هل من حالة وبائية متعلقة بأمراض الرئة والأمراض التنفسية؟ وكيف تؤثر الفيروسات التي تكثر في فصل الشتاء على زيادة المضاعفات لدى الاطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية تنفسية؟ تزامن وفاة ثلاثة أطفال في فترة زمنية متقاربة في العناية الفائقة، اثار تساؤلات. "النهار" علمت ان أسباب وفاة الاطفال الثلاثة متعددة ومختلفة، وحالاتهم الصحية كانت حرجة جداً، ولا علاقة لأي وفاة بالأخرى، فالمستشفيات المتخصصة تستقبل الحالات المستعصية كونها مراكز متخصصة، ووصول الاطفال الى العناية الفائقة يعني ان حالتهم كانت حرجة جداً وغير مستقرة. وقد عانى كل من هؤلاء الاطفال من مشاكل صحية مختلفة، منها ما له علاقة بالسرطان وأخرى بمشاكل تكوينية وأخرى تتعلق بالتنفس، وفي الحالات الثلاث يتفاقم وضع المريض اذا تعرض للفيروسات. الحالة الاولى هي لطفلة عمرها اقل من عامين ولدت قبل الأوان واحتاجت الى أوكسيجين والى البقاء في الحاضنة، وعانت منذ حينها من مشاكل تنفسية. وتوفيت بسبب مشكلة مزمنة في الرئتين وتليّف فيهما ادى الى قصور في التنفس، وهي كانت تعاني من وضع صحي خطير والكثير من الاشتراكات الطبية، ووصلت الى المستشفى وهي تعاني أصلاً من اصابة بفيروس "أر.اس.في" الذي استدعى ادخالها المستشفى، وهو فيروس يصيب الرئتين ويزيد من قصور التنفس ويشكل خطراً على الأطفال خصوصاً في هذه الحالات، وفي فترة الشتاء بسبب برودة الطقس. والحالة الثانية لطفلة عمرها ستة اشهر، تعاني من مشاكل تكوينية خلقية حادة، والتهابات قوية في الرئتين ومشاكل في التنفس والقلب، واستدعى وضعها وصل جهاز للأكل بأنبوب خارجي في المعدة لأنها تعاني من عدم القدرة على المص، وهي فارقت الحياة بسبب اشتراكات صحية وقصور في القلب والرئتين. والحالة الثالثة لفتاة عمرها 8 سنوات توفيت بسبب سرطان الدم وكانت حالتها حرجة جداً، حضرت الى المستشفى فاقدة الوعي، واقد خضعت لعملية زرع نقي للعظم في الخارج، الا ان جسمها لم يتقبلها فرفضها، ما أدى الى اشتراكات خطيرة، تم نقلها على الاثر من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى "القديس جاوريوس" ولكنها فارقت الحياة، بعد أسبوع من حضورها.