السيسي وبوتين.. كلا منهما خدم بالجيش والمخابرات ورفضا الوصاية الأمريكية
مصر وروسيا علاقات ممتدة وتاريخ طويل, لكن اللافت للنظر هو تشابه تاريخ كلا من زعيميها الرئيس عبدالفتاح السيسي وبوتين, ولهذا كان من السهل التفاهم والتواصل بينهما وتجديد الدماء فى هذه العلاقات التاريخية مرة أخرى, وكان لابد من رصد أوجه الشبه الكثيرة بين الرئيسين الذين كانا محطا لأنظار الرأى العام العالمى خلال اليومين الماضين, حيث يتشابها فى خلفية عملهما, وتدرجهما الوظيفي السريع، وحبهما للرياضة، والعمل على نهضة بلادهما، والخروج من دائرة النفوذ الأمريكى ورفض الوصاية.
الميلاد والنشأة عبدالفتاح السيسي من مواليد 19 نوفمبر 1954, نشأ فى حى الجمالية بالقاهرة لأسرة ميسورة الحال، حيث عمل مع والده منذ الصغر, لكن نكسة 1967 تركت به ألما بالغا جعلته يتقدم للكلية الجوية, لكن تم تحويله إلى الكلية الحربية, والتى تخرج منها فى عام 1977, وحصل على زمالة الحرب العليا الآمريكية 2006. فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين من مواليد 7 أكتوبر 1952 بمدينة ليننجراد ثانى أكبر مدينة روسية, حيث كانت الحرب بين روسيا الإتحادية وألمانيا فى الحرب العالمية الثانية والتى أصيب بها والده إصابة بالغة وأصبح معاقا وترك هذا أثرا كبيرا فى بوتين الآبن, وفى سن المراهقة تعلم فنون القتال, وتخرج من كلية الحقوق بجامعة لبننجراد 1975,وحصل على الدكتوراه فى الإقتصاد, ليلتحق بعد ذلك ب "الكى جى بى" أو لجنة أمن الدولة ليكون واحد من المجندين الذين كان لهم شأن.
التدرج الوظيفى يتشابه السيسي وبوتين فى ثقة رؤسائهم بهم, ونجد التدرج السريع فى حياتهم العملية, فالسيسي التحق بسلاح المشاة, وتقلد مناصب عدة بالجيش المصرى مرورا بتعيينه قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية, وتوليه منصب مدير إدارة المخابرات العسكرية والاستطلاع فى 3 يوليو 2013, وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتم إختياره قائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للمشير سيد طنطاوى فى 12 اغسطس 2012, وبعد عزل محمد مرسي من منصبه, عين كنائب أول لرئيس الوزراء فى وزارتى الببلاوى ومحلب, وقدم استقالته كوزير للدفاع فى 26 مارس 2014 ليتقدم بعدها للإنتخابات الرئاسية ويفوز بها فوزا ساحقا بنسبة 96% على منافسه حمدين صباحى.
فى عام 1984 أرسل بوتين إلى اكاديمية الراية الحمراء التابعة للكى جى بى, ومدرسة المخابرات الأجنبية, وتم تعيينه فى ألمانياالشرقية وخدم بها حتى عام 1990, وبعد عودته عمل مساعدا لرئيس جامعة ليننجراد, ثم تم تعينه رئيسا للجنة العلاقات الدولية لمكتب عمدة ليننجراد عام 1991, وتدرج سريعا حتى أصبح فى 25 يوليو 1999 رئيسا لجهاز المن الفيدرالى ثم سكرتيرا لمجلس أمن الدولة, وفى اغسطس 1991 أصبح رئيسا للوزراء, وفى 31 ديسمبر من نفس العام أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالإنابة بعد استقالة الرئيس "بوريس يلستين", وفى 26 مارس 2000 تم انتخاب بوتين رسميا رئيسا لروسيا حتى أنهى ولايتيه فى عام 2007 , ثم كرئيس للوزراء 2008 وحتى انتخابه رئيسا لروسيا مرة أخرى فى 2012 والتى فاز بها بنسبة 94% وهو فوزا ساحقا.
رفض الوصاية الأمريكية أوضح عدد من المسئولين الأمريكيين فى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الرؤساء الثلاثة الآمريكيين "كلينتون – بوش الأبن – أوباما" فشلوا جميعا فى إيجاد حل للغز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, وعدم استطاعتهم لجعل روسيا تابع أو صديق, بالإضافة إلى ما يحدث فى شبه جزيرة القرم, وعلى الجانب الأخر نجد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي الذى أبطل مفعول القنبلة التى كادت تودى بحياة المنطقة العربية بأكملها متحدياً الإدارة الآمريكية، كما اعترفت هيلارى كلينتون بذلك فى كتابها الأخير, حيث أعلن عزل محمد مرسي دون الرجوع إليهم أو استشارتهم وغير مهتم بقطع المعونة العسكرية, وهو ما جعله يتجه إلى روسيا لشراء الأسلحة, ونجد هنا أن رفض الوصاية الآمريكيةهو ما جعل من بوتين والسيسي أصحاب شعبية كبيرة لدى شعوبهم.