قال هيلاير الكاتب بمجلة الفورين بوليسي، واصفا توقعات سياسيين معارضين بتدخل الجيش المصري لإنهاء الاضطراب الحالي بالبلاد، بأنها غير واقعية بالمرة، ناهيك عن كونها أخلاقية. ويشير الخبير بالشؤون الإسلامية والعربية -زميل معهد بروكنجز- إلى قول البرادعي مؤخرا، في تصريحات ل بي بي سي، إن هناك "خطر اندلاع الفوضى وزعزعة الاستقرار في مصر إذا تمت الانتخابات، وإن الأمر قد يستدعي تدخل الجيش". ويقول الكاتب إن البر ادعي لم يكن يدعو لتدخل الجيش، بل كان يشير ببساطة لإمكانية حدوث ذلك كتطور طبيعي. ويقول إن هناك سيناريو معين يتردد بين قطاعات من النخبة السياسية المعارضة -وليس كلها أو معظمها- وهو أن "الجيش سيتدخل لإنقاذ البلاد، بعد أن قاد مرسي التحول الديمقراطي إلى الفوضى، ورغم أنه رئيس منتخب، إلا أنه فشل في أداء واجبه، وأن الكارثة الاقتصادية التي توشك مصر على الاصطدام بها ستكون العاقبة المنطقية لكل ذلك". ويضيف الكاتب أن هذا السيناريو يتوقع أن تبدي جماعة الإخوان بعض المقاومة في حال قيام الجيش بالتدخل، وأنها ستنسحب بسرعة حتى تضمن لنفسها موقعا في مستقبل مصر السياسي، أو ربما تتعرض لهجوم خاطف من الجيش فترتد إلى العمل السري، وتنتهي إلى الأبد "هذه التجربة المروعة لحكم الإسلاميين لمصر". ويتابع وصفه لذلك السيناريو قائلا إن الجيش المصري –مدركا لأخطائه في عهد المشير طنطاوي- سيكون أكثر حكمة هذه المرة، وسيعد المسرح لدستور جديد وانتخابات رئاسية جديدة قبل رحيله من المشهد، وإن المجتمع الدولي ربما سيحتج بالكلام، لكنه سيكون راضيا تماما بحلول معارضة تقود مصر للأمام محل نظام إسلامي لم يرغب أبدا في ظهوره. ويصف الكاتب ذلك السيناريو بأنه "مثير للاهتمام، إلا أنه غير واقعي بالمرة ناهيك عن كونه أخلاقيا". ويقول إن الجيش قد يتدخل فعلا، كما فعلها من قبل في عهد مبارك، إلا أن مرسي ليس مبارك، وقد تدخل الجيش حينها عندما كان واضحا أن أغلبية هائلة رغبت في رحيل مبارك، تظاهرت في احتجاجات ضخمة لملايين المصريين ولأسابيع مصممة على رحيله. ويرى "هايلر" أنه "لا يمكن قول نفس الأمر بالنسبة لمرسي، فرغم أنه يقينا فاقد للشعبية –ولأسباب وجيهة- إلا أن الغالبية العظمى من المصريين لم تبد أنها تريد له مواجهة نفس مصير مبارك". ويضيف أنه في حالة تدخل الجيش، لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن ذلك سيكون مجرد نزهة، "فسيكون من المستبعد ألا تلجأ جماعة الإخوان المسلمين لرد فعل عنيف، وهي تعيش لحظة وجودية تشعر فيها أنها توشك على امتلاك العالم". ويقول إن الجماعة قد تخسر في مواجهة قوتي الشرطة والجيش، ويرى أن ذلك سيكون "خيانة لثورة التحرير للأبد، لو رغب أي (ثوريين) في حمام الدم هذا من أجل إقصاء منافسيهم السياسيين". ويرى الكاتب أن تدخل الجيش –الذي مازال يحظى بشعبية واضحة- لن يضمن أن تكون فترة انتقالية جديدة أفضل من سابقتها، فالجيش "سيسعى لمصالحه الخاصة–بما فيها استقرار مصر- وكذلك تحصين استقلاله وإدارته الذاتية". ويضيف أن افتراض تمثيل المعارضة لبديل حقيقي -يمكنه تولى قيادة البلاد- ربما ينتهي لأن يكون محض أمنيات، فهي خارج السلطة ولا تطولها اتهامات كالتي توجه لجماعة الإخوان بالمسؤولية عن اضطراب البلاد. ويقول إن الأمر الحقيقي الوحيد (في ذلك السيناريو) هو أن المجتمع الدولي سيدع الأمور تكشف عن نفسها طالما ظلت مصر مستقرة، حيث أن سقوطها ليس خيارا مسموحا به بموجب اعتبارات سياسية واقتصادية وأمنية.