أثار قرار جماعة الإخوان المسلمين الخاص بفصل الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح المرشح لإنتخابات الرئاسة بسبب مخالفته لقرارى مجلس شورى الجماعة فى 10 فبراير 2011 جدلا واسعا فى الشارع المصرى بسبب فكر الجماعة منذ أن أنشائها "حسن البنا" . وكان القرار السابق القاضى بعدم ترشح أى عضو منتسب لجماعة الإخوان فى انتخابات رئاسة الجمهورية، قد أكد على أن جماعة الإخوان مازالت تؤمن بالفكر القديم لمؤسسها "البنا" ومؤكدا على أن الجماعة لا تسعى الى اى منصب رئاسى ،وبإمكانها خدمة المواطن تحت اى ظرف من الظروف. يذكر أن الجماعة سبق أن فصلت عددا من القيادات التاريخية لأسباب متنوعة، منهم الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق للمرشد العام عقب تشكيك حبيب وإبراهيم الزعفرانى وخالد داود فى الانتخابات التى أجريت فى الجماعة، وأتت بالمرشد محمد بديع فى منصبه، وتم على الفور نفى اتهاماتهم وقرر مجلس شورى الجماعة فصل الثلاثة من الإخوان، وتم أيضا فصل الدكتور أبو العلا ماضى وعصام سلطان بعد إصرارهما على إنشاء حزب الوسط. ومؤخرا جاء قرار مكتب الإرشاد بقيادة "بديع" بالدفع بالمهندس خيرت الشاطر فى إنتخابات الرئاسة رغم تأكيدها فى أكثر من مناسبة على عدم الدفع بأية مرشح فى الوقت الحالى ،وهو نفس السبب الذى تم فصل "ابوالفتوح" من الجماعة. ومن المستغرب فى الأمر أن جماعة الإخوان التى تفصل أعضاءها الذين يساندون أبو الفتوح تغض النظر عن أعضائها الذين يساندون مرشح الرئاسة محمد سليم العوا الذى يغلب على أعضاء حملته عضوية جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك حملة ترشح حازم أبو إسماعيل . فالجماعة منذ أن أنشائها حسن أحمد عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي المولود في المحمودية بمصر عام 1906م، والحافظ للقرآن في سن مبكّرة، وكثيراً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتأثر بشيخه محمد زهران صاحب مدرسة الرشاد الدينيّة، والمتلقى الحصافيّة الشاذليّة عن عبد الوهاب الحصافي، والدارس على أبيه العلوم الشرعيّة وأخذ عنه صناعة الساعات ويبدو أن مقومات الزعامة والقيادة كانت متوفرة لديه، ففي مدرسة الرشاد الإعدادية كان متميزًا بين زملائه، مرشحًا لمناصب القيادة بينهم، حتى أنه عندما تألفت "جمعية الأخلاق الأدبية" وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية لم تتغير إلا بعد أن دفعت بالشاطر فى الإنتخابات . ويبدو أن فكرة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ما تبلورت وهو طالب بدار العلوم، فقد كتب موضوعًا إنشائيًا كان عنوانه : "ما هي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج" فقال فيه : إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية - أمل خاص، وأمل عام. فالخاص : هو إسعاد أسرتي وقرابتي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. والعام : هو أن أكون مرشدًا معلمًا أقضي سحابة النهار في تعليم الأبناء، وأقضي ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم، ومنابع سعادتهم تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة. وهذه هى الأسباب الرئيسة التى دفعت البنا الى إنشاء الإخوان ،ولكن قرار أبوالفتوح خوض الإنتخابات الرئاسية قد أدخل فى الجماعة نوعا من الحادثة التى لم تكن موجودة لدى "البنا" الذى كانه همه الدعوة الى الله .