لا يعالج الاسلام الآفات النفسية والاجتماعية بالوعظ المجرد والإرشاد النظرى فحسب ،ولكنه يعمل على اقتلاع أسبابها من الحياة أو استئصال جذورها من المجتمع ...فلا يكفى الجائع أو المحروم أو العريان أن تلقى عليه درساً بلغياً فى خطر الحقد والحسد ، وكل لحظة فى (حياتة التعسة البائسة) وحياة الناعمين المترفهين من حوله ، تلقنه دروساً عملية أخرى كيف يحسد وكيف يحقد وكيف وكيف ويحمل قلبه كراهية وغيظاً ونقمه؟!! قال الدكتور محمد داود – استاذ الدراسات الاسلامية ، ان الناس إذا توافرت لهم كفايتهم وكفاية من يعولونهم استطاعوا ان يطمئنوا فى حياتهم ويتجهوا بالعبادة الخاشعة إلى ربهم الذى اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف . ان شعور الفقير انه ليس ضائعاً فى المجتمع وأن مجتمعه يرعاه ويهتم به كسب كبير ،لشخصيته وزكاة لنفسه وهذا الشعور نفسه ثروة لا يستهان بها "للامة كلها ". ومن القيم التى تعد واحدة من معالم هذا الدين ومظاهر رحمته قيمة التكافل ،ولا غرو فان التكافل رافد أساسى فى وسائله المحققة لمعانى الخير والرحمة . وقد أهتم الاسلام بالتكافل ليكون نظاما لتربية روح الفرد وضميره وشخصيته وسلوكه الاجتماعى ،ونظاما لتكوين الاسرة وتنظيمها وتكافلها ، ونظاما للعلاقات الاجتماعية بما فى ذلك العلاقات التى تربط الفرد بالدولة ،ونظاما للمعاملات المالية ،والعلاقات الاقتصادية التى تسود المجتمع الاسلامى . وهكذا نرى ان مدلولات البر والاحسان والصدقة والزكاة تتضاءل أمام هذا المدلول الشامل للتكافل . والتكافل فى الدين يظهر خلال 3 مستويات رئيسية تكمل بعضها البعض هى 1-كفاله الدولة ،لرعاياها ،2- كفالة الاغنياء للفقراء ،3- كفالة المسلمين لبعضهم .وبتحقق ذلك كله يجعل المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا كما امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . واوصنا ايضا بالدعاء عند الهم والحزن " اللهم انى عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتى بيدك ماض فى حكمك عدل فى قضاؤك – اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته فى كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به فى علم الغيب عندك ،ان تجعل القرآن الكريم "ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى " . امين