تمنى احد الشباب أن ﯾتزوج ابنة المزارع الجمﯾلة. فذهب إلى المزارع ﻻستئذانه. فنظر إلﯾه المزارع ، وقال : ”ﯾا بني ، اذهب وقف في هذا الحقل. وسأقوم بإطﻼق سراح ثﻼثة ثﯾران الواحد تلو اﻷخر و إذا
تمكنت من إمساك ذﯾل أي واحد من الثﯾران الثﻼثة ، ﯾمكنك تتزوج ابنتي. ”
وقف الشاب في المراعي في انتظار أول ثور. فتح باب الحظﯾرة وخرج أكبر ثور رآه في حﯾاته وأكثرها شرا. فقرر أن ﯾنتظر الثور التالي الذي سﯾكون اختﯾارا أفضل من هذا الثور القوي الشرس..، لذا ركض إلى الجانب وترك الثور ﯾمر عبر المراعي خارج البوابة الخلفﯾة. وفتح المزارع باب الحظﯾرة مرة أخرى. انه شيء ﻻ ﯾصدقه عقل!! رأى الشاب أمامه ثورا لم ﯾشهد قط أكبر وأعنف منه في حﯾاته. وقف الثور ﯾحفر في اﻷرض بقدمه بعنف وﯾشخر وﯾسﯾل لعابه وهو ﯾنظر إلي الشاب. . فما كان من الشاب إﻻ أن قرر أنه أﯾا كان الثور الثالث فمن المؤكد أنه لن ﯾكون أسوأ من هذا الثور.. وهكذا فقد ركض إلى السﯾاج مرة أخري وسمح للثور بالمرور إلى الخارج من البوابة الخلفﯾة. ولما فتحت البوابة للمرة الثالثة… ظهرت على وجه الشاب ابتسامة حﯾن شاهد أضعف وأهزل ثور رآه في حﯾاته.. كان هذا هو ثوره المناسب تماما!! فوضع نفسه في المكان المناسب تماما وقفز علي الثور وهو ﯾجري ومد ﯾده لﯾمسك بذﯾله ... ولكﱠنُه : فوجئ بأنه لم ﯾجد للثور ذﯾﻼ ﯾمسكه منه!
مغزى القصة الحﯾاة ملﯾئة بالفرص. بعضها سﯾكون من السهل اقتناصه ، والبعض اﻷخر ربما كان صعب اﻻقتناص.. ولكننا بمجرد أن نسمح لهذه الفرص بالمرور (غالبا على أمل أن نفوز بفرصة أفضل) ، فإنها تمضي وﻻ تكون متاحة لنا مرة أخري. فلنحاول دوما اقتناص الفرصة اﻷولى