أكد المهندس خيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب "الحرية والعدالة" لرئاسة الجمهورية أن مشروع "النهضة.. إرادة الأمة" يعتمد في تحقيقه على شباب مصر جميعًا، وفي القلب منهم طلاب جامعة الأزهر، موضحًا أن الأزهر شيخًا وأساتذةً وطلابًا يمثلون الأركان الأساسية في تحقيق مشروع النهضة على أرض الواقع. وأوضح في أول مؤتمر جماهيري بالمدرج المركزي بكلية التجارة بجامعة الأزهر بعد ترشحه لانتخابات الرئاسة، بحضور عدد من أساتذة وعمداء الكليات بالجامعة، أن مشروع النهضة في برنامجه يتحدث عن الإسلام كمرجعية، والتي تُبنى على فكرة الوسطية، والتي يقوم عليها الأزهر، مشددًا على أن الأزهر هو الميدان الأول للنهضة الحقيقية في مصر والأمة بأسرها. وأوضح أن مشروع النهضة يحتاج إلى أصحاب التخصصات العلمية والشرعية، وهذا ما يتوفر لدى طلاب الأزهر؛ حيث إن الأزهر منارة للإسلام الوسطي وأمل المستقبل وصاحب الحكمة في الدفع والبناء، كما يعد الأزهر الوقود الأساسي والقوة العملية للنهضة. وأكد أن مشروع النهضة بحاجة إلى سواعد الشباب؛ لأنهم الوقود العملي لمشروع النهضة؛ حيث يعد الأزهر بشبابه وشيوخه وأساتذته وقود مشروع النهضة، موضحًا رغبته في بدء حملته الانتخابية من الأزهر؛ لما له من قيمة كبيرة، مضيفًا: شاءت إرادة الله عز وجل أن يكون الأزهر بدايةً لمشروع النهضة، بالرغم من أن النظام البائد اعتقلني افتراءً وظلمًا مؤخرًا وقدمني للمحاكمات العسكرية بعد تبرئتي في ظل القضاء الطبيعي بزعم ما تسمَّى قضية "ميليشيا طلاب الأزهر" التي افتعلها النظام البائد. وأكد أن بدء لقاءاته الشعبية من داخل جامعة الأزهر رسالة ربانية لمن زجُّوا بنا في المعتقلات ظلمًا وافتراءً وتأكيدًا لأهمية دور الأزهر في تحقيق مشروع النهضة، ووجَّه الشكر إلى كل الأساتذة والطلاب والطالبات؛ لمشاركتهم في دعمه أثناء محاكمته العسكرية الظالمة. وأوضح أن الأزهر له مكانته الفكرية، والجميع ينتظر دور شباب الأزهر في النهضة، وعلينا أن نتحمَّل جميعًا مسئولية مشروع النهضة، مؤكدًا أن دور الأزهر أساتذةً وطلابًا وشيخًا وجامعةً ومؤسسات إسلامية في مشروع النهضة كبير، ويهدف لبناء مصر وتنميتها لتصبح متحضرة وقوية. وشدَّد على أن النهضة وتحقيقها مسئولية الجميع، ووضع الخطط والمشروعات يجب أن تشترك فيها كل مكونات المجتمع؛ لأننا عشنا فترةً خاطئةً كان ينفرد الرئيس والحكومة بفعل كل شيء؛ مما دفعهم إلى الإساءة والإفساد في إدارة البلاد، وهو ما نتج عنه ثقافة الفشل واللا مبالاة والجهل والأمية والتقاعس، حتى أصبحت مصر ضعيفةً، وانتشر بها الفقر والبطالة والجهل. وأكد أن مصر لديها مشكلات كثيرة، وتحتاج إلى تحدٍّ وإرادة حقيقية، والشباب فيها هم أساس هذه النهضة، موضحًا أنه من حق مصر وكل المصريين أن يعيشوا حياةً كريمةً يحصلون فيها على كل حقوقهم كاملة، وأن يدركوا أن دورهم جميعًا كبير في تحقيق مشروع النهضة. ودعا طلاب الأزهر إلى توعية الشعب وإزالة المخاوف لديه من مشروع النهضة ذي المرجعية الإسلامية، وتوجيههم التوجيه الصحيح لخدمة مشروع النهضة وبناء الوطن، مؤكدًا واجب طلاب الأزهر في استشعار المسئولية وتشمير السواعد وبذل أكبر جهد لنهضة الأمة. وطالب الطلاب بالبدء في مشروع تغيير المفاهيم والقيم الموروثة ومقاومة مصطلحات "التواكل" و"الهدم"؛ عن طريق التوعية والكلمة المنطقية التي توافق القلوب؛ لأن التغيير مرتبط بثقافة المجتمع، ومن سيقوم بتغيير هذه الثقافة هم شباب الأزهر؛ لما لديهم من إمكانيات وتخصصات في العلوم الشرعية والعلمية المختلفة. وأكد ضرورة تربية المجتمع على القيم الصحيحة لبناء النهضة في كل المجالات وعلى جميع المستويات، موضحًا أنه في كل جولاته ولقاءاته مع كل السفراء يسأل الكل عن دور الأزهر، وخاصةً في دول حوض النيل، فعلى الأزهر دور كبير في الحفاظ على علاقات طيبة مع دول الجوار والعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وفي كل المجالات. وأوضح أنه يحلم بنهضة مصر منذ صغره، وأنه يسعى إلى بناء مصر جديدة بعد الثورة، لها تاريخ طويل ومستقبل مبشر بتكاتف الجميع، مضيفًا أن مبدأ النهضة لصالح الأمة هو حلم حياته وقضيته الرئيسية منذ أن كان شابًّا صغيرًا في الاتحاد الاشتراكي وحتى انضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين التي انبهر بمنهجها الذي يمثل رؤيةً عظيمةً لنهضة مصر. وأكد أن قرار الإخوان الدفع بمرشح للرئاسة جاء بعد متغيرات وحيثيات كثيرة؛ حيث إنهم يملكون أغلبيةً نسبيةً في البرلمان تدفعهم إلى أن يكونوا طرفًا فاعلاً في السلطة التنفيذية في مصر بحكومة ائتلافية واسعة، تعبِّر عن كل التيارات بديلاً عن الحكومة الحالية التي تسعى في طريقها إلى إضاعة البلاد وانهيار الاقتصاد والعلاقة بين مصر والدول الأخرى، وهو ما تبين أنها محاولة لتوريط الحكومة المقبلة في أزمات كثيرة في الداخل والخارج. وأوضح أن ترشيح الإخوان له في الانتخابات كان قرارًا من شورى جماعة الإخوان، والشورى لدى الإخوان ملزمة لجميع أفراد الصف، فأطعت القرار رغم قناعتي بالاعتزال عن أي منصب إداري عند سن ال60 لتأييده للشباب، مؤكدًا أنه يؤمن بأن العمل لبناء النهضة يستلزم الشباب. وأشار إلى أن ارتباط رئيس الجمهورية يكون بالشعب فقط الذي اختاره من خلال الدستور والقانون، وأن الإخوان المسلمين لا يهدفون سوى لخدمة مصر، ولن يقفوا في وجه النهضة لمصر وسيقفون ضد كل محاولات عرقلتها وإحباط مسيرتها وسيُسهمون في بناء النهضة بالتكاتف مع الجميع من كل القطاعات. وأوضح أن ترشيح الإخوان الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة مرشحًا احتياطيًّا لما طرأ من ترشيح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع والهواجس التي تثار بأن موقفه غير قانوني، مشيرًا إلى أنه والدكتور محمد مرسي مرشحان أساسيان واحتياطيان في نفس الوقت، ومن يستمر منا فهو المرشح والثاني سيدعمه وبقوة، مضيفًا أن د. مرسي له من التاريخ السياسي في الحياة أو الجماعة ما يؤهله ليكون مرشحًا للحزب. ونفى أن يكون الإخوان هددوا عمر سليمان بالقتل كما زعم في الإعلام، موضحًا أن الإخوان ظلموا في عهد الرؤساء السابقين بالاعتقالات والقتل في السجون ومباحث أمن الدولة وصودرت أموال كثيرة ولم يخرج أحد منهم لينتقم، مشددًا على أن ترشيح سليمان إهانة للثورة وليس من المنطقي أو الطبيعي أن يعيد بقايا النظام البائد إنتاج النظام من جديد في ظل ثورة قامت لهدم الفساد والاستبداد وقال إن المصريين ملُّوا من نظام الاستبداد والظلم والفساد والنهب المنظَّم للثروات؛ فكيف للشعب الذي ثار لبناء مصر الحديثة أن يرضى بأحد رموز النظام السابق وأحد أركانه الذين هدَّد الشعب بالقتل؟!! وأكد أنه يريد أن يبني بلده عن طريق المرجعية الإسلامية في كل المجالات والجوانب على محاور أساسية؛ أهمها استكمال بناء مؤسسات الدولة ثم استكمال بناء المنظومة الأمنية، على أن يتبعها بناء نهضة اقتصادية تضاعف الدخل القومي خلال 5 سنوات، وتجعل مصر من الدول الاقتصادية خلال 15 سنة، ثم بناء نهضة تعليمية أساسية والاهتمام بالمواطن المصري في كل المجالات المتعلقة بالخدمات ويتبعها تحقيق نوع من السلام الاجتماعي في المجتمع.