كتب ه.أ. هيلاير أن كثيرين في مصر وقعوا في ما سماه الاختيار الزائف بين الجيش والإخوان المسلمين، وأن نشطاء ثوريين لا يزالون يقاتلون من أجل بديل ثالث. وفي مقال على موقع صحيفة الجارديان، قال هيلاير -الخبير بالشؤون الإسلامية والعربية وزميل معهد بروكنجز- إنه كان في مصر قبل عام يتابع الاحتجاجات ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي، وإنه طالما انتقده بشدة، وكان قلقا عند عزل الجيش لمرسي بشأن رد فعل أنصاره، وكيف ستتصرف الدولة تجاههم.
ويقول الكاتب نقلا عن أصوات مصرية التابع لرويترز، إن كثيرين من معسكر الثورة كانوا يدعون لوضع نهاية الحكم العسكري عام 2011 و2012، تبدلت اتجاهاتهم، "السؤال الذي يوجهه كثير من الناس خارج مصر؛ ما الذي حدث لهؤلاء الثوريين الليبراليين، ولماذا أصبحوا يقودون الهتاف من أجل تعليق الديمقراطية وتأييد قمع المعارضة بعد عزل مرسي؟."
ويضيف "أنا أعرف بعضهم، ولا يمكنني الحديث عن دوافعهم، لكن ليبراليتهم الزائفة ترتبط كثيرا بنمط حياتهم أكثر من ارتباطها بأيديولوجية سياسية...لكنهم لم يكونوا أبدا ممثلين لقلب الحركة الثورية".
ويقول إن المنتمين لهذا القلب يستعيدون بألم الكيفية التي دفعوا بها إلى الهامش، "منذ إسقاط مبارك عام 2011، كان الثوار محاصرين بين مؤسسات الدولة من ناحية ومن بينها الجيش، واليمين الديني الإسلامي متمثلا في جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها، من ناحية أخرى".
ويضيف أن كثيرين منهم طالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة، ومن بينهم عمرو حمزاوي، الذي يصفه بأنه واحد من ساسة قليلين ليبراليين عن حق، وعبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني السابق الذي يصفه بأنه يميل لليسار.
ويقول الكاتب إن كثيرين ممن أيدوا احتجاجات 30 يونيو 2013 "كانوا يصرون على ألا تسمح المظاهرات بعودة أتباع مبارك أو حكم الجيش، لكنهم كانوا أقلية، وربما يعتبرون سذجا، لكن أيضا لا يمكن اعتبارهم من مكنوا لتدخل الجيش وهم من عملوا ضد تدخله".
ويضيف أن معسكر الثورة "محدود العدد والنفوذ، ولم تكن لديه القوة ليحدد النتيجة النهائية للاحتجاجات، وللأسف، لا يزال فاقدا للقدرة في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد بديلا إيجابيا عن اليمين الديني والاستبداد الجديد".
ويقول الكاتب إن منظمات الحقوق المدنية، وصحافة مستقلة "تستمر في تقديم رواية متوازنة للأحداث، كاشفة عن تجاوزات الدولة والقمع السياسي، وأيضا معارضة للخطاب الطائفي والتحريض على العنف من قبل جماعات إسلامية مختلفة، وبسبب هذا تصف السلطات معسكر الثورة بالطابور الخامس، في الوقت الذي يصفه أنصار مرسي بأنه موال للجيش".
ويضيف أن الكتلة الأساسية من الثوار لا تزال قادرة على التحمل وواعية بأن الطريق طويل أمامها، "معسكر الثورة لم يستسلم بعد".