اليوم.. الأوقاف تفتتح 20 مسجداً جديداً بالمحافظات    «بعد الارتفاع العالمي الجديد».. أسعار الذهب اليوم الجمعة 30-5-2025 وعيار 21 الآن    قرصنة هاتف كبيرة موظفي البيت الأبيض و"انتحال شخصيتها"    ترامب يأمر بوقف التنسيق العسكري مع إسرائيل بشأن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية    «مكتب شكاوى المرأة».. مأساة «سمر» تتحول لقصة فيلم مُلهم لضحايا العنف    العجالي قائم ب 190 جنيها.. أسعار الأضاحي 2025 في أسواق الشرقية    «الجينوم الرياضي».. أولى الخطوات العلمية والعملية نحو مربع الدول العظمى    فوائد الزنجبيل، لتقوية المناعة وصحة الدماغ وجمال البشرة    "قبل ريفيرو".. ماذا قدم المدربين الإسبان مع النادي الأهلي؟    إنييستا: إنريكي موهوب.. وإنتر يمتلك لاعبين كبار    «قرار الأهلي».. رد مفاجئ من سيد عبدالحفيظ على مزاعم بيع زيزو    مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 الترم الثاني بالاسم في جميع المحافظات .. الروابط الرسمية للاستعلام الآن    هيشتغل إلى 2.30 صباحا، تعديل تشغيل قطار العاصمة الكهربائي اليوم بسبب حفل ضخم بالنهر الأخضر    كان نايم.. مصرع شاب دهسًا بسيارة والده في العاشر من رمضان    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    إمام عاشور يوجه رسالة ل حسام حسن    ياسر إبراهيم يسخر من احتفالات بيراميدز بالدوري    نجاحات متعددة.. قفزات مصرية في المؤشرات العالمية للاقتصاد والتنمية    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    مصرع تلميذ صعقاً بالكهرباء أثناء تشغيله التليفزيون بمنزله في سوهاج    ترامب: يجب تمكين الرئيس من حماية الاقتصاد الأمريكي    الحوثيون يعلنون مهاجمة مطار بن جوريون وسط إسرائيل بصاروخ فرط صوتي    بعد إمام عاشور.. (3) لاعبين ينتظرون عفو حسام حسن    «بنتلي» تشوق لنسخة جديدة من بنتايجا عالية الأداء مع وضع الانجراف    ترامب: يسعدني ترشيح بول إنجراسيا لرئاسة مكتب المستشار الخاص في الولايات المتحدة    أوروبا تضغط على إسرائيل لوقف مجازر غزة    إمام عاشور: زيزو هنأني بعد الفوز بالدوري.. وهذه رسالتي لميسي قبل كأس العالم للأندية    أسامة كمال: 600 يوم من الإجرام الإسرائيلي وغزة لا تزال تتنفس وتكتب التاريخ بالدم    روسيا تتهم حليفتها صربيا بالخيانة لتوريدها الأسلحة إلى أوكرانيا    بالأسماء، وزير البترول يصدر حركة تكليفات وتنقلات لبعض رؤساء شركات القطاع    حزب "الجبهة الوطنية" يطلق مؤتمرًا موسعًا لريادة الأعمال في بورسعيد    مصرع شاب في انقلاب سيارة على طريق أسيوط – الوادي الجديد    «الأرصاد» تكشف عن طقس اليوم الجمعة.. والعظمى في القاهرة 32    ديوان عام محافظة الجيزة يعلن توفر عدد من الوظائف    ريا أبي راشد: مسرحية «ريا وسكينة» سبب تسميتي بهذا الاسم (فيديو)    20 صورة ومعلومة عن الفنانة هايدي رفعت بعد خطوبتها    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    موعد أذان الفجر اليوم الجمعة ثالث أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن    4 أبراج «بيحبوا السيطرة».. قياديون يتمتعون بالكاريزما لكن ثقتهم الزائدة قد تتحول لغرور    والدة إبراهيم شيكا: "عايزة كل قرش في ورث ابني ومراته بصمته في المستشفى"    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 30 مايو 2025    "مصر الخير" تطلق جائزة ريادة العطاء 2025 لمحور المياه النظيفة    ضبط 3431 أسطوانة غاز و1000 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرة    مصرع شخص وإصابة آخرين فى حادث تصادم بالحوامدية    الإمساك.. الأسباب الشائعة وطرق العلاج بوصفات طبيعية    تجاهل تنظيف منطقة في الأذن قد يعرض حياتك للخطر.. تحذير خاص لأصحاب «النظّارات»    متحدث الأوقاف: صكوك الأضاحى بدأ فى 2015 ووصلنا إلى 10 ملايين أسرة    وكيل أوقاف الفيوم يشهد فعاليات كتاب مسجد على مفتاح.. صور    وزير الأشغال العامة الفلسطينى: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خير الأعمال في رمضان
نشر في الفجر يوم 07 - 07 - 2014

هذه بعض الأعمال الفاضلة التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في فعلها في هذه الليالي المباركة نسأل الله أن يعننا وإياك على أداءها ومن هذه الأعمال:

أولاً - الصوم

قال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).. [أخرجه البخاري ومسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).. [أخرجه البخاري ومسلم].

لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).. [أخرجه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم)... [أخرجه البخاري ومسلم].

فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن صومك ويوم فطرك سواء.

ثانياً - القيام

قال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه)... [أخرجه البخاري ومسلم].

وقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}... [الفرقان 63 64].

وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قالت عائشة: رضي الله عنها: لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة، الصلاة .. ويتلو هذه الآية: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.. [طه الآية 132].

وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}... [الزمر الآية 9].



قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.

وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.

وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين يعني بمئات الآيات حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.

تنبيه: ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)... [رواه أهل السنن].

ثالثاً - الصدقة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة في رمضان)... [أخرجه الترمذي عن أنس].

روى زيد بن أسلم عن أبيه، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال فجئت بنصف مالي قال: فقال لي رسول الله: (ما أبقيت لأهلك). قال: فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك) قال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.

فيا أخي:

للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها:

أ إطعام الطعام:

قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}... [الإنسان 8 12].

فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم).. [رواه الترمذي بسند حسن].

وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل !!

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن وابن المبارك.

قال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.

وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا) كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

ب تفطير الصائمين:

قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني. وفي حديث سلمان: (ومن فطر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة).

رابعاً - قراءة القرآن

سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح :

كثرة قراءة القران

شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه، يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن كل ليلتين في رمضان، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

قال ابن رجب: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان.

البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعة

لم يكن هدي السلف هذ القرآن هذ الشعر دون تدبر وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب.

ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي. فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان).

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله).

خامساً - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس

كان النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الغداة أي الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.. [أخرجه مسلم].

وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)... [صححه الألباني]. هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان؟

فيا أخي.. رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل والاقتداء بالصالحين، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة.

سادساً - الاعتكاف

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً.. [أخرجه البخاري].

فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات ؛ من التلاوة، والصلاة، والذكر، والدعاء، وغيرها.

وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته، وهو يسير على من يسره الله عليه، فمن تسلح بالنية الصالحة، والعزيمة الصادقة، أعانه الله.

واكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر، وهو الخلوة الشرعية، فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له هم سوى الله و ما يرضيه عنه.

ونظراً لأن الكثير من الناس اليوم يجهل أحكام الاعتكاف فإنني أقدم هذه المعلومات المبسطة عن الاعتكاف.

تعريف الاعتكاف:

في اللغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه.

وفي الشرع: لزوم المسجد والإقامة فيه من شخص مخصوص بنية التقرب إلى الله تعالى.

حكمة التشريع في الاعتكاف:

قال ابن القيم رحمه اله مبيناً بعض الحكم من الاعتكاف ما نصه (لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى، متوقفاً على جمعيته على الله، ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى؛ فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى، وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام؛ مما يزيده شعثاً ويشتته في كل واد، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى أو يضعفه، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوف القلب على الله تعالى، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده، بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطرا ته فيستولي عليه بدلها ...).

حكم الاعتكاف:

الاعتكاف قربة وطاعة وفعله سنة، وهو في رمضان آكد و آكده في العشر الأخيرة منه لكنه يجب بالنذر. ودليل ذلك ما يلي:

1 قوله تعالى: {طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ}.

2 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً).. [رواه البخاري].

3 عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعتكف في كل رمضان فإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه...).. [متفق عليه].

4 وعنها رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده).. [متفق عليه].

5 أما وجوبه بالنذر فلقوله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه).. [متفق عليه].

ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام. قال: (أوف بنذرك).

شروط الاعتكاف:

1 2 3 الإسلام والعقل والتميز. 4 النية. 5 المسجد. 6 الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس.

ما يستحب للمعتكف:

1 الإكثار من الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن.

2 اجتناب ما لا يعنيه من الأقوال فيجتنب الجدال والمراء والسباب ونحو ذلك.

3 أن يلزم مكاناً من المسجد لما ثبت في صحيح مسلم عن نافع قال: (وقد أراني عبد الله يعني ابن عمر المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد).

ما يباح للمعتكف:

1 الخروج لحاجه التي لابد منها ك لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً و لا يشهد جنازة و لا يمس امرأة و لا يباشرها و لا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه) [رواه أبو داود وقال الحافظ: ولا بأس برجاله].

2 وله أن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه مع المحافظة على نظافته وصيانته.

3 الكلام المباح لحاجته أو محادثة غيره.

4 ترجيل شعره وتقليم أظافره وتنظيف بدنه ولبس احسن الثياب والتطيب بالطيب، فعن عائشة رضي عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون معتكفا في المسجد فيناولني رأسه من خلل الحجرة فأغسل رأسه) وفي رواية (فأرجله) [متفق عليه].

5 خروجه من معتكفه لتوديع أهله لحديث صفية أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.

ما يكره للمعتكف:

1 البيع والشراء

2 الكلام بما فيه إثم

3 الصمت عن الكلام مطلقاً إن اعتقده عباده.

مبطلات الاعتكاف:

1 الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا ولو قل.

2 الجماع.

3 ذهاب العقل بجنون أو سكر.

4 الردة أعاذنا الله منها.

5 الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة لفوات شرط الطهارة.

وقت دخول المعتكف المسجد والخروج منه:

متى دخل المعتكف المسجد ونوى التقرب إلى الله بالمكث فيه صار معتكفاً حتى يخرج، فإن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس آخر يوم من الشهر.

تنبيهات:

1 من شرع في الاعتكاف متطوعاً ثم قطعه استحب له قضاؤه؛ لفعله صلى الله عليه وسلم حيث قضاه في شوال. أما من نذر أن يعتكف ثم شرع فيه وأفسده وجب عليه قضاؤه.

2 للمرأة الاعتكاف في المسجد إن أمنت الفتنة و بشرط أذن زوجها فإن اعتكفت بغير إذنه فله إخراجها؛ والأحكام المتعلقة بالاعتكاف بالنسبة للمرأة كالرجل إلا إذا حاضت بطل اعتكافها فإن طهرت عادت فأكملته. ويسن استتار المعتكفة بخباء في مكان لا يصلي فيه الرجال.

3 من نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لم يجز له الاعتكاف في غيره. وإن نذره في المسجد النبوي وجب عليه الاعتكاف فيه أو في المسجد الحرام. وإن نذره في المسجد الأقصى وجب عليه الاعتكاف في أحد هذه المساجد الثلاثة.

وأخيراً:

أخي المسلم ... بادر بإحياء هذه السنة ونشرها بين أهلك وأقاربك وبين إخوانك وزملائك وفي مجتمعك، لعل الله أن يكتب لك أجرها وأجر من عمل بها.

فقد أخرج الترمذي وحسنه من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث: اعلم، قال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا).

إضافة إلى ما في سنة الاعتكاف من الفوائد في تربية النفس وترويضها على طاعة الله عز وجل، فما أحوج المسلمين عامة والدعاة منهم خاصة إلى القيام بهذه السنة.

سابعاً - العمرة في رمضان

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة)... [أخرجه البخاري و مسلم].

وفي رواية: (حجة معي). فهنيئا لك يا أخي بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ثامناً - تحري ليلة القدر

قال الله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.. [القدر الآيات 13].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).. [أخرجه البخاري ومسلم].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر. وفي المسند عن عبادة مرفوعا: (من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).

وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها.

فيا من أضاع عمره في لا شيء، استدرك ما فاتك في ليلة القدر، فإنها تحسب من العمر، والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها، من حرم خيرها فقد حرم.

وهي في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه أحرى، وأرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه: (والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين)..

وكان أبي يحلف على ذلك ويقول: (بالآية والعلامة التي اخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال :قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).

تاسعاً - الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار

أخي الكريم .. أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها:

1 عند الإفطار، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.

2 ثلث الليل الآخر. حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول: (هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له).

3 الاستغفار بالأسحار: قال تعالى: {وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.

4 تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.

عاشراً - صلة الرحم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من سره أن يبسط في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه) ومعنى ينسأ أي يؤخر [رواه البخاري].

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلة الرحم تزيد في العمر) حسنه المناوي في فيض القدير وصححه الألباني في صحيح الجامع.

إن صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها. فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم، وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات. ولهذا دأب الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم. أما في وقتنا المعاصر فرغم توفر مختلف وسائل النقل والاتصال إلا أنه لا يزال هناك تقصير في صلة الرحم، إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو بالسلام.

روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) [حسنه الألباني في صحيح الجامع]. فحري بك أخي المسلم في هذا الشهر الكريم أن تصل رحمك فإن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.