عاشت مصر فترة عصيبة من الخلافات الداخلية منذ عام 2011 ، و سيعلق التاريخ مستطرداً بالعصر المظلم للبلاد ، بداية من ثورة عام 52 "الناصرية" الى الآن . منذ بداية عصر جماعة الاخوان على يد "البنا" ، و فكرة الجهاد هى السائدة على عقول مؤسسيها و قياداتها ، و تم ترسيخها ببناء جهاز "التنظيم السرى" بقيادة "السندى" لمواجهة العلمانية ، على حد وصفهم ، حيث انتهت حياة العديد من المواطنين المصريين الشرفاء بداية من مقتل القاضى "الخازندار" ، نهايةً بالمصريين الامنين الوم . فشل الناصريون فى القضاء على التنظيم التكفيرى ، بل تشعبت منه العديد من الجماعات المسلحة ك"تنظيم القاعدة" و "الجماعة الاسلامية" باواخر السبعينيات من القرن الماضى ، و من ثم اغتالوا ثعلب المصريين "السادات" ، لمحاولته القضاء على افكارهم و الزج بهم فى السجون . تغلغلت الجماعة الى داخل بيوت البسطاء و الآميين من المصريين بدعوة ( الدين و المساعدة على الحياة المعيشية ) ، فى لحظة ادارت الدولة المصرية ظهورها لهم ، فاصبح انتمائهم للجماعة و تنظيماتها السرية و بترسيخ مبدأ "السمع و الطاعة" على طريقة الرسل السماوية ، و هو ما الغى محاولة التفكير فى قرارات قيادات الجماعة ، و كأنهم مرسلون من السماء و يتلقون الوحى الربانى . استطاع آل "مبارك" القضاء على هيمنة الجماعة على الشارع المصرى ، عن طريق جهاز امن الدولة ، الذى قام بفصل القيادات عن قواعدها ، و محاصرتهم فى كل عمل سياسى و افشال خططهم ، الى ان ارتمى التنظيم فى احضان المخابرات الامريكية "CIA " ، و هو ما فتح لهم الطريق لتحقيق حلمهم بحكم "مصر" ، استغلت "CIA " بمساعدة الدول الكبرى الاوروبية و الموساد الاسرائيلى ، من اختراق الجهاز العصبى للدولة المصرية و الممثل فى شبابها ، عن طريق المنظمات الحقوقية التى تدعى دفاعها عن حقوق الانسان ، و لكن بوجهين احدهما متربص بالدول العربية و خاصة "مصر" و الاخر لا يرى بالدول الاوروبية و خاصة امريكا ، حيث تم تكوين حركات شبابية ك"6 ابريل" التى يحاكم مؤسسيها الآن بالتجسس و التخابر لصالح دول اجنبية ، و تم ارسالهم الى دول بعينها للتدريب على كيفية حشد المواطنين و اسقاط النظام الحاكم و هو ما رصدته الاجهزة المصرية آن ذاك . نفذ الشباب "الأناركى" المصرى الممثل فى حركات ممولة مثل "6 ابريل و كفاية" ، خطة المخابرات الامريكية نصاً ، حيث استطاعوا حشد المواطنين بميدان "التحرير" و اسقاط نظام مبارك فى 28 يناير 2011 ، فقد استغلوا ضيق الشعب المصرى من الحالة الاقتصادية و فساد آل مبارك ، فى اسقاط النظام كخطوة اولى . بدا رجال المخابرات الامريكية بمصر ( "الاخوان" و دويلة "قطر" الممثلة فى قناة الجزيرة و الحركات الشبابية ) ، فى تنفيذ اولى خطوات الخطة الكبرى للنظام "الصهيوامريكى" بمحاولة اسقاط الدولة المصرية من "قوات مسلحة" و "شرطة" و "قضاء" و غيرهم من اعمدة الدولة المصرية ، فاستطاعت الحركات الشبابية فى اقناع عدد من الفئات المصرية بوجوب اسقاط "العسكر" و هى كلمة غريبة عن الشعب المصرى و لم يتداولها منذ الاحتلال الانجليزى ، حتى يمهدوا الطريق ل"الاخوان" كتنظيم مدنى لدخول المعركة الانتخابية لحكم البلاد ، و "الجزيرة" توجه الراى العام ضد اعمدة الدولة و تنصيب الاخوان كمنقذى الشعب المصرى ، و و ما تحقق فعلياً من تلك الخطة المحكمة . تسلم الاخوان المسلمون مقاليد الحكم فى 29/6/2012 ، برجلهم القيادى "محمد مرسى" ، و هنا بدأت البلاد فى الانحدار بشتى جوانبها ، نتيجة خطأ اخوانى كبير كلفهم الكثير بعد ذلك ، بمحاولة التحكم فى جميع اطراف و سلطات الدولة دون الالتفات الى حالة الفوران الشعبية المنبثقة من الثورة ، و هنا بدا دور المخابرات المصرية القوية ، و تسللت الى ساحة المعركة مع "CIA " الامريكية بذراعها المصرى "الاخوان" ، و تمكنت من رد الصاع صاعين ، عن طريق اتاحة الفرصة لعموم الشباب الوطنى المصرى "تمرد" ، بجمع توقيعات المواطنين لاسقاط جماعة الاخوان من اعلى كرسى الحكم ، و هو ما حدث يوم "30/6/2013" ، حيث ثار اغلبية الشعب باكثر من 30 مليون مواطن جابوا الشوارع المصرية فى جميع انحائها و محافظتها ، و هو ما اجهد الخطة "الصهيو امريكية" بالشرق الاوسط ، و جاء ذلك تحت حماية "الجيش المصرى" العظيم و قائده الفريق اول "عبد الفتاح السيسى" . اعتبر الشعب المصرى العظيم الفريق "السيسى" المخلص من الاحتلال "الصهيوامريكى" ، مما جعله فى نظر عموم المصريين "صلاح الدين" العصر ، كما يطلقون عليه . اصيبت الجماعة الارهابية بصاعقة هيستيرية ، اثر المفاجأة فى الثورة المصرية و اعلانهم جماعة "ارهابية" ، فزال القناع عن قياداتها و بدات المحاولة فى استعادة الحكم ، عن طريق اثارة العنف و قتل الابرياء لتوصيل صورة الى الغرب و العالم ان مصر تمر بحرب اهلية ، فى محاولة فاشلة لاستعادة زمام الأمور . تكاتفت اجهزة الدولة الى جانب الداعم الرئيسى "الشعب المصرى" و احبطوا جميع مخططات الجماعة الارهابية ، و صنعوا دستوراً نال اعجاب جميع المصريين و على راسهم السياسيين و الحقوقيين الشرفاء ، و بذلك تم وضع الجماعة على فهوة البركان لاول مرة منذ نشاتها من 84 عام ( 1928) ، فى حال تمرير الدستور القاتل للارهاب الامريكى الممنهج ، بمحاولة تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة للحفاظ على الامن الاسرائيلى و سطوة الصهيون على الشرق العربى . نجح الدستور المصرى الجديد بابنائه من الشعب فى توجيه رصاصة قاتلة الى الجسد الاخوانى بتمرير استفتاء الدستور بنسبة مشاركة غير مسبوقة فى تاريخ مصر ، بنتيجة 98.1% صوتوا ب"نعم" ، نزلت النتيجة كالصاعقة على التنظيم الارهابى و انصاره ، اليوم نسطتيع المجاهرة بجملة (( باى .. باى .. أخوان )) ..