بينما تعيد مصر هيكلة تعاملاتها الخارجية بعد ثورة يونيو، بدعم من الخلفية السياسية لتوجهاتها المستقبلية، تظهر الولاياتالمتحدةالأمريكية في جملة غير مفيدة لتلك التوجهات حتى الآن. وما بين تخوفات أمريكا على حجم نفوذها في الشرق الأوسط ورفضها لترشح المشير عبد الفتاح السيسي، ذهب الأخير في أول زيارة خارجية رسمية له إلى روسيا، وقابله رسمياً بحفاوة الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أعلن رسمياً انه يدعمه على المستوى الشخصي وايضاً الشعبي. ويبدو أن المشير السيسي أراد بهذه الزيارة التأكيد على الدعم الدولي من جانب روسيا، اذا ما أعلنت أمريكا رسمياً رفضها ترشح المشير، فضلاً عن انجاز صفقة الأسلحة الروسية لمصر. وكأن تصريح بوتين موجه في الأساس للرئيس الأمريكي باراك أوباما.
من جانبه قال اللواء عبدالمنعم السعيد، الخبير الاستراتيجي، أن مصر ستحافظ على علاقتها مع الولاياتالمتحدة ، حتى بعد توجه مصر نحو الروس، مرجعاً السبب لسيطرة أمريكا على مقاليد الأمور دولياً.
وأشار السعيد إلي أن زيارة السيسي جاءت من باب تنوع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد علي مصدر واحد بإمكانه استغلال الأمر والضغط علي مصر، مشيرًا إلي أن مصر ستحصل علي السلاح من كل دول العالم، نافيًا أن يكون سبب الزيارة ردًا علي منع أمريكا صفقة الطائرات الإف 16.
اللواء طلعت مسلم، خبير عسكري قال أن زيارة المشير السيسي، إلي روسيا باعتباره وزيرًا للدفاع، وهو ما دفع وزارة الدفاع الروسية إلي إرسال مبعوثين لاستقباله، مؤكدًا أنه في حال زيارة روسيا بعد وصوله للرئاسة سيكون في استقباله الرئيس الروسي.
وتسبب استجابة السيسي للشعب المصري، بعزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، في قطع الولاياتالمتحدةالأمريكية، المعونة العسكرية عن القاهرة، في الوقت الذي رفضت فيه – بطريقة غير رسمية - مؤخرًا خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن أصبح رمزا اجمع نسبة كبيرة من المصريين عليه".
وعلقت نائبة المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف، على زيارة السيسي و نبيل فهمي لروسيا ، مشيرة إلي إن الولاياتالمتحدة اطلعت على التقارير الواردة حول تلك الزيارة، لكنهم لا يستطيعون أن يدلوا بمزيد من المعلومات حول هذا الأمر في الوقت الحالي.
وقالت هارف في المؤتمر الصحفي اليومي للخارجية الأمريكية "نحن لسنا جزءًا من النقاشات الدائرة هناك، ولكننا نعلم أن هناك العديد من الدول لها اهتمام بإقامة علاقات مع مصر وتريد أن تبني علاقات قوية معها والمضي بها قدمًا، ونحن لا نقول إن تلك العلاقات جيدة أو سيئة، لكننا سنبحث في تفاصيل هذه الزيارة للحصول على المزيد من المعلومات عنها".