تسبب اقتحام مستوطنون يهود مدعومين برجال دين، وقوات أمن لساحات المسجد الأقصي أمس وأول أمس في حالة من الغضب في الأوساط السياسية العربية وخاصة بعد تصريحات ساسة إسرائيليين علي رأسهم عضو بالكنيست ، حول سيطرة الحكومة الصهيونية علي "المسجد". واعتبر عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب ليكود (يمين)، موشيه فيجلين، أن ثمة فرصة تاريخية لوضع المسجد الأقصى في القدسالشرقية تحت السيادة الإسرائيلية.
وقال فيجلين في تعليقات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «للمرة الأولى منذ تحرير جبل الهيكل (المسجد الأقصى) قبل أكثر من 40 عاما، فإن الكنيست سيناقش سيادة دولة إسرائيل على جبل الهيكل، المكان الأكثر قداسة وأهمية للأمة اليهودية»، وذلك في إشارة منه إلى مداولات يجريها الكنيست، مساء الثلاثاء، لبحث اقتراحه فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد.
وأضاف: «من الأهمية بمكان مشاركة جميع أعضاء الكنيست الوطنيين في هذه المداولات التاريخية والتصويت لصالح مشروع القرار الذي يعلن سيادة إسرائيل على جبل الهيكل».
ولفت إلى أن «أعضاء الكنيست يقعون تحت ضغط كبير لعدم المشاركة، وهم بحاجة لكل الدعم والتشجيع للمشاركة»، داعياً الإسرائيليين إلى إرسال رسائل عبر البريد الالكتروني لأعضاء الكنيست لحثهم على المشاركة في الجلسة، وقال إن «النجاح في هذه الفرصة التاريخية بأيدينا».
وفعلياً، فإن المسجد الأقصى يخضع للمسؤولية الكاملة لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس التي تتبع الحكومة الأردنية، وذلك منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربيةوالقدسالشرقية عام 1967.
وكان عدد كبير من أفراد الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة قد اقتحموا باحة الحرم القدسي عبر باب المغاربة والسلسلة، وأطلقوا الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية باتجاه المرابطين في ساحاته.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد ل”سكاي نيوز”: “قواتنا دخلت إلى الموقع واستخدمت وسائل تفريق التظاهرات إثر رشق فلسطينيين حجارة على زوار يهود”.
وأضاف أن "توترًا شديدًا يسود قبل مناقشات مرتقبة في الكنيست مساء بشأن مشروع تقدم به نائب لبسط السيادة الكاملة على الأقصى".
وأفاد شهود عيان بأن العشرات من الشبان أصيبوا بحالات اختناق بعد رشهم بغاز الفلفل، كما سجلت إصابات بالأعيرة المطاطية وبشظايا القنابل الصوتية.
وحذّرت مؤسسة فلسطينية من مخطط إسرائيلى لتحويل السيطرة على الوقف الإسلامى فى منطقة قصور الخلافة الأموية، جنوبى وغربى المسجد الأقصى إلى جمعية "إلعاد" الاستيطانية الإسرائيلية، معتبرة أن من شأن ذلك "تسريع تنفيذ مشاريع تهويدية واسعة، من ضمنها افتتاح نفق تحت الأرض يصل ما بين مدخل وادى حلوة والمنطقة الملاصقة لجنوب المسجد".
واعتبرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، فى تقرير، الأربعاء، أن "هذا المخطط يزيد المخاطر على المسجد الأقصى ويهدده مباشرة".
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت، أمس، الثلاثاء، إلى أنه تم التوصل إلى مسودة اتفاق بين جمعية "العاد" وشركة "إعادة بناء وتطوير الحى اليهودى فى القدس القديمة" (حكومية) يفضى بنقل صلاحيات إدارة المنطقة جنوب غرب المسجد الأقصى إلى الجمعية الاستيطانية.
وتناقش لجنة الداخلية فى الكنيست (البرلمان) الإسرائيلى، اليوم الأربعاء، استعدادات الجيش الإسرائيلى لتأمين "اقتحامات كبيرة" للمسجد الأقصى، خلال عيد الفصح العبرى الذى يحل بعد نحو شهر ونصف الشهر.
وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (غير حكومية)، فى بيان لها، اليوم، إن "لجنة الداخلية فى الكنيست ستبحث فى جلسة لها، اليوم، استعدادات قوات الاحتلال الإسرائيلى لتأمين اقتحامات جماعية فى عيد الفصح العبرى (الذى يوافق يوم ال15 وحتى ال21 من شهر أبريل القادم)". وحذرت من المحاولات الرسمية الإسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى عبر "إجراءاتها المتلاحقة ضد المسجد فى هذه المرحلة الحساسة".
وأعرب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أمس، عن قلقه من الأنباء الواردة عن بحث "الكنيست" موضوع الاستيلاء على المسجد الأقصى .
وأشار فهمي في بيان إلى خطورة السماح للمتطرفين بتصدر المشهد السياسي، وما لذلك من تبعات قد تؤدى إلى انفجار الأوضاع في فلسطين والمنطقة ككل، وحث الحكومة "الإسرائيلية" على القيام بما يلزم نحو كبح جماح المتطرفين من أعضاء "الكنيست"، الذين درجوا خلال الفترة الماضية على اقتحام ساحات المسجد الأقصى والاحتكاك مع رواده .
من جانبه قرر مجلس الجامعة العربية، عقد اجتماع طارئ، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب ليبيا الرئيس الحالي للمجلس، لبحث التحرك العربي المطلوب في مواجهة الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أن هذا الاجتماع يعقد بناء على طلب دولة فلسطين وبدعم من مصر، نظرًا للوضع الخطير في مدينة القدس والمسجد الأقصى.