات ومراجعات، وأن اعضاءه يجلسون مع بعضهم البعض ويتصلون مع المصريين لمناقشة ما افشلته إسرائيل.

لا يوجد موقف فلسطيني للانسحاب من مفاوضات القاهرة

وقال نائب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي وعضو الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة زياد النخالة إنه لا يوجد موقف فلسطيني للانسحاب من مفاوضات القاهرة.

وتابع النخالة في حديث صحفي: نتوقع من القاهرة اعلان موقف حول العدوان وهي ليست مرتاحة لانسحاب الوفد الإسرائيلي، مضيفا أن الوفد الفلسطيني لم ينسحب من المفاوضات وإنما الوفد الاسرائيلي قام بذلك.

ومع تعثر المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة، عاد الميدان ليشتعل من جديد مع تواصل الغارات والقصف الاسرائيلي على انحاء متفرقة من القطاع، رافعا حصيلة الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان وحتى اليوم إلى 2087 شهيدا 10482 جريحا.

ومنذ انهارت يوم الثلاثاء هدنة استمرت عشرة أيام كثف الجيش الإسرائيلي جهوده لضرب قيادة كتائب القسام.

تحركات سياسية للقيادة الفلسطينية في قطر والقاهرة

وفي الجهة ذاتها، يواصل الرئيس محمود عباس تحركاته السياسية فلتقى الى جانب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة يوم الخميس، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحث معه تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وسبل وقف هذا العدوان.

ومن المقرر أن يغادر الرئيس قطر متجها إلى مصر مساء اليوم للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين المصريين في محاولة لإطلاعهم على اخر المستجدات والتطورات السياسية.

وكانت فصائل المقاومة بغزة قد ردت على استمرار العدوان الاسرائيلي بدك المدن والبلدات الاسرائيلية بوابل من الصواريخ طالت تل أبيب والقدس المحتلة وعطلت الرحلات الجوية في اسرائيل بعد استهداف مطار "بن غوريون".

سيناريوهان أمام اسرائيل

وبالانتقال إلى الجبهة الإسرائيلية، قال محللون إسرائيليون بعد أن صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على استدعاء 10 آلاف جندي احتياط بغية تعزيز القوات على الحدود بين إسرائيل وغزة، إن هذه الخطوة، إضافة إلى تواصل إطلاق الصواريخ من غزة، ترسم ملاح حرب طويلة بين الطرفين، لكن آخرين أشاروا إلى أن اغتيال قادة حماس قد يغيّر الحسابات.

ويرى المحللون أن إسرائيل امام سيناريوهان حول ما يجري بغزة إما ارسال الوفد الاسرائيلي المفاوض إلى القاهرة والتوقيع فوراً على اتفاق وقف اطلاق النار، أو احتلال قطاع غزة والذهاب إلى تصعيد عسكري كبير.

وكانت قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية أصدرت تعليماتها مؤخرا للجمهور الإسرائيلي بعدم التجمع لأكثر من 300 شخص في مناطق غلاف غزة، وذلك مع استمرار سقوط عدد كبير من صواريخ المقاومة، والتي ركزت خلال اليومين الماضيين على تلك المناطق.

وأخيرا فإن الساعات المقبلة من المتوقع أن تحمل معها تطورات أمنية وسياسية مفتوحة على كل الاحتمالات بانتظار ما هو غير معروف، فالمسار السياسي اليوم باتت معالمه غير واضحة والحديث للميدان.