أعلن الحوثيون عن بدء ما اعتبروه ثورة جديدة تستهدف وفقا لزعيم الحركة تحقيق ثلاثة أهداف تتمثل في إسقاط حكومة الوفاق وإجبار الرئيس هادي على إلغاء قرارات رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو ما يسمى شعبيا “الجرعة” إضافة إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وكان عبدالملك الحوثي زعيم الحركة في كلمة بثتها قناة “المسيرة” التابعة للحركة قد دعا أنصاره إلى الزحف نحو العاصمة صنعاء للبدء في سلسلة من المظاهرات والاعتصامات التي رأى بعض المحللين أنها تدشين عملي لخطة الحوثيين الرامية إلى إسقاط العاصمة صنعاء.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” قد نقلت عن مصادرها في صنعاء أن الحوثيين قد قسموا صنعاء إلى عشر مناطق جغرافية وقاموا بنشر المئات من عناصر “كتائب الحسين” بغية إسقاط العاصمة.
وقد هدد زعيم جماعة الحوثيين نقلا عن العرب اللندنية، صراحة باللجوء إلى طرق غير سلمية في حال لم ينصع الرئيس هادي لمطالب الجماعة في مهلة حدّها الأقصى يوم الجمعة المقبل.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون بمثابة مغامرة سياسية وعسكرية غير محسوبة العواقب وناتجة عن شعور مفرط بالقوة نتيجة للانتصارات التي حققتها الجماعة في صراعاتها المسلحة مع الجيش والقبائل في مناطق مثل محافظة عمران.
وقالت مصادر خاصة ل”العرب” إن الحوثيين يحاولون استغلال ضعف الدولة وتفاقم حالة الانقسام السياسي لدى خصومهم غير أنهم لم يلقوا بالا للكارثة الإنسانية المحتملة التي يمكن أن يسببها الصراع المسلح داخل العاصمة صنعاء التي يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة.
وأكدت مصادر “العرب” أن الحوثيين استغلوا حالة الغضب الشعبي جراء رفع الدعم عن المشتقات النفطية ليمرروا مشروعهم الخاص بإسقاط صنعاء، إضافة إلى تضررهم من قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي أصاب أكبر مواردهم المالية في مقتل حيث كانوا يستفيدون من بيع المشتقات النفطية إلى دول القرن الأفريقي لتمويل عملياتهم.
وعن فرص نجاح الحوثيين في إسقاط صنعاء تؤكد المؤشرات أنهم سيواجهون امتحانا صعبا على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية حيث سيتسبب هجومهم في ردود فعل غير متوقعة حيث لن يكون مقبولا على الصعيد الإقليمي قيام طرف سياسي محسوب على إيران بإسقاط عاصمة دولة تقع في خاصرة دول الخليج.
كما أن هذه المغامرة لن تحظى بقبول الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي ترعى المبادرة الخليجية.