أظافر الإنسان قديما في العصور الحجرية وما قبلها كانت وسيلة لتساعده على الصيد و التسلق و التأقلم مع بيئته الصعبة. شيئا فشيئا تغيرت هذه البيئة لتصبح أكثر مدنية و راحة. و تغير تكُيف الإنسان معها سواء بشكله أو بطريقة إهتمامه بمظهره. ولكن كيف وصل إلى مرحلة طلاء الأظافر بألوان مختلفة كجزء من الموضة و الجمال. يرجع ذلك مثله كمثل أي ظاهرة إنسانية إلى مراحل عديدة تتطور بها العادات على مر الأزمنة. -3200 قبل الميلاد، بابل أُستخدم طلاء الأظافر لأول مرة في التاريخ في بابل القديمة. إذ إستخدمه الذكر البابلي من جميع الطبقات الإجتماعية، و بدلا من استخدام الحناء كما كانت الحال في الهند استخدم الكحل. وكان لون الأظافر التي يصبغ بها الذكر أظافره دليلا على الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها، فالحكل الأسود كان يدل على إنتماء الرجل إلى الطبقات العليا والكحل الأخضر كان دليلا على إنتمائه إلى الطبقات الدنيا. - 3000 قبل الميلاد، الصين / مصر استخدم الصينيون لون الأظافر بمثابة وسلية لتمييز الدرجة والسلالة. وكان الطلاء يصنع من بياض البيض، وشمع العسل والصمغ العربي وبتلات الزهور. ثم كان يتم نقع الأظافر في هذا الخليط لساعات طويلة للوصول إلى التأثير المرغوب. و كانت هذه العملية حكرا على الطبقات العليا من السلالة الحاكمة. في نفس الفترة التاريخية تقريبا مثل الصينيين، بدأت نساء قدماء المصريين بطلاء أظافرهن بالحناء. ولكن، خلافا للصينيين، سمح للناس من جميع الطبقات بتجميل أظافرهم. و مثل الرجل البابلي اُستخدمت الألوان للتمييز بين الطبقات. إذ كانت الطبقات الدنيا تصبغ أظافرها بالألوان الشاحبة بينما إستخدمت الطبقات العليا درجات من اللون الأحمر. ويقال إن نفرتيتي كانت تطلي أظافرها بلون حجر الروبي، في حين كانت كليوباترا تستخدم لون الدم الأحمر. - 1800، بريطانيا كان النقاء والنظافة هو "الموضة" الأكثر رواجا خلال العصر الفيكتوري، إذ كانت الأظافر النظيفة تعتبر أمرا لا بد منه. أما التلوين فكان بسيط جدا مستخدمين زيت الورد لطلاء الأظافر بعد تنظيفها و تنميقها بلون من درجات الأحمر. - 1920، فرنسا مستوحيا من طلاء السيارات ذات اللمعان العالي، قام فنان الماكياج "ميشيل مينار" بتطوير هذا الطلاء ليصبح صالحا للإستخدام على الأظافر، مما أدى إلى إضافة المظهر اللامع لطلاء الأظافر كما نراه اليوم. و كانت الموضة في تلك الفترة هي طلاء الاظافر فقط من النصف و ترك الاطراف الهلالية خالية. - 1932، أمريكا الشركة التي عمل بها فنان المكياج "مينار" مطورا طلاء الأظافر من طلاء السيارات، تطورت في نهاية المطاف الى شركة التجميل ريفلون "Revlon". بدأت الشركة المنتجة تصنع مجموعة متنوعة من الألوان التي تم بيعها في الصيدليات والمتاجر خلال فترة الكساد الكبير. ثم توسعت الشركة لتشمل خط من مستحضرات التجميل منذ بداية الحرب العالمية الثانية لتشمل أحمر الشفاه ومواد الماكياج الأخرى. - 1940، أمريكا مع تطوير مادة ال “تكنيكولور” التي تدخل بتصنيع طلاء الأظافر وبمساعدة من نجمات هوليود، أصبحت الأظافر المنمقة والملونة من آخر صيحات الموضة خلال 1940. و برز اللون الأحمر في هوليوود. و من هنا بدأ الرواج الكبير لطلاء الأظافر وكانت الأظافر الحمراء الأكثر شهرة في ذلك الوقت. - 1976، فرنسا ظهر ما يسمى ب “المانيكير الفرنسي - French manicure” لاول مرة على منصات عروض الأزياء في باريس، و لقي نجاحا فوريا. تم إنشاء هذا المظهر البسيط بفضل "Jeff Pink" مؤسس شركة أورلي ORLY. و الذي أراد إنشاء نمط أكثر واقعية و بساطة. - منتصف 1970- 1990، المملكة المتحدة / أمريكا تاهت في تلك الفترة قليلا الخطوط الفاصلة بين استعمال الجنسين لطلاء الأظافر في تلك الفترة. حيث أخذ الإناث و الذكور من مستعمين و مؤديين موسيقى الروك المنتشرة في تلك الفترة بطلاء اظافرهم باللون الأسود تمثيلا للنوع الموسيقي الذي أخذ يأخذ رواجا عاليا. - 1994، أمريكا سرقت "أوما ثورمان" الأضواء على الشاشة عندما إستخدمت اللون الأحمر المميز من شانيل في الفيلم الكلاسيكي "Pulp Fiction". وسرعان ما أصبح هذا اللون من أكثر منتجات شانيل طلبا في تاريخ بيوت الموضة، وبمجرد أن أصبح درجة اللون الذي إستخدمته أوما والذي ظهر على الملصق الخاص بالفيلم متاحا للجمهور طارعن رفوف المحال سريعا. - اليوم، في جميع أنحاء العالم أصبح لفن الأظافر نوعا خاصا من إتجاهات الموضة التي تتابع إختلافها بحسب المواسم. كما أصبح الرسم على الأظافر متاحا مع عدد لا نهائي من التصاميم المعقدة. وأصبحت المواد المستخدمة لصنعه تتيح له البقاء لمدة من يومين الى ثلاثة أسابيع (الجيليش). و آخر الإختراعات في هذا المجال كان طلاء الأظافر الذي يسمح للظفر تحته بالتنفس والذي بدأ يلقى رواجا في البلاد العربية خاصة.