أكدت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن محكمة الاستئناف العسكرية في تونس أدانت اليوم السبت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وكبار مسؤولين سابقين في نظامه بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات بتهمة تعذيب ضباط الجيش ، بحسب ما صرحت به مصادر قضائية متطابقة. وقال أحد محامي الدفاع : "لقد تم النطق بالحكم اليوم السبت في جلسة مغلقة". وبحسب مصدر قضائي عسكري ، فإن محكمة الاستئناف العسكرية أيدت الحكم الصادر غيابيأ على زين العابدين بن علي بالسجن لمدة خمس سنوات ، بينما خفضت إلى النصف الحكم الصادر في التاسع والعشرين من نوفمبر بالسجن لمدة أربع سنوات بحق المعاونين السابقين للرئيس المخلوع ، وبصفة خاصة وزير الداخلية السابق عبد الله القلال والمدير العام السابق للأمن الوطني محمد علي القنزوعي. وتعود وقائع القضية المعروفة باسم "براكة الساحل" – على اسم بلدة تقع على بعد 45 كيلومترأ في جنوبتونس العاصمة – إلى عام 1991 عندما اتهم كبار ضباط الجيش بالتخطيط لانقلاب ضد بن علي ، الذي كان جنرالأ وأصبح رئيسأ قبل أربع سنوات. وقد تم إعادة هؤلاء الضباط من قبل رؤسائهم إلى وزارة الداخلية وتعرضوا لانتهاكات خطيرة في مقار أجهزة أمن الدولة. وتعد هذه المحاكمة التي يعتبرها الدفاع وأقارب المتهمين بأنها "قضية سياسية" هي الأولى التي تركز على أعمال التعذيب في تونس منذ سقوط بن علي الذي كان يتخصص بانتظام في سوء المعاملة والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان.