■ الاعتراف بعقدة كلينتون كان متزامنا مع فضيحته مع مونيكا والكاتبة أجلت نشره انتقام الزوجة الذى تأخر لعشر سنوات
بعد عام من اهتزاز الرئاسة الأمريكية بفضيحة علاقة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون مع المتدربة مونيكا لوينسكي، اعترفت هيلارى كلينتون السيدة الأولى فى ذلك الوقت فى حوار صحفى بأن زوجها تعرض لانتهاكات على يد والدته عندما كان طفلاً صغيرًا وأن هذه الانتهاكات سبب إدمانه العلاقات العاطفية. صهذه المعلومة الصادمة يتضمنها كتاب جديد سيظهر فى نهاية هذا الشهر. بحسب جريدة نيويورك دايلى نيوز التى حصلت على أجزاء من الكتاب الجديد، فإن هيلارى تقدمت بهذه الاعترافات عام 1999 للكاتبة الصحفية الحاصلة على جائزة البولتيرز لوسيندا فرانكس، وقد اعترفت بأنها اختارت عدم نشر هذه المعلومة.
لوسيندا فرانكس تكشف كيف اختارت عدم الكتابة عن الانتهاكات التى تعرض لها بيل كيلنتون فى طفولته فى حوارها مع هيلارى كلينتون الذى نشر فى ذلك الوقت فى مجلة «توك» أو كلام. فضلت لوسيندا زوجة روبرت مورجانثو النائب العام السابق لمدينة نيويورك، التركيز على الخلافات التى شهدتها العلاقة بين والدة بيل كلينتون وجدته بدلا من الحديث عن تعرضه لانتهاكات بشكل صريح. فى كتابها تكشف لوسيندا عن تعليقات هيلارى بشأن فرجينيا كيلى والدة بيل، حيث وصفت هيلارى حماتها بأنها كانت شخصية غريبة. تقول هيلارى عن فرجينيا إنها عندما كانت متزوجة من روجر كلينتون زوجها الثانى الذى منح ابنها بيل اسمه، كانت تنتهك ابنها بطريقة لا يمكن وصفها، مع العلم أن زوجها روجر كان هو الآخر مدمنًا للكحوليات واعتاد الاعتداء عليها وعلى ابنهما روجر الابن وكذلك على بيل. تقول هيلارى: إن والدة بيل اعتادت الاعتداء عليه، وعندما تقوم الأم بمثل هذا الأمر فإنه يؤثر على الابن طوال حياته.
لم تحدد هيلارى طبيعة الاعتداءات التى تعرض لها زوجها على يد والدته ولكنها تؤكد أنها كانت سببًا فى عدم إخلاصه لها وتعدد علاقاته العاطفية. وتقول الكاتبة لوسيندا: إن هيلارى رفضت منحها أى تفاصيل عن شكل هذه الاعتداءات أو التعمق فى تفاصيل هذه الانتهاكات. فى الحوار الذى تكشف عنه لوسيندا فى كتابها، قالت هيلارى: «لن أدخل فى تفاصيل هذا الموضوع، ولكن سأقول إنه عندما يحدث مثل هذا الأمر لطفل فإنه يترك جرحًا بهذا الطفل»، وأضافت هيلارى: عندما يتعرض الطفل لمثل هذه التجربة يظل يبحث فى كل الأماكن الخاطئة عن والدته التى أساءت له.
قالت هيلارى إنه تعرض للانتهاك عندما كان طفلاً صغيرًا لم يتجاوز الرابعة ولم يكن قادرًا على الحديث عن الأمر. أضافت هيلارى إنه كان هناك خلافات شديدة وصراع رهيب بين والدة بيل وجدته، وأشارت إلى أن أحد الأطباء النفسيين أكد لها أنه بالنسبة للصبى الصغير فإن التواجد فى وسط صراع بين امرأتين هو بمثابة أسوأ وضع ممكن، سيكون لدى الطفل رغبة دائمة فى إرضاء كل منهما. وعندما سألتها لوسيندا إذا كانت على علم بتلك الإساءات التى تعرض لها بيل قبل الزواج منه؟ هزت هيلارى رأسها مشيرة أنها لم تكن تعلم هذه الحقيقة.
الكتاب الجديد الذى يحمل عنوان (الخلود: الحب، مورجانثو وأنا)، ويتضمن كل تفاصيل هذا الحوار الذى فضلت لوسيندا فرانكس عدم نشره بجميع تفاصيله حتى لا تزيد اشتعال الموقت الذى كان بالفعل ساخنًا حول بيل كلينتون على آثار فضيحة علاقته بمونيكا لوينسكى. من جانبها أكدت تينا براون مالكة مجلة (توك) أنها عرفت لأول مرة تفاصيل الانتهاكات التى تعرض لها بيل عندما بدأت التسريبات من كتاب لوسيندا فى الظهور على صفحات الجرائد، وأضافت: إن لوسيندا لم تتحدث معها من قبل عن قيامها بعدم نشر أجزاء من حوارها مع هيلارى فى ذلك الوقت. وفى تصريح لمحطة سى إن إن، أكدت تينا أنها كانت تتمنى أن تعرف مثل هذه الأخبار والتى كانت ستصنع لمجلتها قصة إخبارية كبيرة. فى الكتاب تقول هاسيندا إن الانتهاك كلمة واسعة تشير للكثير من الأفكار والسلوكيات، بعضها أكثر قسوة من البعض الآخر، وتضيف إنها لم تنشر هذا الكلام لأنه كان حديثًا مع هيلارى وليس مذكرات لبيل كلينتون صاحب القصة الكاملة. فى هذا الإطار فضلت لوسيندا أن يتعرض الحوار الذى نشرته إلى الأجواء العامة لطفولة بيل كلينتون البائسة دون التطرق للحديث بالتفصيل عن تعرضه لاعتداء من قبل والدته، وأضافت إنها لم تندم على هذا الخيار الذى اتخذته.
كانت طفولة بيل كلينتون البائسة قد عرفت طريقها لصحافة العالم من قبل ولكن دون التطرق لقضية تعرضه لاعتداءات من قبل والدته، وتبدأ قصة هذه الطفولة مع فرجينيا كيلى الأم التى كانت تعمل كممرضة تخدير. كانت فرجينيا الأبنة الوحيدة لإلدريدج كاسيدى الذى كان يملك محل بقالة وإيدث كاسيدى التى كان تعمل كممرضة تخدير، المهنة التى ورثتها ابنتها، أثناء فترة الدراسة الثانوية عملت فرجينيا كنادلة فى مطعم محلي، وبعد التخرج انتقلت إلى لويزيانا من أجل دراسة التمريض مثل والدتها. فى تلك الأثناء التقت زوجها الأول ويليام جيفرسون الذى تزوجته قبل أن يسافر للمشاركة فى الحرب العالمية الثانية. بعد انتهاء فترة تدريبها كممرضة، عادت فرجينيا إلى منزل عائلتها فى أركنساس وفى نفس الوقت انتهت خدمة زوجها فى الجيش، وقبل ثلاثة شهور من إنجابها لبيل لقى ويليام حتفه فى حادثة سيارة.
بعد رحيل زوجها و إنجابها طفلها الوحيد عام 1946، غادرت فرجينيا منزل عائلتها بعد أن تركت بيل فى رعاية والدتها، ولمدة ثلاث سنوات لم تلعب أى دور فى تربيته. عندما عادت إلى لويزيانا، تزوجت من روجر كلينتون، على الرغم من معارضة والديها. روجر الذى كان يعمل فى مجال بيع السيارات كان مدمنًا للكحوليات واعتاد الاعتداء على أفراد أسرته. لم يتبن روجر ابن زوجته الأول ولكن بيل فى عام 1962 قرر أن يحمل اسم زوج والدته كلينتون. فى عام 1962، وقع الطلاق بين روجر وزوجته فرجينيا، لكنهما تزوجا مرة أخرى بعد ثلاثة شهور دون رغبة من كلينتون الذى قال لوالدته إنها ترتكب أكبر خطأ فى حياتها.