حذرت رغد الابنة الكبرى للرئيس العراقي صدام حسين الحكومة العراقية من نقل رفات والدها وغلق مدفنه في قرية العوجة بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد ودعت "الغيارى" من العراقيين والعرب الى التحرك لوقف هذا الاجراء. وقالت رغد التي تقيم في عمان منذ سقوط نظام والدها عام 2003 في بيان اليوم في أعقاب قرار الحكومة العراقية قبل يومين بنقل رفاة والدها وغلق مدفنه بسبب ما قالت عشيرته إنه ازدياد في عدد زواره. وقالت إنها علمت بقرار "نقل جثمان الرئيس الشهيد صدام حسين من القاعة التي تحتضن جسده الطاهر في العوجة وكانت مسقطا لرأسه وحضنا لمثواه الأخير". وأضافت "أن منع الحكومة العراقية زيارة قبر الرئيس الراحل وإغلاقه في وجه الغيارى والشرفاء من أبناء العراق والعالم من الذين يرغبون بزيارته، جاء ليكون شاهدا على الحقد والظلم ودليلا على تأثير القوى الخارجية على السلطة القائمة في العراق التي أصبحت تأتمر بأمرها". وقالت إن "غدر الحاقدين وأيدي المفسدين لن يروقها أن يكون للشهيد الرئيس صدام حسين مكان في العراق أو في قلوب العراقيين والعرب والأحرار في هذا العالم في دفاعه عن حريته وصموده وكبريائه، فقد كانت محاكمته والحكم بإعدامه والتضحية به تمثيلية هزلية يندى لها جبين كل عربي حر صادق وأمين حتى وصل الأمر إلى التمادي بنية نقل الجثمان" كما اشارت. وناشدت رغد "شيوخ عشائر العراق خاصة وشيوخ وعشائر العرب عامة وأبناء العراق الصامد من محبي الرئيس الراحل من المرابطين والمجاهدين وأصحاب المبادئ والفكر ورجال الدين وأصحاب القرار من المسؤولين العرب إلى اتخاذ خطوات جادة وجريئة لوقف هذه الإساءة والاستهانة" على حد قولها. كما دعت من اسمتهم "الأحرار من أصحاب الأقلام النقية والعقول المستنيرة وكل الشرفاء والغيارى من العرب والعالم للوقوف بوجه هذا القرار". وكانت عشيرة صدام حسين اكدت الثلاثاء الماضي أنها تلقت خطابا رسميا من وزارة الداخلية العراقية تطالب فيه بإغلاق مدفنه ونقل رفاته إلى مكان آخر. وقال زعيم عشيرة البو ناصر حسن الندا إن خطابا ورد إلى شرطة صلاح الدين من قبل مكتب الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي نص على إغلاق مدفن الرئيس السابق صدام حسين، ونقل رفاته إلى مكان آخر . وأضاف أن "رئيس مجلس المحافظة ومحافظ صلاح الدين تدخلا بالموضوع وهما يبذلان جهودا لتسوية الأمر مع الحكومة المركزية" مبينا أن "الوزارة تخشى من كثرة الزيارات للمدفن". وأوضح الندا أن "هناك قاعة للمناسبات قرب المدفن يرتادها الكثيرون وأن نسبة قليلة منهم يزورون المدفن لقراءة الفاتحة وعددهم ليس بذي أهمية، وأن الداخلية تعتقد أنهم كلهم زوار للقبر"، مضيفا أن "العشيرة قررت مع مجلس المحافظة إغلاق تلك القاعة كي لا يرتادها أحد". وأعرب الشيخ عن استغرابه من القرار مؤكدًا أن "المدفن يعود لرئيس حكم العراق لفترة ما وأن مدفنه كمدفن الزعيم عبد الكريم قاسم ومدفن الرئيس الأسبق عبد الرحمن عارف وغيره وهو قبر لميت لا يثير الرعب". وكان مصدر في شرطة صلاح الدين قال في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي إن قوة أمنية خاصة طوقت مبنى مدفن رئيس النظام السابق صدام حسين ومنعت زيارته فيما أكد أن القوة هددت باعتقال أي شخص يحاول زيارته. من جهته، أكد النائب الأول لمحافظ صلاح الدين أحمد عبد الجبار أن "إدارة محافظة صلاح الدين أبلغت قيادة الشرطة بسحب يدها وترك الموضوع للحكومة المحلية"، مبينا انه "تجري حاليا مفاوضات مع بغداد بشأن الموضوع كي لا يتسبب بمشاكل نحن في غنى عنها". وأوضح عبد الجبار أنه "حاليا تم غلق قاعة المناسبات القريبة من المدفن، وصرف النظر عن موضوع نقل الرفاة"، مستدركا بالقول إن "الداخلية تصر على هذا الأمر، وقد وردنا تأكيد منها على التنفيذ قبل يومين". وأكدت عشيرة رئيس النظام العراقي السابق، أنها أغلقت مدفن صدام حسين "إرضاءً للحكومة" فيما لم تحدد وقتا لرفع الإغلاق. وأصدرت رئاسة الوزراء العراقية عام 2009 خطابا رسميا يقضي بمنع أي شخص أو مؤسسة حكومية بزيارة قبر صدام حسين. وكانت القوات الاميركية اعتقلت صدام نهاية عام 2003 وتم اعدامه في 30 كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.