الرشد هو الصلاح والاستقامة، وهو خلاف الغى والضلالة، والرشيد كما يذكر الرازى على وجهين أولهما أن الراشد الذى له الرشد ويرجع حاصلة إلى أنه حكيم ليس فى أفعاله هبث ولا باطل. وثانيهما إرشاد الله يرجع إلى هدايته، والله سبحانه الرشيد المتصف بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد وهو الذى يرشد الخلق ويهديهم إلى ما فيه صلاحهم ورشادهم فى الدنيا وفى الآخرة، لا يوجد سهو فى تدبيره ولا تقديره. وفى سورة الكهف: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}... (الكهف : 17)، وينبغى للإنسان مع ربه الرشيد أن يحسن التوكل على ربه حتى يرشده، ويفوض أمره بالكلية اليه وأن يستجير به كل شغل ويستجير به فى كل خطب. كما أخبر الله عن عيسى عليه السلام بقوله تعالى {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ}... (القصص : 22)، وهكذا ينبغى للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه وينتظر ما يرد على قلبه من الإشارة فيقضى أشغاله ويكفيه جميع أموره.