نحن فى ورطة حقيقية ، أيام قليلة تفصلنا عن تصويت اختيار رئيس الجمهورية ولم يحسم أحد موقفه بعد ، فأتباع أبو إسماعيل ، مازالوا يقتنعون أن الرجل لم يكذب ، وأنه لا يعلم بجنسية والدته الأمريكية ، والأكثر حزناً أنهم يروجون لأن أمريكا قامت بتزوير وثيقة جنسية والدة أبو إسماعيل لتخرجه من سباق الرئاسة المصرية ، وهو ما يشعرنى بالحزن تجاه جزء من شعبنا يعيش بهذه العقلية المتأخرة حتى يومنا هذا ، وبخلاف أبو إسماعيل فهناك أنصار خيرت الشاطر ، اللذين يقتنعون به كبديل للنبى يوسف الصديق الذى أنقذ مصر من سنواتها العجاف ، ولا أرى أى دليل أو نبوءه على صدق كلامهم ، فما أعرفه جيداً أن يوسف الصديق لم يخدع المصريين ولم يكذب عليهم ،عكس خيرت الشاطر الذى خدعنا وقال لنا أن جماعته لن ترشح أى من أعضائها لانتخابات الرئاسة ، وفجأة وبدون مقدمات لحسوا وعدهم كأنه لم يكن ! ، هذا بجانب أنصار عبدالمنعم ابو الفتوح اللذين يقتنعون بمشروعه عن الدولة المدنية ،رغم أنه احد إفرازات الحركات الإسلامية التى تهتم بتطبيق الشرع فى الحكم أكثر من تطبيقها مبدأ المساواة والعدل ، وعمرو موسى الذى يرى فى نفسه المنقذ للوطن والساخط على النظام القديم ،رغم علاقته القوية بهذا النظام لسنوات طويلة لم يجروء فيها عمرو على نقده أو حتى معارضته ، وأحمد شفيق الذى كان رئيس وزراء مصر فى أثناء حدوث موقعة الجمل ، وينفى علمه بأى معلومات تخصها ، بل وقرر أن يترشح للرئاسة ليكون خليفة لمثله الأعلى "حسنى مبارك " على حسب إحدى تصريحاته، وأخيراً عمر سيلمان الذى ظل مترددا فى ترشيح نفسه، وفى النهاية ادعي أنه قرر الترشح نزولاً على رغبة الجماهير !، كل ماسبق مقدمة لنتيجة واحدة ، هو أننا أصبحنا غير قادرين على التمييز بين الصداقين والكاذبين من ين مرشحى الرئاسة ، ولا يوجد الوقت لدينا ،لمعرفة نواياهم الحقيقة للجلوس على كرسى الحكم ، فخطرت ببالى فكرة تخلصنا من بعضهم أو كلهم على الأرجح إذا قمنا بتطبيقها ، وهى خضوعهم جميعاً لقانون البشعة ،الذي يتم تطبيقه عند العرب والبدو ، لمعرفة إذا كان هذا الرجل يقول الحقيقة أم يكذب ، و تلزم عملية البشعة بأن يقوم الرجل بلحس النار ثلاث مرات متتالية بلسانه ، ووقتها إما يفقد لسانه لكذبه أو تمر النار على لسانه برداً وسلاماً ، وهو ما يجعلنى اتحدى أبناء أبو إسماعيل بأن يقبل خضوعه لاختبار البشعة ، ليعرفوا صدق شيخهم من كذبه ، وكل ما اخشاه عليهم صدمة سقوط شيخهم فى الاختبار !، ولكن الصدمة الأكبر هى أن يتحول كل المرشحين الى مجموعة من السياسيين الخرس، لأن كل مرشح منهم ، يتفنن فى الكذب علينا ، لضمان أصواتنا داخل صناديق الاقتراع ، فهم يريدون أن يجلسوا على كرسى الحكم ، مهما كانت التضحيات ، وبأى وسيلة حتى ولو كان الكذب هو الطريق الوحيد لكرسى الحكم ، فكل مرشح من مرشحى الرئاسة الموجودون حالياً على الساحة ، يخفى شيئاً ما عن الشعب ، إما بخصوص تمويل حملاته ،أو بخصوص مواقفه السياسية ، أو بمعلومات من الممكن أن تؤثر على صورته أمام الناخبين ، فحتى الأن لم يفرز المشهد السياسى ، مرشح واحد صادق بنسبة مائة بالمائة ، وهو ما سيجعلنا نختار المرشح الأقل كذباً ، وليس الأكثر صدقاً !! فنحن أمام إنتخابات ستحدد مستقبلنا ، ولا نملك فيها أى معلومات حقيقية عن أى مرشح ، كل ما يقال ويكتب فى وسائل الأعلام إما تصريحات دبلوماسية أوحنجورية للمرشحين ، أو اجتهادات شخصية لصحفيين وإعلاميين ، يحاولون كشف الغموض الذى يحيط بالمرشحين ، وفى الحقيقة لا توجد بلد فى العالم قامت بثورة بهدف التطهير ، وتأتى إنتخابات الرئاسة فيها على هذا النحو المخجل ، ولكنها مصر بلد العجائب ، بلد يحاول فيه الاخوان والسلفيون صناعة قانون يطيح بعمر سيلمان من إنتخابات الرئاسة ، ليس لإنتمائه للنظام القديم ، بقدر خوفهم من إكتساحه لهم فيها ، وفى نفس الوقت نتابع عمر سيلمان وهو يهددهم بأنه سيفتح صندوقه الأسود قريباً ، ولا أعرف ماذا تعنى قريباً ولم يتبق على انتخابات الرئاسة سوى ايام معدودة ! ولكنها كما قلت لكم الانتخابات الرئاسية فى بلاد العجائب ، التى تضعنا امام حلاً وحيداً وأخيراً ، وهو تطبيق قانون "البشعة " الذى ربما يتحمس له أعضاء مجلس الشعب الملتحون حتى بطونهم ، ويقرروا أن يناقشونه كقانون ، فى حالة فشل قانون إستبعاد الفلول من الأنتخابات الرئاسية ،لضمان سيطرتهم عليها هى الأخرى بعد فوزهم بإنتخابات مجلس الشعب والشورى ، لأنهم أصبحوا يتفنون مثل الحزب الوطنى فى إحراق معارضيهم ، ولو أن الأمر بيدهم لجمعوهم فى حفرة كبيرة وأشعلوا النار فيهم ، حتى لا يبقى سواهم فى المشهد السايسى ، ولكن أخشى أن يسبقهم الشعب هذه المرة ، ويقرر تطبيق قانون البشعة عليهم وعلى مرشحى الرئاسة ، لنجد أنفسنا بين يوم وليلة نعيش وسط مجموعة من الخرساء ، ولكننى على يقين بأنهم لن يكفوا وقتها ايضاً عن الصراخ والضجيج !! فواصل • لا أعرف لماذا وافق اشرف عبدالباقى ،على تقديم برنامجه الجديد (ج سؤال) ؟، فالبرنامج لا يحمل فكرة أو حتى مضمون ، وأهم ما يقدم فى البرنامج ،هو اسماء الضيوف اللامعة ، الذى يظهر بوضوح انهم حضروا للبرنامج مجاملة لأشرف ولصناعه من جهة وللظرف الشيك الذي يحصلون عليه فى آخر الحلقة من جهة أخرى !! • ريم ماجد من الوجوه القليلة ، التى أصدقها حين تظهر على الشاشة ، ريم تنتمى لمدرسة تختلف تماماً عن باقى المدارس الإعلامية التى انتشرت على الفضائيات المصرية ، ريم هادئة ومثقفة ، وقبل كل هذا، تعرف قيمة ضيوفها جيداً ، فتمنحهم بريقا ً خاصاً يشعرك بأنهم يتحدثون للمرة الأولى ، رغم ظهورهم المتكرر والممل ! • عرفت من كواليس ألبوم منير الجديد ، أنه قرر تقديم ديو مع شاندو بعنوان " رمان" الامر الذى جعلنى أتوقف عاجزا ً عن الكلام أمام تصرف منير ، الذى يرى فى شاندو موهبة ما ، ضلت طريقها أو ظلمتها حسابات السوق ، فقرر الوقوف بجانبه لعله يمنحه بريقاً يعيد اليه الحياة ، وما أدهشنى اكثر هو أن شاندو من ذهب لمنير بالاغنية ليأخذ رأيه فيها ، فكان قرار منير بغنائها معه ، لأنه يرى أن الأغنية وشاندو يستحقان لمسة منير . • "زاوية" عمر طاهر فى جريدة التحرير ، أفضل ما يكتب بالصحافة اليومية منذ وقت طويل ، اسلوب عمر ورشاقة كلماته واختياره لموضوعاته تصنع بينك وبينه عشرة من نوع خاص ، تجعلك تشعر أن شيئاً ما ينقصك إذا ما قرر عمر الاعتذار عن الكتابة أو ترك مساحته لكاتب أخر ، وهنا تكمن عبقرية عمر ! • لا اعلم السر فى اختفاء منى زكى ، هل هو أزمة نصوص ، أم إكتئاب ، أم حالة ملل ، أم التحضير لمشروع ما لا يريد أن يكتمل ، ولكننا فى النهاية نعانى من غياب موهبة فى حجمها ، فالسينما المصرية لا تمتلك غير منى زكى واحدة ، ويجب أن تعلم منى هذا جيداً ، حتى لا تتركنا للانشغال عنها ببطلات المسلسلات التركيات !