بالفيديو.. حكومة "محلب" أسد على الفقراء.. و"الترحيل" خطتها للقضاء على العشوائيات والمباني المخالفة

مصطفى أحمد

الحكومة دمرت عشش الفقراء في عزبة النخل.. ونسفت عقارات المعادي بالديناميت.. وأسكنت الأسر المتضررة في الشوارع

الكفراوي: على محلب توفير البديل لتلك الأسر وحسم تلك الملفات بجرأة

مستشار محافظ القاهرة: طبقنا القانون في عزبة النخل والمعادي.. ولن نترك شيئا مخالفا



ما أكثر المشاكل فى مصر وما أصعب حلها، خاصة إذا كان حلها يستلزم بعض الشدة في التنفيذ.. مشكلة العشوائيات أو البناء المخالف تعد أصعب تلك المشكلات، خصوصًا أن حلها يرتبط بترحيل ناس يكونوا في العادة فقراء أضطرهم الزمن إلى مخالفة القانون ليسكنوا تلك المنازل، ويدخلون المرافق، لتعلن الحكومة في لحظة ما الحرب عليها، ويصير أصحاب تلك المنازل أمام خيارات قاسية.



وبرغم أن المشكلة غير جديدة، إلا أن العديد من رؤساء الوزرات بداية من عصام شرف وحتى حازم الببلاوي، تجاهلوا تلك المشكلة حتى لا يصطدموا مع فئات فقيرة في المجتمع، إلى أن جاء المهندس إبراهيم محلب، المعروف بنشاطه الميداني، ليقرر حل تلك المشكلة عن طريق إزالتها تطبيقًا للقانون حتى لو استلزم القرار تشريد أسر فى الشارع لتطبيق القانون، ليصل الأمر إلى نسف بعض العقارات بالديناميت.



بدأت المشكلة بعد سقوط كوبري المرج ليتفاجأ أهالي سكان عزبة النخل بالترحيل الجبري، حتى يتم استكمال الجزء الباقي من كوبرى آخر، ويبلغ عدد سكان تلك العشش أكثر من مائة أسرة، بالإضافة إلى طريقة ترحيلهم عن طريق قوات الشرطة وتمسك الكثير منهم ببيوتهم، المشهد الذي أزعج الكثيرون وهم يرون كبار السن يغادرون منازلهم بالدموع.



لم تنتهى مشكلة أهالي عزبة النخل ويمر عليها شهر، إلا وكانت المشكلة الأخرى منذ أيام، وهي هدم 22 عقار خلف المحكمة الدستورية بسبب البناء على أرض لا يملكونها، وتعود ملكيتها إلى شركة المعادي.



وقررت محافظة القاهرة أن تستعين بالقوات المسلحة من أجل استخدام الديناميت في نسف العقارات لأول مرة في مصر، لكون أن العقارات المخالفة للقانون ذات تسليح قوي.



انهار الأهالي المتضررين أمام القيادات الأمنية، وهي تهدم البيوت، محاولة الاستغاثة بهم، ومشكلة أهالي المعادي وعزبة النخل أنهم لا يملكون بيوتًا أخرى، وصار الشارع مكانهم الأوحد، دون وجود بديل.



"الفجر" ناقشت الأزمة مع عدد من الخبراء..



المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الأسكان الأسبق، قال إنه لا يلوم المهندس إبراهيم محلب لتطبيقه القانون، مشيرًا إلى أن تلك العقارات مخالفة، ورغم ذلك فأن رؤساء الأحياء تجاهلوا الأزمة، لعدم الوقوع فريسة للهجوم من الأهالي.



وأضاف الكفراوي، أن محلب يواجه مشاكل متراكمة، وسيواجه الكثير من المصاعب وعليه حسم تلك الملفات بجرأة ودون الالتفات للوراء، مشيرًا إلى أن ما فعله أفضل الحلول، مطالبًا إياه بتوفير البديل لتلك الأسر.



فيما يرى خليل شعث، مستشار محافظ القاهرة، أن كل ما حدث في عزبة النخل والمعادي تطبيق للقانون فقط، لافتًا إلى أنه في حالة عزبة النخل فإن هناك شقق تم تخصيصها لهم، مضيفًا أنه من غير المعقول تخصيص شقق لأشخاص استولوا على الأراضي بطريقة غير شرعية كما حدث في المعادي.



وتابع شعث، أن المحافظة لن تترك شيئًا مخالفًا، خاصة إذا كانت هناك أحكام نهائية بهدم تلك البيوت كما هو الحال في المعادي، أو بطرق غير قانونية في عزبة النخل، مؤكدًا أن العقود التي تم من خلالها البيع غير صحيحة.