"وأنت فى طريقك إلى مدينة بركة السبع لابد أن تعبر بمنطقة الغورى "مقلب القمامة" والسبيل الوحيد للعبور بدون أذى هو أن تكتم أنفاسك لدقائق حتى تعبر, فلَكَ أن تتخيل معاناة من يعيش فى المكان نفسه". معاناة بيئية وإنسانية يعيشها 5 آلاف نسمة من أهالى قرية الغورى التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية بسبب مقلب قمامة مركز بركة السبع بأكمله المتاخم للقرية مما يصيب سكان المنطقة بأمراض الصدر والقلب والسرطان نتيجة الاشتعال الذاتى الذى يؤدى الى تصاعد الادخنة بإستمرار ليل نهار بالاضافة إنتشار الكلاب والحيوانات الضالة بالمكان.
انتقلنا لرصد معاناة الأهالى, قالت حسناء محمد, أحد الأهالى: أن المقلب موجود منذ 10 سنوات بعد استيلاء مجلس المدينة على الأرض من الفلاحين بحجة بناء مساكن لهم وتجريف مساحات كبيرة من أجود الأراضى الزراعية وتم تحويلها الى مقلب للقمامة .
وأضافت: أن نجلها أصيب بعاهة مستديمة نتيجة الادخنة والروائح الكريهة التى تنبعث من المقلب الذى يشتعل ذاتيا دون استجابة من المسئولين .
وأكد محمد السيد, من أهالى القرية: أن اطفالهم اصيبوا بحساسية فى الصدر الى جانب خوفهم من انتشار الحيوانات المفترسة مضيفا أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى الى المسئولين ولكن دون جدوى.
وأضاف: أن مجلس مدينة بركة السبع قام بتاجير المقلب الى عدد من الأهالى لتحويل القمامة الى سماد عضوى دون الاهتمام بصحة الاهالى المجاورين للمقلب .
وأشار "جمال إسماعيل" إلى أنه اصيب بسرطان نتيجة الدخان الكثيف المنبعث من المقلب المجاور لمنزله منذ 10 سنوات الى جانب بوار الأرض الزراعية المجاورة للمقلب الذى تنبعث منه الحشرات التى تقوم بالتهام المزروعات الى جانب الحيوانات المفترسة .
وطالب الأهالى المسئولين بنقل مقلب القمامة خارج الكتلة السكانية مثل باقى مراكز المحافظة إلى مدينة السادات أو مدينة قويسنا قائلين " عايزين نتنفس بس يا حكومة" مؤكدين تجاهل المسئولين لمعاناتهم بالرغم من كثرة الشكاوى والمناشدات .
وأكد اللواء عبد السلام عبد البارى, رئيس مدينة بركة السبع: أنه تقدم بطلب الى محافظ المنوفية الدكتور "أحمد شيرين فوزى" لتزويده بسيارات لنقل القمامة الى مدينة قويسنا ووافق المحافظ كخطوات مبدئية لنقل المقلب خارج الكتلة السكانية .