بالأسماء والوقائع التفصيلية: عملاء «المنظمات الأمريكية» الجدد.. فى مصر! تكليفات مباشرة ل«كانفاس» بإعادة ترميم حركة 6 إبريل.. حتى لو كلفها الأمر تدريب عناصر جديدة!
انفراد: المخابرات الأمريكية ومنظماتها الحقوقية تدرب نشطاء مصريين لإسقاط الرئيس القادم بنص المادة 161 من الدستور!
أن تنسلخ من «وطنيتك» لتتلقى «الوحى» على يد «نبى أمريكى»، فهذا شأنك.. لنا ديننا، ولك دين.. لنا مصر- وإن كرهتم- ولكم أن تضعوا فوق رءوسكم الطين.. لنا وطن، نعتز به، ولكم ما يشين.. فهذا اختياركم وما تؤمنون.. وهذه كعبتكم، التى لها تحجون.. لكن.. أن تظنوا أنكم فى مسعاكم سوف تفلحون، فأنتم- قطعاً- واهمون.. مغيبون.. لا تعلمون عن أى مصر تتحدثون!
أما كيف بدأت القصة، التى لم تنته فصولها بعد؟!
.. فهذا ما سيبدو أمامنا واضحاً، خلال السطور التالية.
1 - عقب تفجير القضية (رقم 1110 لسنة 2011م)، المعروفة إعلامياً ب«قضية التمويل الأجنبى»، كان أن بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى تغيير استراتيجيتها فى التعامل مع ملفى: «الجمعيات الحقوقية»، والحركات الاحتجاجية، فى مصر بشكل كبير.. عبر عدة مراحل، تستهدف- فى المقام الأول- البقاء خارج دائرة الرصد الأمنى، بما يُمكّن «واشنطن» من استقطاب العديد من العناصر الجديد- والحفاظ على عدد آخر من عناصرها القديمة- حتى يتسنى لآلهة «البيت الأبيض» تحريك الشارع من جديد!
.. وكانت هذه المراحل كالآتى:
أ- المرحلة الأولى:
الدفع بمنظمات أجنبية بديلة للمنظمات السابق إدانتها فى قضية التمويل الأجنبى: (المعهد الجمهورى الأمريكى- المعهد الديمقراطى الأمريكى- مؤسسة فريدوم هاووس)، للعمل داخل الساحة المصرية.. ووقع اختيار الإدارة الأمريكية- إذ ذاك- على مؤسستى: «إيركس»، و«فورد».
على أن تعمل تلك المنظمات مع عدد من المنظمات المتعاونة فى الداخل (نحو 88 منظمة) - منها ما يعمل تحت إشراف «جماعة الإخوان الإرهابية» وتنظيمها الدولى- لتنفيذ بعض المشروعات الحقوقية تحت مسمى «المشاركة السياسية».
ب- المرحلة الثانية:
تتولى مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية (MEBI)، التى يتبع مقرها «السفارة الأمريكية» بجاردن سيتى، عملية التمويل المباشر للمشروعات المطلوبة، دون تحويل الأموال عن طريق البنوك لتفادى عمليات الرصد.
ج- المرحلة الثالثة:
تتخذ المنظمات السابق إدانتها فى قضية التمويل الأجنبى: (المعهد الجمهورى الأمريكى- المعهد الديمقراطى الأمريكى- مؤسسة فريدم هاووس)، من كل من: (تركيا- قبرص- الأردن)، مراكز ثقل جديدة، لممارسة أنشطتها، فى استقطاب العناصر المصرية، عبر تنظيم دورات تدريبية، تحت مسمى (التغيير السلمى)- العديد من محاور التدريبات تتجاوز فى مضمونها فكرة السلمية المزعومة هذه- على أن تتوسع هذه المنظمات فى عمليات اختيار القطاعات المستهدفة التقليدية (شباب المنظمات الحقوقية والحركات الاحتجاجية)، لتشمل– كذلك –تكثيف التواجد الإخوانى، إلى جانب شباب الأحزاب السياسية، وبعض القطاعات «غير المسيسة»!
د- المرحلة الرابعة:
تكليف مركز «كانفاس– CANVAS»- الراعى الرسمى لحركة 6 إبريل! - الموصوف من المراقبين الأوروبيين ب (CIA Coup-College )، أو كلية الانقلابات التابعة للمخابرات الأمريكية، بوضع خطة جديدة للعمل داخل القاهرة، عبر منظمة «إيركس».. إلى جانب استئنافه– أى المركز- عمليات تدريب عدد من قيادات حركة 6 إبريل، مثل «محمد عادل»، و«سارة فؤاد» حول كيفية التعامل والمتغيرات السياسية الطارئة.
ه - المرحلة الخامسة:
ربط القطاعات الجديدة ب»أكاديمية التغيير» عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت».
.. فكيف خرجت– إذاً– هذه المراحل إلى حيز التنفيذ؟!
2 - فى مارس الماضى- خلال الفترة من 22 إلى 28 مارس– وداخل فندق (جولدن باى بيتش- golden bay)، المطل على ساحل المتوسط بمدينة لارناكا (القبرصية)، كان أن تجمع نحو 14 فرداً من الوجوه المصرية الجديدة، للتدريب تحت رعاية «المعهد الديمقراطى الأمريكى»– ببدل انتقال يومى قيمته 200 دولار- على آليات التأثير على الناخبين، وعمليات الحشد الانتخابى؟!
وكان العنوان المعلن للدورة، هو: (اكتشاف المهارات وإتاحة الفرصة)، واستخدام الأدوات التكنولوجية لتعزيز الاتصال والتنظيم الداخلى، وتبادل الخبرات مع كبار مسئولى الأحزاب البارزة بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا.
.. فلماذا وقع اختيار آلهة «البيت الأبيض» على هذا البرنامج، خلال هذا التوقيت، على وجه التحديد؟!
لكن.. قبل أن نجيب عن هذا التساؤل، نبين أولاً– من واقع الوثائق والمستندات التى فى حيازتنا– أن قائمة المدربين من قبل المعهد «المحظور نشاطه فى مصر»، شملت كلاً من:
1- هالة السيد السيد مرجان (مدرسة لغة إنجليزية).
2- شهيرة أسامة إبراهيم حسن (دبلوم فنى صناعى).
3- بولا مجدى جرجس (مهندسة زراعية).
4- شيرين أحمد سيد رضوان (موظفة برابطة المرأة العربية).
5- أفنان أحمد محمود عبد الرحمن (لا تعمل).
6- جبريل فتيح عايد جبلى (باحث سياسى).
7- خالد على زايد سليمان (أخصائى نفسى).
8- بكر محمد سويلم سليمان (ليسانس آداب).
9- ياسمين عطا صبحى (ليسانس آداب).
10- أسماء مصطفى النحاس (لا تعمل).
11- منال رمضان شحاتة زيدان (لا تعمل).
12- عبير خميس شحاتة عبد الحق (لا تعمل).
13- مى عبدالحكيم عبدالفتاح عثمان (لا تعمل).
14- سميح جميع موسى سويلم (مدير وشريك بشركة الفيروز).
أما لماذا هذا البرنامج، خلال هذا التوقيت على وجه التحديد؟! فهذا ما تجيب عنه بوضوح المادة 161 من الدستور المصرى!
3 - تنص المادة 161 من الدستور المصرى، على الآتى:
يجوز لمجلس النواب اقتراح سحب الثقة من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بناءً على طلب مسبب وموقع من أغلبية أعضاء مجلس النواب على الأقل، وموافقة ثلثى أعضائه. ولا يجوز تقديم هذا الطلب لذات السبب خلال المدة الرئاسية إلا مرة واحدة. وبمجرد الموافقة على اقتراح سحب الثقة، يطرح أمر سحب الثقة من رئيس الجمهورية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى استفتاء عام، بدعوة من رئيس مجلس الوزراء، فإذا وافقت الأغلبية على قرار سحب الثقة، يُعفى رئيس الجمهورية من منصبه ويُعد منصب رئيس الجمهورية خالياً، وتجرى الانتخابات الرئاسية المبكرة خلال ستين يومًا من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء. وإذا كانت نتيجة الاستفتاء بالرفض، عُد مجلس النواب منحلاً، ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس جديد للنواب خلال ثلاثين يوما من تاريخ الحل.
.. فماذا يعنى هذا الأمر؟!
يعنى أن من يتحكم فى آليات توجيه الرأى العام الانتخابى، يمتلك فى النهاية الدفع بعناصر ذات توجهات أيديولوجية محددة، للاستحواذ على الأغلبية البرلمانية.. ومن ثم تصبح هذه الأغلبية، سيفاً مسلطاً على رقبة الرئيس القادم.. وبالتالى.. على الولاياتالمتحدةالأمريكية– إن كانت قد خسرت معركة الرئاسة– ألا تخسر المعركة البرلمانية المقبلة.. ومن ثم عليها أن تعمل بكل طاقتها لخلق مساحة كبيرة، تفصل بين الأطياف السياسية الموجودة بالبرلمان والرئيس القادم.. وهو ما يعطيها مساحة أكبر– فيما بعد– للضغط عليه، إذا ما تعارضت توجهاته، ومصالحها الإستراتيجية بالمنطقة!
ووفقاً للمعلومات، المتوافرة لدينا.. فإن الإدارة الأمريكية الحالية، جددت عبر المنظمات الثلاث: (المعهد الجمهورى الأمريكى– المعهد الديمقراطى الأمريكى– مؤسسة فريدوم هاوس)، طلبها ترشيحات مكثفة من قبل «تنظيم الإخوان الدولى» للدفع بعناصر التنظيم داخل هذه الدورات، تمهيداً لتكرار «السيناريو الأوكرانى» فى مصر- كان البرلمان الأوكرانى قد قرر، فبراير الماضى، عزل الرئيس فكتور يانوكوفيتش، من منصبه– عندما تحين الفرصة المناسبة لذلك!
.. لكن، لم يكن هذا هو كل ما فى جعبة «المعهد الديمقراطى الأمريكى»، إذ يخطط المعهد لإقامة دورة تدريبية جديدة خلال النصف الأول من يونيو المقبل، تستهدف من بين من تستهدفهم من أطياف المجتمع المصرى «المهتمين بالقضية النوبية»، تمهيداً لتدويلها فيما بعد، والإيحاء بأن «النوبة» تمتلك– داخلياً– مقومات إقامة دولة مستقلة عن مصر، سعياً لفصلها فيما بعد.. وبالتالى.. من المحتمل إلى حد بعيد أن يتحرك المعهد لخلق قنوات اتصال مباشرة مع المراكز والمؤسسات الحقوقية، المهتمة بالقضية النوبية، مثل «مركز دعم التنمية للتدريب والاستشارات»، الذى تديره «هالة شكر الله»، رئيس حزب الدستور الحالى!
4 - فى نهاية مارس الماضى– وبالتزامن مع دورة المعهد الديمقراطى فى قبرص– كانت سفينة «المعهد الجمهورى الأمريكى» قد استقرت على ضفاف البوسفور ب(تركيا)، حيث يعمل المعهد مع النشطاء المصريين تحت ستار «أكاديمية الاثنى عشر التركية».
وفى نفس السياق السابق.. كان عنوان الدورة التى شارك بها 17 فرداً- كان أبرزهم المحامى الإخوانى «أحمد محمود غازى»، مؤسس مركز «حماية» لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، المدعوم من السفارة الأمريكيةبالقاهرة هو: (الدعوة وكسب التأييد لفئة الشباب- المرحلة المتقدمة )، إذ كان المعهد حريصاً– قبل البدء فى الدورات– على الالتقاء وعدد من مسئولى التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، لتلقى ترشيحاتها للدورات، إذ طالب «مسئولو التدريب» التنظيم الدولى، بتوسيع دائرة الترشيحات، بما يسمح بالدفع بعدد من عناصر المنظمات والجماعات الإسلامية الأخرى الموالية للإخوان، خلال المرحلة المقبلة!
وحسبما تبين المعلومات الموضوعة أمامنا، فإن خريطة المعهد استهدفت منذ بداية العام 2014م، تنفيذ 12 دورة للنشطاء المصريين: (6 منها بدولة التشيك، و6 بتركيا).
وفى حين تمت الدورة الأولى بتركيا فى مارس، كان أن شهدت «جمهورية التشيك» أولى دوراتها للنشطاء المصريين خلال الفترة من 17 إلى 21 فبراير.
إذ ذاك.. كانت منظمة «CERVO» التشيكية، قد اضطلعت بتنظيم مؤتمر للمعهد الجمهورى الدولى IRI بالعاصمة التشيكية «براغ»، لوضع الخطوط العريضة للدورات.. وهو ما تم– فى حينه– تحت رعاية وتنسيق كل من:
DAVID SANDS، مسئول برامج الشرق الأوسط- TYLIR SMITH- JANA VIGHOVA، مسئول الحسابات بالمعهد- والمصرية من أصل فلسطينى «ريدة خضر عبدالهادى محمد البرعى»، المحكوم عليها غيابياً بالسجن 5 سنوات فى قضية التمويل الأجنبى.
بينما كانت ثانى الدورات التى شهدتها تركيا ب»أكاديمية الاثنى عشر»، هى الدورة التى انتهت فعالياتها يوم الجمعة الماضى.. إذ تمت الدورة خلال الفترة من 26 إبريل، إلى 2 مايو الجارى، تحت عنوان: (تثقيف الناخبين ونشر الوعى).
وفى حين اضطلعت شركة (CARLSON WAGONLIT) الأمريكية، بحجز تذاكر سفر المشاركين بالدورة، بأرقام حجوزات مختلفة، حتى لا يتسنى رصدها.. كان أن تمت عملية تمويل الدورات عبر شركة (WESTERN UNION).
وتبين المعلومات، أن الدورة التى شارك بها 20 فرداً– بدل الانتقال اليومى، كان 150 يورو– ضمت كلا من:
1- إيهاب عبد الحى عواد راضى.
(من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، ومؤسس البيت العربى لحقوق الإنسان).
2- أحمد سعيد الشربينى أبو شعيشع.
3- بركات عبد الستار ضمرانى محمد.
4- نسرين عبد الشكور شرارة.
5- تامر أحمد عوض شرف الدين.
6- أميمة أحمد على مرسى.
7- محمد محمود فهمى عبد الغنى.
8- غادة لطفى سيد أبوالقمصان.
9- هانى لطفى سيد أبوالقمصان.
10- هانى دانيال جميل دانيال.
11- هويدا عادل محمود ناجى محمد.
12- ماجد أديب شفيق بطرس.
13- رامى عبد الرازق حافظ عبد الرحمن.
14- أحمد أيمن سيد حسين العسال.
15- محمد عاطف عبدالله عبد القادر.
16- محمد أحمد شفيق صالح على.
17- تهانى مرسى محمد الغلياط.
18- شيماء يوسف أحمد أحمد شحاتة.
19- شادى محمد حسن إسماعيل.
20- ممدوح باسيليوس نخلة غبريال.
5 - بقراءة مستهدفات الدورات التدريبية لكل من المعهدين: (الجمهورى والأمريكى)، يمكننا أن نستخلص ببساطة أن توجهات الإدارة الأمريكية، ومنظماتها الموجهة من قبل «المخابرات المركزية - CIA» عقب ثورة 30 يونيو 2013م، هى إعادة إحكام قبضة واشنطن على جميع الروافد الفاعلة داخل الحياة السياسية المصرية (تنظيمات دينية– أحزاب سياسية– منظمات مجتمع مدنى– عمال... إلخ).
وفى ظل تحكمها فى جميع أطراف المعادلة السياسية، يمكنها أن تجهض– من جديد- مكتسبات ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم حليفها الجديد فى الشرق الأوسط (تنظيم الإخوان الدولى)، وهى توجهات أخذت طريقها لحيز التنفيذ، عقب الإطاحة شعبياً بحكم الجماعة فى مصر، مباشرة.. إذ استبق المعهد الجمهورى هذه التحركات بتنظيم دورة تدريبية فى نوفمبر من العام 2013م– أى بعد 4 شهور تقريبا من إقصاء الإخوان عن الحكم- ب»إندونيسيا»، تحت عنوان: (الأحزاب السياسية والحملات الانتخابية)، تحت غطاء منظمة (بيرلدوم) الإندونيسية!
وضمت الدورة، آنئذ، 24 فرداً من أعضاء أحزاب: (غد الثورة، والإصلاح والتنمية).. فضلا عن دورة تالية بمدينة «براغ»، شارك بها محمد سعد «مسئول المعهد الجمهورى السابق بالإسكندرية، وشخص آخر يدعى «محمد السعيد العدوى» من أعضاء حزب الغد، حيث التقى المشاركون– وقتئذ– بمدير برامج الشرق الأوسط بالمعهد، ديفيد ساندس (DAVID SANDS).
لكن.. يبقى للأمر- فى النهاية– عدة روافد أخرى تغذى تحركات المنظمات الأمريكية «المدعومة استخباراتيا»، منها: (المجلس الألمانى للشئون الخارجية)، الذى سبق أن نظم دورة بمدينة اسطنبول التركية، تصب فى نفس الاتجاه، كان من بين المشاركين بها «إبراهيم الهضيبى»، حفيد مأمون الهضيبى.. و(اتحاد المسيسيبى للتنمية العالمية)، الذى تصب أنشطته فى ترسيخ المشروع الغربى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.