يقيم مراقبوا، ملاحظو ومعاونوا الثانوية العامة الوافدين من مختلف ربوع مصر إلى محافظة بنى سويف للمراقبة على لجان الثانوية العامة داخل إستراحات يطلقون عليها سجون "جوانتاناموا" لما بها من تعذيب مقنن وعدم إحترام آدمية المعلم الذى هو بمثابة والد وعم وخال وشقيق كل منا وتلك الإقامة على مدار شهر فالجميع يعانى من سوء حالة الاسرة التى هى بمثابة مرتبة متهالكة موضوعه على منضدتان "تخته" متقابلتان بالإضافة الى عدم تواجد أماكن تخزين للملابس والاوراق الخاصة بكل منهم بجانب إنقضاض الحشرات عليهم بسبب النوافز المتهالكة ناهيك عن عدم وجود غرفه للطعام أو مطبخ للطهى ويحشر 280 ملاحظ داخل مدرستان بدورة مياة واحدة أو إثنتين لكل مدرسة وثلاجتان وبوتوجاز بدون غاز أو أنبوب ويتساءل هؤلاء الأفاضل أليس ما نقوم به من أعمال مراقبة فى الثانوية مهمة قومية ولا نستحق ما نتعرض له من إمتهان لآدميتنا داخل تلك الاستراحات ؟ .
والأدهى فى الأمر أن إستراحات القضاه ما زال عطرها يفوح فى بنى سويف بعد إنقضاء الإنتخابات الرئاسية بالمحافظة وكتب على هؤلاء المعلمين أن يحرموا من ريحها لأن القائمين على التعليم فى مصر لا يعلموا قيمه المعلم والإنسان فى نفس الوقت.
قام مراسل "الفجر" بزيارة مدرستا الهلال والزهراء المخصصتان كإستراحات للمراقبى الثانوية العامة ببنى سويف بعد أن طالت شكوى المعلمين المقيمين بها عنان السماء وأرجاء المكان وكان فى إستقبالنا مجموعة من الكلاب المنتشرة داخل المدرسة وبعدها وجدنا عنابر تشبة عنابر السجون حشرت بها الأسرة وعلقت على حوائطها الملابس وزين المكان ثلاجة صغيره مريضه وبوتوجاز بدون نار تجمع حولنا المعلمون .
وفى البداية أكد " م ع ع " أحد المراقبين المغتربين من محافظة الفيوم أن المدارس بصفة خاصة والمنشآت الحكومية بصفة عامة أنشأت من أجل غرض واحد وهو تعليم الأطفال أو قضاء مصالح الناس وليس للمبيت والمعيشة وأن هذا الأمر يستثنى فقط فى حالات الزلازل والنكبات بجانب الحروب واللاجئين ونحن فى مصر لسنا من هؤلاء أو هؤلاء لذا نطالب من رئيس مصر الجديد إعادة النظر فى موقف الوزارة المتعنت معنا وتوفير أماكن ملائمة للسكن طوال فترة المراقبة وصرف مبلغ مناسب كبدل لهذه المهمة الشاقة.
وأضاف " ح م أ " مراقب آخر من الفيوم أن النقابات والوزارة تستقطع مبالغ كبيرة من رواتبنا كل شهر فلماذا لا يخصص منها مبلغ لإقامة أماكن ملائمة للمبيت فى مثل هذه الحالات أو حتى تأجير غرف بالفنادق طيلة أيام المراقبة.
ويقول " ر م ع " مراقب مقيم بالفيوم قرأنا جميعا فى الصحف بيانات مديريات التربية والتعليم والوزارة من فوقهم بأن الاستراحات الخاصة بالمراقبين ستكون مثل الفنادق الخمسة نجوم وستقوم مديريات التربية والتعليم بتوفير المواصلات اللازمة لإنتقال المراقبين من والى الاستراحات وفوجئنا بأننا نعيش بعيدا عن النجوم داخل غرف مكتظة بالاسرة ولا تصلح للمدرس الذى يقوم بمهمة قومية وفق للخطابات التى وجهتها وزارة التربية والتعليم الينا التى كان من الافضل أن تقول إنها مهمة إنتحارية .
ويضيف "ر خ ر " مراقب من محافظة الفيوم نعيش داخل مدرسة الهلال المخصصة لإستراحة مراقبى الثانوية العامة من الرجال ببنى سويف بدورتان مياة فقط معدة للأطفال لتستوعب 140 ملاحظ ومراقب ونشرب الماء الساخن فى هذا الجو الحار فالثلاجة المتواجدة بالمدرسة مخصصة لكل 80 معلم وهى لا تكفى لحفظ الخبز بها فكل دور له ثلاجة أى أن لا تعمل ونعيش هنا حياة البادية ويأكل الناموس فى أجسادنا بسبب كسر الزجاج وعدم وجود مبيدات لقتل الحشرات وهو ما يؤثر علينا بالسلب أثناء آداء مهام العمل من مراقبة الطلاب وجمع وتوزيع أوراق الاسئلة والاجابة .
ويستطرد "م م م " مراقب من محافظة الفيوم قائلا بأن أى عمل أو مهمة تتبع مديريات الشباب والرياضة تقوم المديرية بإنزال الشباب أو العاملين بها فى فنادق اربع وخمسة نجوم وكذلك مهام رجال القضاء فى المراقبة على الإنتخابات على الرغم من أنهم تلامذه تخرجوا من تحت أيدينا بينما نعيش نحن طوال فترة المراقبة فى غرف لا تصلح لإقامة البشر وتخلوا من كل وسائل الحياة ونحصل على 6 جنيهات فقط فى اليوم كمصروف وبدل سفر وهو أمر مخزى فهذا المبلغ نركب به المواصلات الداخلية من اللجان الخاصة بالامتحانات الى مقر الاستراحة ونصرف من جيوبنا الخاصة طوال فترة الامتحانات .
ويؤكد " ر م س " مراقب مقيم بالفيوم جميع المراتب متهالكة ولا تصلح للنوم عليها وقامت ادارة المخازن بوضع تلك المراتب فوق مقاعد الطلاب " التختة " وهو ما يعرضنا للوقوع من فوقها أثناء النوم ونعيش هنا نطبح ونغسل بأيدينا بدون غرفه للطهو أو إستراحة لتناول الطعام والقراءه أو حتى مشاهده التلفاز بعيد المنال ولا تقوم الوزارة بتوفير ولو وجبه محترمة تصرف يوميا للمراقب كما نضطر لوضع ملابسنا فى الارض وعلى الحوائط بسبب عدم توافر الدواليب الخاصة بحفظ الملابس داخل غرف الاستراحات بالمحافظة .
ومن جانبها أكد وكيل وزارة التربية والتعليم ببنى سويف فى العديد من البيانات والتصريحات الصحفية بأن الاستراحات المخصصة للمراقبين على مستوى عالى جداً وانه يتابع بنفسه بصفة دورية الاستراحات ويعمل على توفير جميع إحتياجاتها