تدور ماكينة التصنيع التكنولوجى على أشدّها، وتدور ماكينة الاستهلاك الشره أيضًا، ومع اشتداد الدوران والاستهلاك، تزيد فواقد ونفايات التكنولوجيا، ومن المنطقى أن يبحث الغرب - الذى يؤمّن الصحة والرفاهية لمواطنيه - عن وسائل آمنة للتخلص من نفاياته القاتلة.
وبين مئات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وغيرها من وسائل وأدوات التكنولوجيا، ينتج العالم ملايين الأطنان من النفايات الإليكترونية سنويًّا، ورغم أنه لم يتحيّر فى اكتشافها وتصنيعها وإنتاجها، يقف حائرًا أمام توفير نهاية لنفاياته قصيرة العمر، لا تكلّفه كثيرًا من الأعباء، بينما هذه النفايات التى تحمل فرصًا كبيرة للتدوير وإعادة التصنيع والاستغلال الاقتصادى، تمثّل وسيلة سهلة لإطعام الموت والأمراض لمواطنى الدول الفقيرة، بمثل هذه الطرق السهلة من التخلّص منها.
* ما هى النفايات الإليكترونية
هى الأجهزة والأدوات الإليكترونية والكهربائية التى حدث بها عطل أو انتهت مدة استخدامها، وتقرر التخلُّص منها نهائيًّا، وهى تحتوى على عناصر معدنية ثقيلة تضرّ بالإنسان والبيئة، وتزداد كمية النفايات الإليكترونية سنويًّا بنسبة من 5 إلى 8%، وتشكل نسبة بين بين 5 و6% من الفضلات الصلبة التى يتم إنتاجها سنويًّا.
* العالم الثالث والنفايات
أشار تقرير صادر عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، إلى أن معظم الشركات المنتجة للأجهزة الإليكترونية تقوم بالتخلص من نفاياتها فى دول إفريقية، وأن هناك 50 مليون طنّ من القمامة الناتجة عن بضائع إليكترونية يتم التخلص منها سنويًّا فى إفريقيا.
فمعظم الدول المتقدمة تتخلص من النفايات الإليكترونية عن طريق إرسالها لدول العالم الثالث، لأن هذا يعتبر أرخص كثيرًا من التخلص منها فى بلدها الأمّ، والعالم الثالث يقوم بإحراق هذه النفايات أو دفنها، وهو ما يُسبّب إشعاعات وأمراضًا مزمنة، و بعض دول العالم الثالث تقوم باستخراج بعض المعادن منها وبيعها، بينما اتجهت الدول المتقدمة والشركات لإفريقيا بعد أن قامت دول آسيوية - مثل الصين والهند - بفرض قيود مشدَّدة على تلك المنتجات.
* أهم الدول التى تدفن النفايات
ساحل العاج بها 50 شخصًا لقوا حتفهم، وأصيب أكثر من 70 ألفًا بأمراض مزمنة بسبب غازات وأبخرة سامة ناتجة عن أكوام الأجهزة الإليكترونية المتهالكة فى مدينة أبيدجان.
أما نيجيريا فهى من الدول المستقبلة للنفايات الإليكترونية بشكل منتظم، ويدخل إليها سنويًّا ما يقرب من 100 ألف جهاز متعطّل.
غينيا تستقبل 100 ألف طن من المخلّفات الإليكترونية من الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، وهناك العديد من البلدان الإفريقية الأخرى - مثل السودان والكونغو - تستقبل تلك النفايات من الدول المتقدمة.
* الأضرار الصحية
النفايات الإليكترونية التى يتمّ إلقاؤها فى الشوارع و"مكبّات" النفايات تؤثر تقريبًا على كل نظام ووظائف جسم الإنسان الحيوية، لأنها تحتوى على عدد كبير من المكوّنات السامّة، بما في ذلك الزئبق والرصاص والكادميوم والباريوم والليثيوم، والتى تسبّب أمراضًا سرطانية.
حتى الأغلفة البلاستيكية من المنتجات الإليكترونية فإنها تحتوى على ال "بولى فينيل كلوريد"، وهو العنصر الذى له العديد من الآثار الصحية على البشر وتؤدى للعيوب الخلقية، وتؤثر بشكل مباشر على الدماغ والقلب والكبد والكلى وتلف نظام الهيكل العظمى، كما أنها سوف تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الجهاز العصبى والتناسلى للجسم البشرى.
* حقائق وأرقام عن النفايات الإليكترونية
النفايات الإليكترونية التى يتم التخلص منها عن طريق الحرق تمثل من 80 إلى 85٪، وينتج العالم من 20إلى 50 مليون طن من المخلفات الإليكترونية سنويًّا، بينما يتم تدوير 12.5% فقط من هذه الكمية، والباقى يتمّ دفنه أو إحراقه.
بينما عملية إعادة تدوير مليون جهاز "لاب توب" توفر ما يعادل الطاقة الكهربائية التى يستخدمها 3657 منزلاً فى السنة.
* الطرق المثلى للتخلص منها
هناك العديد من الطرق التى دعت إليها المنظّمات الدولية، والتى حثّت فيها الشركات الكبرى على ضرورة اتّباعها، ومنها هى إعادة تدوير الأجهزة الإليكترونية واستخدامها مرة أخرى عن طريق 4 مراحل، وهى: استخراج المواد السامة منها، التفكيك والتقطيع، وبعدها الفرز والتكرير لإعادة الاستخدام.
* منتجات إعادة التدوير
كل المواد المستخدمة فى تصنيع الهاتف المحمول تقريبًا يمكن استردادها لصنع منتجات جديدة، فهى تحتوى على عدد من المعادن المختلفة، مثل الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم والنحاس والقصدير والزنك، وهى من المواد التى يسهل استردادها فى عملية إعادة التدوير، ليتم استخدامها بعد ذلك فى المجوهرات والطلاء والإليكترونيات والسيارات وإطارات لوحات السيارات وحاويات المواد غير الغذائية وقطع غيار السيارات.