يسر يونس الطويل طفلة فى العقد الثالث من العمر وحيدة لابويها بعد ان مات شقيقها وهو في الخامسة أثناء إجراءه عملية تجميل فى وجهه
ويسر فقدت بصرها وعيناها شاخصتان ابد الدهر لا تغمضان وتحتاج جراحة لإعادة معالم وجهها فالانف معوج والعينين لا تغمضان والفم يميل لليسار ولكن جمال أخلاقها وتفوقها الدراسى وتماسكها كانوا كفيلين بأن تبكيك الكلمات التى خرجت منها فى رغبتها أن تكون مثل بقية بنات جيلها وأن يكف البشر عن الهمز واللمز والتعدى عليها بالأقوال الساخرة
ويذكر أن يسر هى الأولى على الكفيفات فى الشهادة الإعدادية بمجموع 96 % وتأمل فى أن تجرى لها عملية جراحية واحدة ناجحة بعد فشل 11عملية أجراها الأطباء لتجميل وجهها
قال الوالد يونس الطويل إنه أنفق كل مدخرات العمل فى المعمار على إبنته ولم يعد يملك شيئا ليعيد إلى إبنته البسمة ويحافظ على نسبة الإبصار الضعيفة لإبنته الصغيرة الوحيدة بعد موت شقيها أحمد بنفس المرض وبنفس الشكل.
فقد طاف كل المستشفيات وأجرى لها العديد من العمليات، ولأحد يسمع من المسئولين الذين يطالبهم بعلاج إبنته واجراء عملية لها حتى تعود إلى الحياة مثل بقية الفتيات .
كان قد كرم محافظ كفرالشيخ المستشار محمد عزت عجوة، يسر منذ يومين بمنحها جائزة مالية 500 جنيه دون أن يلتفت إليها وإلى وجهها المتحول وعيناها الشاخصتان وقلبها المنفطر حزناً على عدم رؤيتها من حولها او أن ترى المسئول الاول عن المحافظة وهو يسلمها الجائزة .
وقد قالت يسر بكلمات أفطرت القلب "انا عايزة أشوف الدنيا زى كل زمايلى وعايزة ابقى زى اى بنت وكمان عايزة أعرف أساعد ماما فى الأعمال المنزلية
يسر رفضت إرتداء النقاب ليس إعتراضاً عليه ولكن إعتراضاً على الهروب من نظرات الناس الجارحة وكلماتهم التى تخترق اذنيها كسهام ترتشق فى جسدها " وقالت " مش هخفى خلقة ربنا واللى يقول كلمة بياخد ذنب عليها وانا باخد من حسناته