فى اليوم الأول لتعيين عمر سليمان نائبا اتصل به جمال عبد العزيز وطلب منه الحضور لمقابلة مبارك.. وقبل أن يضع السماعة أمر مكتبه بتجهيز السيارة بى إم دبليو إكس فايف وهى سيارته الرسمية بصفته الوظيفية.. ويبدو أن جمال عبد العزيز أراد التأكد من نوعية السيارة القادم فيها النائب وهو أمر غريب فسأله عنها بدعوى فتح الباب لها بسهولة.. ولكن.. ما أن نزل النائب إلى الدور الأرضى حتى وجد موكبه الذى كان قد وصل فيه منذ دقائق فى مكانه لم يتحرك.. فقفز فى السيارة الأولى المصفحة ولم يركب السيارة بى إم دبليو التى أبلغ عنها جمال عبد العزيز. فوجئ النائب باعتداء مسلح عليه من مجموعة كانت تتوارى تحت أحد الكبارى فى طريقه وردت عليها مجموعة الشرطة العسكرية التى كانت على الناحية الأخرى.. وتعرضت السيارة البى إم دبليو التى تصور المعتدون أنه يستقلها.. ونجا عمر سليمان وإن سقط عدد من الضحايا. والحقيقة أنه سبقت هذه المحاولة محاولتان أخريان.. واحدة وهو يركب مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط طائرة خاصة وفتح بابها فى الجو فهبطت فى الأقصر وألغيت رحلتهما وكانت إلى السودان.. والثانية تهشم زجاج النافذة التى يجلس بجانبها فى طائرة أخرى. كان يمكن أن يدفع عمر سليمان حياته ثمنا لدور لم يرده لنفسه وإن كان المتضررون من تعيينه نائبا أرادوا إلحاق الضرر به.. الآن يستعد عمر سليمان لخوض انتخابات الرئاسة القادمة وحملته التى انطلقت يستعد القائمون عليها للحصول على مقاطع فيديو وصور لمحاولة الاغتيال، ويسعى أفراد حملة تأييد عمر سليمان، لجمع معلومات عن محاولة الاغتيال وعن الضابط الذى راح ضحيتها، وبكى سليمان عقب معرفته بخبر وفاته نتيجة تأثره باختراق أكثر من خمس طلقات لجسده، وعلم القائمون على الحملة أن هناك مجموعة كليبات تصور الواقعة عقب حدوثها، وتظهر السيارة التى تعرضت لوابل من الطلقات، والتى كان يوجد بداخلها طاقم الحراسة، محاولة لم يتم الكشف عن مرتكبيها حتى الآن رغم ما تردد عن تورط رجال جمال مبارك فى الواقعة خاصة أنهم كانوا يريدون الإطاحة بعمر سليمان فى ظل وجود مبارك ويستعد أيضاً القائمون على الحملة، بتصوير فيلم وثائقى عن عمر سليمان، ورحلة صعوده حتى توليه منصب رئيس المخابرات العامة، وأيضاً الحديث عن اللحظات الفارقة التى عاصرها فى الأيام الاخيرة لنظام مبارك، ولماذا رفض التخلى عنه، وعدم الاعتذار عن منصب نائب الرئيس، رغم علمه بأنه لن يستمر بالمنصب سوى لأيام معدودة، وما حقيقة موقف المشير من ترشحه لانتخابات الرئاسة، كان القائمون على الحملة قد واجهوا مشكلة فى أن المواطنين الذين قاموا بعمل توكيلات ل عمر سليمان، يرغبون فى تسليمها له يدوياً، كنوع من تحفيزه على اتخاذ القرار سريعاً بترشحه فى انتخابات الرئاسة القادمة، ويذكر ايضاً أن عدداً كبيراً من مؤيدى الفريق أحمد شفيق والعاملون فى حملته الرئاسية، قد قرروا التخلى عن أحمد شفيق، ومساندة اللواء عمر سليمان، مما جعل البعض يؤكد أن أحمد شفيق يفكر حالياً، فى الانسحاب من انتخابات الرئاسة فى حالة ترشح اللواء عمر سليمان رسمياً. السنة الخامسة - العدد 349 - الخميس - 5/ 04 /2012