كتب جريج كارلستورم أن مهمة قائد الجيش عبد الفتاح السيسي حال ترشحه وفوزه بالرئاسة ستكون صعبة ، قائلا إنه لن يواجه فقط معارضة أنصار الرئيس المعزول مرسي أو تهديد الإرهاب، ولكنه سيرث كذلك دولة تفيض بمشاكل اقتصادية واجتماعية أكثر تجذرا مما واجهه أي من الحكام السابقين. وأضاف الكاتب، في مقاله على موقع مجلة الفورين بوليسي، أن سيطرة السيسي على السياسة المصرية تبدو أكبر عن ذي قبل، وأن ترقية عدلي منصور الرئيس المؤقت له لرتبة المشير إشارة رمزية ربما تنبئ باستقالته من الجيش، في الوقت الذي امتدحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسبب "استجابته لنداء الواجب"، وأصدر بيانا يقول بأنه "يقدر رغبة الشعب المصري في ترشح السيسي للرئاسة". ويقول الكاتب أن بيان المجلس لم يتطرق رسميا لاستقالة السيسي من الجيش، أو ترشحه للرئاسة، "إلا أنه من الصعب تأويله بسوى ذلك، وهو يأتي فقط بعد يومين من احتشاد عشرات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير للاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة التي أسقطت مبارك وإعلان تأييدهم لعسكري آخر أصبح زعيما وطنيا". ويرى الكاتب أن مصر -بعيدا عن المواقف السياسية الرسمية واستعراضات المظاهرات الضخمة- أكثر انقساما عن ذي قبل، مشيرا لمقتل 49 شخصا في احتجاجات معظمها لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي خارج ميدان التحرير، قمعتها قوات الأمن وأخرى نظمها نشطاء ليبراليون يعارضون كلا من جماعة الإخوان والجيش، بحسب موقع أصوات مصرية وينقل عن خالد فهمي –المؤرخ المصري- رأيه "قل ما تريد عن عبد الناصر، إلا أنه خاطب غرائز الناس النبيلة؛ أمالهم في مستقبل أفضل وفي العدالة الاجتماعية...لكن السيسي يخاطب غريزة أساسية، ليس فقط لدى لمصريين بل أي شعب؛ الخوف". ويشير الكاتب لتكرر هجمات "إرهابية" وقال إن عنفها "منح شعبية قوية للحكومة الحالية المدعومة من الجيش في بلد أضر بها كثيرا الاضطراب الذي استمر ثلاث سنوات منذ بدء الثورة". ولكنه ينقل عن ه. أ. هيلاير –زميل معهد بروكنجز- قوله إن الرغبة في الاستقرار "تدفع الناس لمنح الحكومة سلطة مطلقة، إلا أن عدم تحقق الاستقرار سيجعهلهم يتسائلون عما يحدث ويفقدون صبرهم". ويشير الكاتب لاحتجاجات أنصار جماعة الإخوان المسلمين شبه اليومية، ويقول إنها تسعى فيما يبدو لاستراتيجية انتحارية تزيد من عدم الاستقرار، وينقل عن هلاير قوله "يبدو أنها (الجماعة) تبني حساباتها على أن انهيار الدولة بسبب استراتيجيتها أمر جيد ...هذه الاستراتيجية غير مجدية بالمرة حيث لا يبدو أنه مع انهيار الدولة سيخرج الشعب من مخابئه ليرحب بعودة الإخوان". ويقول الكاتب إنه حال نجاح السيسي في السيطرة على الوضع الأمني، "سيظل عليه مواجهة التدهور الاقتصادي وتلبية تطلع المواطنين لحياة أفضل، في ظل معدل نمو منخفض بلغ 2% العام الماضي في بلد يزداد عدد سكانه بمقدار 2.6 مليون كل عام، ويعاني من ارتفاع نسبة البطالة والتضخم لمستويات عالية خلال الأعوام الماضية".