احتفلت مصر اليوم الأربعاء بعيد تحرير سيناء، تلكالذكرى التي تنتسب إلى لحظة تاريخية حاسمة عاشتها مصر قبل ثلاثين عاما عندمااستردت سيناء بعد انسحاب اخر جندي اسرائيلي منها وعودتها الى سيادة الوطن، فأصبحتفي بؤرة اهتمامه ورمزا عالميا للسلام . وكان تحرير سيناء نقطة تحول كبرى في التاريخ، واليوم ومع الذكرى الثلاثين لهذاالحدث تضيف مصر صفحة جديدة في السجل الخالد لسيناء متجاوزة حدود تحرير أراضيها منالاحتلال الاسرائيلي الى تحرير الغازالمصري من صفقة جسدت شروطها تحالف الفسادوالنهب المنظم لثروات الوطن. وجاء قرار إلغاء تعاقد الشركة القابضة للغاز في مصر والهيئة المصرية العامةللبترول مع شركة شرق المتوسط التي تقوم بتصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل بسبب عدمالتزامها بشروط التعاقد لهذه الصفقة، ويعد هذا القرار تاريخيا لانه أعاد للاذهانمع الفارق "قرار تأميم قناة السويس"، وعكس إرادة المصريين وانحيازهم لحفظ ثرواتالوطنية. ويعتبر 25 أبريل عام 1982 اليوم الذي استردت فيه مصر سيادتها على كامل أراضيهابعد عمل عسكري وسياسي ودبلوماسي استمر 15 عاما بدءا من الكفاح المسلح وانتهاءبمفاوضات شاقة للفصل بين القوات عامي 1974 و1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التي أفضتالى إيثار السلام في الشرق الأوسط واتفاقيات كامب ديفيد 1978 وبعدها توقيع معاهدةالسلام المصرية الاسرائيلية في عام 1979. دقت الفرحة قلوب المصريين لفسخ صفقة الغازالتجارية مع اسرائيل على خلفية بعضالنزاعات القائمة على سند قانوني ، وصقل هذا الحدث المكانة التي تحظى بها أرضالفيروز في قلب كل مصري تلك المكانة التي صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخوسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور. قدر سيناء مع تحرير الأرض والغاز عزز تاريخها العريق الذي رسمه بطولاتالمصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية حصن الدفاع الاول عن أمن مصر وترابها الوطنيواستعادة ثرواتها بنبذها لخطوط الغاز الممتدة بطول سيناء وتفجيرها 14 مرة في 15شهرا . ويأمل المصريون وهم يحتفلون اليوم بعيد تحرير سيناء أن يكون عيدها القادم عيداللتنمية الشاملة المستدامة في سيناء والاستفادة من مقوماتها ومواردها الزراعيةوالصناعية والسياحية وكنوزها وثرواتها الطبيعية التي تزخر بها فهى أمل مصر الطموحللخروج من الوادي الضيق .