على موقع مجلة الفورين بوليسي، كتب ه. أ. هيلاير مستعرضا نتائج استطلاعات للرأي أظهرت انهيار شعبية محمد مرسي في الفترة السابقة على عزل الجيش له الذي يصفه البعض بالانقلاب بينما يرفض ذلك آخرون، وسط جدل بين مؤيديه ومعارضيه بشأن حجم حشودهما الجماهيرية في الشارع، وحديث كل طرف عن أنه يمثل الأغلبية الصامتة. ويشير هيلاير الخبير بالشؤون الإسلامية والعربية -زميل معهد بروكنجز- إلى نتائج استطلاعات رأي أجراها مركز "جالوب" ومجموعة من الأكاديميين وخبراء الاستطلاعات البارزين باسم "اتجاهات التحرير". ويقول إن استطلاع "اتجاهات التحرير"، الذي أجري في نهاية مايو وبداية يونيو الماضيين وقبل عزل الجيش لمرسي، أظهر أن 74% من المشاركين في الاستطلاع رأوا أن أداء مرسي كان سيئا خلال عام رئاسته، بعد أن كانت نسبة من توقعوا قبل عام أن يؤدي أداء جيدا هي 77%. وذكر أن نسبة من رأوا أداء مرسي أكثر سوءا بين من انتخبوه في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة كانت 53%. وأشار إلى أن نحو 60% حملوا جماعة الإخوان مسؤولية الاستقطاب في مصر، بينما حملها 20% للسلفيين و27% لجبهة الإنقاذ، ومن بين من انتخبوا مرسي في الجولة الأولى حمل 39% مسؤولية الاستقطاب لجماعة الإخوان. وكذلك أشار إلى أن 63% قالوا إن مستوى معيشتهم أصبح أكثر سوءا منذ انتخاب مرسي، بينما قال 12% إنه تحسن. وعرض الكاتب نتائج استطلاعات "جالوب" التي أظهرت قبل أسابيع من احتجاجات 30 يونيو أن 29% من المصريين لا يثقون في حكومتهم، وأنها النسبة الأقل في كل الاستطلاعات السابقة منذ ثورة يناير 2011. وقال إنها بينت تراجعا حادا في شعبية مرسي حيث رفض 69% أداء الرئيس بعد أن كان يستحسنه 63% في نوفمبر 2012، ووثق 19% فقط في حزبه (حزب الحرية والعدالة) بعد أن كانت النسبة 67% عام 2012. ويقول الكاتب إنه لا أحد يعلم مدى تأييد الجماهير ل(تولي الجيش السلطة)، وإن حجم الحشود الاحتجاجية من الجانبين (أنصار مرسي وأنصار الجيش) لا يمكن الأخذ به دون شك لمعرفة من يحوز تأييد الأغلبية في البلاد، وأن معظم المصريين لم يخرجوا للشارع على الإطلاق. ويشير الكاتب لاستطلاعات سابقة تبين أن الجيش يحوز ثقة واسعة تراوحت بين 88% بنهاية عام 2011 و93% في بدايته، وأنه في أبريل 2012 رأي 25% أن استمرار تدخل الجيش سياسيا بعد انتخابات الرئاسة شئ جيد، وربما ارتفعت هذه النسبة الآن. ويقول إنه دون بحث إضافي لايمكن افتراض أن معظم المصريين يؤيدون "انقلاب" الجيش بشكل حاسم. ويرى الكاتب أن هذه الأرقام رغم كل شئ تظهر أن أغلبية ملحوظة من المصريين خاب أملها بعد عام من حكم الرئيس مرسي وفي حكومة حزب الحرية والعدالة. ويتساءل هل يعني هذا أن المصريين رغبوا في سلطة الجيش كبديل؟، ويجيب بأنه على الرغم من درجة الثقة المرتفعة في الجيش كمؤسسة، تظل هذه الفرضية غير محسومة. ويضيف "بصرف النظر عن ذلك كله، يمكن التأكد أن تأييد المصريين المطلق لأي حكومة لا يمكن اعتباره أمرا مفروغا منه.