أبرزت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الأحد نتائج الجولة الأولى من "مؤتمر جنيف 2" والاستعداد لجولة ثانية بعد 10 أيام.
وتحت عنوان (جنيف 2 .. وطاحونة الدم) ، قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف 2" انتهت إلى لا شيء هذا ما أكده المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي المشرف على المفاوضات والجليد لا يزال على حاله وذوبانه يحتاج إلى مزيد من الوقت والصبر.
وتساءلت هل يمكن للجولة الثانية التي من المفترض أن تبدأ بعد 10 أيام أن تحقق اختراقا ولو بسيطا يسمح بالقول إن هناك تقدما، لافتة إلى أن واقع الحال يقول إنه ليس هناك في الأفق ما يشير إلى تبدل جذري أو حتى معقول في مواقف الوفدين يمكن البناء عليه.
وأضافت الصحيفة أن واقع الحال يقول إن مواقف الطرفين السوريين "وفدا المعارضة والنظام" والدول الإقليمية والكبرى الداعمة والمؤيدة لهما هي على حالها كما كانت من قبل وإن بدا ظاهريا بعض التحولات ولكن الكلامية..لكن هذا لا يوفر حصيلة إيجابية .
ووصفت ما يجري في جنيف حتى الآن بأنه جولة من "جس النبض" قد تطول وقد تقصر تبعا للتطورات في الميدان وهي مبارزة بالمواقف لكن المبارزة الحقيقية تجري على الأرض بالسلاح وبكل أشكال القتل والتدمير والإرهاب لأن المهمة لم تستكمل بعد بالنسبة لكل من النظام والمعارضة وازدادت المهمة صعوبة وتعقيدا مع دخول الجماعات التكفيرية والإرهابية على الخط واستيلائهم على مساحات من الأرض كمرحلة أولى لإقامة "دولتهم الإسلامية".
وقالت صحيفة "الخليج" في الختام سننتظر مفاوضات جنيف مطولا قبل أن تتوقف طاحونة الدم والجولات ستتوالى إلى أن تقطع المعارك أنفاس المتقاتلين والذين يقفون خلفهم..أما الشعب السوري فله الله وحده.
فيما رأت صحيفة "البيان" الإماراتية أن جولة أولى من مفاوضات مؤتمر "جنيف - 2" بين النظام السوري والمعارضة انتهت مع تقدم طفيف حسب تصريحات الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي و تقديرات المراقبين ولكن الإيجابي أن جولة ثانية ستعقد في العاشر من الشهر الجاري.
وتحت عنوان (جنيف..نافذة للسلام) قالت الصحيفة إن "حصيلة هذه المفاوضات جيدة في العموم فهي كسرت الحاجز النفسي الذي كان يمنع مجرد التفكير في الجلوس إلى طاولة واحدة وأثبتت أن التفاوض خير من استمرار معركة لن ينتصر فيها أحد وأن الحل العسكري لن يمر ولن يسمح المجتمع الدولي بتمريره.
وأوضحت أن الفجوة بين الوفدين بدت كبيرة فكل طرف تشبث بموقفه وفهمه لمؤتمر "جنيف-2" وكل وفد أمطر الوفد الآخر بشتى أنواع التهم ولكن في النهاية جلسا إلى طاولة واحدة وأعلنا أنهما سيناقشان هيئة الحكم الانتقالي.
ونوهت الصحيفة بأن التوقعات تشير إلى أن الجولة المقبلة ستكون أكثر جدية وجدوى فالوفدان سيبحثان في الموضوع الرئيسى الذي تم الاتفاق عليه وهذا يعني أن الأمور ستدخل في مناقشة القضايا العملية بعد أن لمسا عن كثب مقدار الحرص الدولي على إنجاح هذا المؤتمر والرغبة الأممية في وضع حد للمأساة السورية وفق قاعدة التفاوض.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما كان النظام لا يرغب في الذهاب إلى جنيف وهذا ما لاحظه مراقبون اعتبروا أن دمشق تهدف من وراء مشاركتها إلى كسب المزيد من الوقت أملا بحسم عسكري موهوم ولذلك كان النظام يعول على رفض المعارضة لفكرة التفاوض وهو ما كان واضحا حتى اللحظات الأخيرة ولكن مشاركة الائتلاف أحرجت النظام ووضعته في موقف لم يكن يريده.
وأكدت أن الضغوط الدولية ستنصب في الفترة المقبلة على النظام لأن المعارضة السورية أبدت قدرا كبيرا من المسؤولية بإعلانها الالتزام بالحل التفاوضي وبجديتها في تقديم الحلول الممكنة.
وقالت الصحيفة إنه يبقى الدور على الدول الراعية وخاصة روسيا لإقناع النظام بالدخول في التفاصيل خلال الجولة المقبلة التي يتوقع أن تكون أقل اهتماما بالإعلام والاستعراض لأن الوقت يمضي وتكلفة هذا الوقت أرواح السوريين ولابد من وضع حد لمأساتهم التي طالت أكثر من قدرتهم على الاحتمال.
بدورها ، تناولت صحيفة (عمان) العمانية انتهاء الجولة الأولى من المحادثات بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية في مونترو في إطار "جنيف 2".
ورأت الصحيفة أن على السلطة والمعارضة السورية أن تتيح الفرصة أمام الوكالات المعنية التابعة للأمم المتحدة ولغيرها للعمل لإنقاذ المدنيين، وإتاحة سبل آمنة لإيصال المساعدات والإغاثة الإنسانية للمحاصرين في حمص وغيرها من المدن والمواقع والمخيمات، ومع أن هناك القليل من القوافل التي دخلت إلى بعض المواقع، إلا أن ذلك غير كاف أبدا ، لأن الأعداد المحاصرة كبيرة لدى الجانبين اللذين يدمران سوريا في الواقع بغض النظر عن أي منطلقات أو شعارات.