تسلمت بعثة انسانية الاثنين في ادغال كولومبيا الرهائن العشرة الذين كانت لا تزال القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة تحتجزهم منذ سنوات. وصعد الرهائن وهم اربعة جنود وستة شرطيين مضى على احتجازهم بين 12 و14 عاما على متن مروحيتين تابعتين للجيش البرازيلي وضعتا بتصرف اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات المدنية الكولومبية. وصرحت ماريا كريستينا ريفيرا المتحدثة باسم الصليب الاحمر للصحافيين اثناء تلاوتها بيان لحركة المتمردين من مطار فيافيسينسيو عاصمة اقليم ميتا (110 كلم جنوب بوغوتا) "لقد تاكد تحرير الجنود الاربعة ورجال الشرطة الستة الذين تحتجزهم الحركة" المتمردة. وكانت المروحيتان اقلعتا خلال الصباح من المنطقة حيث انتظرت اسر الرهائن مع وفد من الشخصيات الاجنبية من بينها حائزة جائزة نوبل للسلام ريغوبرتا مينشو. وكانت بييداد كودوبا العضو السابق في مجلس الشيوخ الكولومبي ورئيسة منظمة "كولومبيون من اجل السلام" المدني صرحت في وقت سابق "يمكن ان يطمئن الجميع الى ان الامر سيتم. انه واقع وسيكون نجاحا كاملا". وجرت عملية الافراج عن الرهان على مدى عدة ساعات "في منطقة ريفية بين مقاطعتي ميتا وغوافيار" بحسب ما افادت ريفيرا. واضافت المتحدثة ان المتمردين افرجوا عن جميع الاشخاص الذين وعدوا بالافراج عنهم. وبعد ان كان المتمردون اعلنوا ان عملية الافراج ستتم على مرحلتين الاثنين والاربعاء الا انهم عادوا وافرجوا عن الرهائن جميعهم دفعة واحدة. وتعهدت السلطات الكولومبية من جهتها تعليق العمليات العسكرية في منطقة اطلاق سراح الرهائن. ومن المفترض ان ينقل الرهائن عند المساء الى العاصمة ليخضعوا لفحوصات طبية. ووعدت اكبر حركة تمرد مسلحة في كولومبيا من 1964، منذ اسابيع باطلاق سراح "آخر اسرى الحرب" الذين تحتجزهم منذ 12 الى 14 عاما. في المقابل وعد الجيش الكولومبي بتعليق عملياته العسكرية في منطقة اطلاق سراحهم عند معرفة احداثياتها الجغرافية. وتضم القوات المسلحة الثورية الكولومبية التي تأسست في 1964 للدفاع عن الفلاحين الصغار، اليوم تسعة آلاف مقاتل منتشرين في الجبال والغابات بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية التي ادت الى تقلص قواتها بمقدار النصف خلال عشر سنوات. وخلال اسبوع، تمكن الجيش من هزمها مرتين تمثلت الاولى في عمليات قصف اودت بحياة سبعين من مقاتليها في "الكتلة الشرقية" الجبهة الرئيسية الموزعة على عدة اقاليم بينها ميتا. وبعد عشر سنوات من المفاوضات مع الحكومة، يشكل اطلاق سراح آخر الرهائن القادمين من صفوف الامن منعطفا لحركة التمرد التي حاولت حتى الآن مبادلتهم بمتمردين معتقلين. وتقول السلطات ان اثنين من رجال الشرطة ما زالا مفقودين وان لم تتبن القوات الثورية خطفهما. وتعهدت حركة التمرد التي تحتجز اكثر من مئة مدني رهائن بالتخلي عن الخطف للحصول على فديات، وهي عمليات كانت تؤمن لها جزءا من تمويلها.