نقلت صحيفة ألمانية امس عن مصادر أميركية استخباراتية تأكيدها وجود اكثر من عشرة مخبرين يعملون في اربع وزارات ألمانية لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي اي ايه). وجاء في صحيفة (بيلد ام زونتاغ) في عددها امس أن اكثر من عشرة موظفين في وزارات الدفاع والاقتصاد والداخلية والتعاون الاقتصادي يعملون منذ سنوات لصالح وكالة (سي اي ايه) وان اللقاءات بين المخبرين والجهات الأميركية توقفت بسبب الضجة التي احدثتها فضيحة التجسس في الاوساط الحكومية والحزبية والشعبية الألمانية.
وأضافت الصحيفة ان «الضجة التي تعيشها الاوساط الحكومية الألمانية دفعت الجهات الأميركية المختصة الى بحث نقل انشطة مخابراتها من ألمانيا الى سفارتيها في وارسو في پولندا وبراغ في التشيك».
وكانت النيابة العامة الألمانية اعلنت الاسبوع الماضي عن طلب وزارة الخارجية الألمانية من منسق المخابرات الأميركية في ألمانيا بمغادرة الاراضي الألمانية.
كما اعتقلت السلطات الألمانية مخبرين الاول عمل في وزارة الدفاع الألمانية والثاني في الشعبة الخارجية للمخابرات الألمانية (بي ان دي) لصالح المخابرات الأميركية.
وعزت وزارة الخارجية الألمانية قرار مطالبة منسق المخابرات الأميركية بمغادرة اراضيها واعتقال المخبرين الى توسيع السلطات الأميركية المختصة انشطتها في ألمانيا ومنذ اكثر من عام والتي شملت التنصت على عشرات ملايين البيانات للمواطنين الألمان والتي لم يسلم منها حتى الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
في غضون ذلك اعلنت وزارة الخارجية الألمانية ان وزير الخارجية الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير سيلتقي على هامش مباحثات الملف النووي الايراني في فيينا اليوم نظيره الأميركي جون كيري من اجل بحث تطورات قضية التجسس.
وشملت ردود افعال المسؤولين الألمان على فضيحة التجسس الأميركي تصريحات غير مسبوقة للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي اعتبرت في مقابلة حصرية مع القناة التلفزيونية الألمانية الثانية (زي دي اف) الليلة الماضية ان «اسس الثقة في العلاقات بين بلادها والولايات المتحدة مهزوزة».
وأعربت عن شكوكها في توقف المخابرات الأميركية عن ممارسة انشطتها على الاراضي الألمانية قائلة «ليس بالبساطة اقناع الأميركيين بإيقاف انشطة مخابراتهم في بلادنا الامر الذي يتطلب منا ان نوضح للأميركيين مكامن الفروقات في وجهات النظر بيننا وبينهم».
وأضافت ميركل «من وجهة نظر المصالح الألمانية لا يمكن الحديث عن تعاون بين شركاء في هذه الظروف ولكننا نريد هذا التعاون الامر الذي يتطلب عدم تجسسنا على بعضنا بعضا».
من جانبه حذر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في تصريح للصحيفة (بيلد ام زونتاغ) من زعزعة الثقة بين اوروبا والولايات المتحدة قائلا «يجب علينا ان نقول الآن لأصدقائنا الأميركيين ان الاصدقاء يصغون لبعضهم بعضا بدلا من التجسس على بعضهم البعض».
واتهم يونكر الحكومات الاوروبية بالتقصير قائلا «نحن نعاني من مشكلة ديموقراطية حقيقية ادت الى فقدان الحكومات سيطرتها على اجهزة مخابراتها التي لا تستطيع ممارسة نشاطاتها كما تريد دون تحمل مسؤولياتها تجاه حكوماتها».